على الرغم من استقبالها لأعداد من المهاجرين تتجاوز ما استقبلته دول أوروبية مجاورة، إلا أن عدد الوافدين على إسبانيا لن يكون كافياً لتعويض الوظائف التي تتطلب تكوينا عاليا، وفق توقعات دراسة حديثة أعدتها مؤسسة الدراسات في الاقتصاد التطبيقي fedea بشراكة مع مركز تفكير تابع لبنك BBVA.
الدراسة التي نشرت في فاتح دجنبر 2025 والتي ترصد تطورات سوق الشغل في الفصل الثالث من هذه السنة، أكدت على أن الهجرة كانت المحرك الأساسي لسوق الشغل خلال هذه الفترة، واحتلت 57 بالمائة من مناصب الشغل المحدثة، لتواصل نهج الارتفاع المسجل منذ أواخر سنة 2019.
وسلط التحليل الضوء على أهمية هجرة الكفاءات ذات التأهيل العالي الوافدة على البلاد بين 2017 و2024، والتي ساهمت في تقليص الخصاص على مستوى الوظائف المتوسطة والعالية، الذي تسببت فيه شيخوخة السكان؛ لكنها تبقى غير كافية، مما يتطلب هجرة مستدامة لتعويض الأشخاص المقبلين على التقاعد.
ومن خلال دراسة نسبة الشباب الإسبان النشيطين (سواء المشتغلين أو الذين هم في مرحلة البحث عن عمل) والحاصلين على شهادات تعليم عالي مقارنة مع نسبة الإسبان الذين تصل أعمارهم إلى 55 سنة فما فوق، خلصت الدراسة إلى أنه لا يوجد العدد الكافي من الشباب الإسبان لتعويض الكفاءات القريبة من سن التقاعد.
وأبرز التحليل أن العلاقة بين السكان النشطين من المواطنين الأصليين والمهاجرين انتقلت من مرحلة التكامل إلى مرحلة التعويض “ففي موجة الهجرة الأولى (2000-2010)، كانت الهجرة ترتفع بشكل أكبر في المناطق التي ينمو فيها عدد السكان النشطين من المواطنين الأصليين. أما في الموجة الثانية (ابتداء من سنة 2017)، فإن الهجرة تنمو بوتيرة أعلى في المناطق التي يتراجع فيها السكان الأصليون أو لا يزدادون، وهو ما يعكس اعتمادا بنيويا على الهجرة” يضيف.








