وفقا لاستطلاع للرأي أنجزه معهد علوم وتحليلات المستهلك (CSA) لصالح مؤسسات إعلامية، نشر يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، فإن 72٪ من الفرنسيين يريدون إجراء استفتاء على سياسة الهجرة في بلادهم.
وأظهر الاستطلاع الذي أنجز لصالح “جريدة الأحد” (JDD)، و”سي نيوز” (CNEWS)، و”أوروبا 1″ (Europe1)، أنّ 28٪ من الفرنسيين فقط عبّروا عن رفضهم.
اعتمد الاستطلاع عينة من 1001 شخص بالغ، من خلال استبيان عبر الإنترنت، وفق طريقة الحصص بما يضمن تمثيلية الفئات العمرية والاجتماعية. وأظهر أن نسبة التأييد زادت مقارنة بالعام الماضي، إذ أنه خلال دراسة استقصائية مماثلة تم إجراؤها في 9 و 10 أبريل، أجاب 69 ٪ من المستجيبين بـ”نعم”.
الشباب في الصدارة والفئات الشعبية أكثر دعماً
كشفت النتائج أن الشباب بين 18 و24 عاما هم الأكثر دعما للاستفتاء بنسبة تصل إلى 79٪، بينما بلغت النسبة لدى من تفوق أعمارهم 65 عاما حوالي 69٪. كما أبرزت المعطيات أنّ الفئات الاجتماعية الأدنى (CSP-) عبّرت عن تأييد قوي بنسبة 80٪، في حين سجّلت الفئات المهنية العليا (CSP+) نسبة 67٪، بينما بلغت النسبة لدى غير النشطين مهنيا نحو 71٪.
سياق سياسي مشحون
تأتي هذه النتائج في ظلّ تصاعد النقاش حول عريضة أطلقها السياسي الفرنسي المحافظ فيليب دو فيلييه، والتي تخطّت حاجز 1.5 مليون توقيع للمطالبة باستفتاء وطني حول الهجرة. ويعكس التأييد الشعبي المتنامي حالة من القلق المجتمعي إزاء قضايا الهوية والأمن والاندماج. كما أظهر الاستطلاع أن الانتماء السياسي يلعب دورا حاسما، حيث يميل ناخبو اليمين واليمين المتطرف إلى دعم الفكرة بقوة، فيما يسود التردد والانقسام داخل صفوف اليسار.
تداعيات محتملة على الجالية المغربية وأوروبا
يمثل هذا التوجه مصدر قلق خاص للجالية المغربية في فرنسا، التي تُعدّ من أضخم الجاليات الأجنبية وأكثرها حضورا في سوق العمل والمجال الثقافي. إذ قد يُترجم هذا الضغط الشعبي في المستقبل إلى سياسات أكثر تشددا بخصوص الهجرة ولمّ الشمل والإقامة. كما يُطرح التساؤل حول ما إذا كانت “عدوى الاستفتاءات” قد تنتقل إلى باقي دول منطقة اليورو، خصوصا مع صعود أحزاب اليمين المتطرف في إيطاليا وألمانيا وهولندا، مما قد يعيد تشكيل السياسات الأوروبية تجاه المهاجرين واللاجئين.
جدير بالذكر أن CSA (Consumer Science & Analytics) وهو معهد مرجعي للتسويق وأبحاث الرأي لمدة 40 عاما (تأسس سنة 1983) في فرنسا وعلى الصعيد الدولي، وهو من أبرز معاهد استطلاعات الرأي والدراسات الميدانية في فرنسا. يختص بإجراء بحوث كمية ونوعية لفائدة وسائل الإعلام، الشركات الكبرى، والمؤسسات العمومية. ويعتمد المعهد على منهجيات إحصائية دقيقة مثل العيّنات الممثلة وطريقة الحصص، مما يجعله مرجعا موثوقًا في قياس توجهات الرأي العام الفرنسي.