في مبادرة دبلوماسية بارزة تعزز موقعه كفاعل دولي في قضايا الهجرة والتنمية، أصبح المغرب أول دولة تساهم رسميا في الصندوق الدولي لمرونة الهجرة (MIF)، التابع للمنظمة الدولية للهجرة (OIM)، مما يؤكد حرص المملكة المغربية على تعزيز التعاون الدولي وإرساء حكامة إنسانية وشاملة لقضايا الهجرة.
وقد تم الإعلان عن هذه المبادرة الرائدة على هامش لقاء رسمي نظمته المنظمة الدولية للهجرة، بحضور المديرة العامة للمنظمة، “إيمي بوب”، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، حيث جرى التوقيع على الاتفاقية الرسمية التي تضع المغرب في طليعة الدول المساهمة في هذا الصندوق العالمي.
وفي منشور لها على منصة لينكدإن، عبّرت إيمي بوب عن فخرها بهذه الخطوة المغربية، مؤكدة أن:
“المغرب قدم مساهمة طوعية استثنائية لصندوق المرونة الجديد للمنظمة، ليصبح بذلك أول دولة عضو تقوم بذلك.”
وكتبت: “نحن فخورون بالإعلان عن تقديم المغرب مساهمة طوعية استثنائية لصندوق المرونة التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الذي أطلق مؤخرا، ليصبح بذلك أول بلد عضو يقدم على هذه الخطوة”.
وأوضحت بوب أن هذه المساهمة ستُمكّن المنظمة من البقاء مرنة وجاهزة للتدخل حيثما تكون الحاجة ماسة، ما يُجسد التزام المغرب تجاه المجتمعات الضعيفة، ويعزز قيادته لحكامة الهجرة العالمية.
صندوق من أجل استجابة مرنة وفعالة
تم إنشاء صندوق المرونة الدولي للهجرة بهدف تعبئة 100 مليون دولار أمريكي من التمويلات غير المشروطة لدعم البرامج الطارئة والعمليات الإنسانية للمهاجرين والنازحين. ويعتمد الصندوق على تمويلات مرنة وسريعة التوجيه، قادرة على تعزيز استجابات المنظمة الميدانية، من توزيع المساعدات الطارئة إلى الحماية ومكافحة الاتجار بالبشر.
وقد أُعلن عن الصندوق رسميا في يونيو 2024 بالتوازي مع التقرير السنوي للمنظمة، والذي أظهر أن برامجها قد ساعدت خلال العام الماضي أكثر من 26 مليون شخص في 186 دولة، رغم أن التمويلات المرنة لا تمثل سوى 5% من إجمالي إيرادات المنظمة، ما يُبرز أهمية هذا الصندوق للحفاظ على استقرار العمليات والاستجابة السريعة للأزمات.
المغرب: فاعل دولي وريادي في قضايا الهجرة
الصندوق يعكس رؤية شمولية تدمج المهاجرين في برامج التنمية المستدامة، وتسعى إلى تخفيف الآثار الإنسانية والاقتصادية للأزمات المرتبطة بالحركية السكانية، سواء في البلدان المستقبلة أو المصدرة للهجرة، ويعد المغرب بلدا عضوا في المنظمة الدولية للهجرة منذ العام 1998.
وتأتي هذه المبادرة استمرارا لنهج مغربي راسخ، يقوم على مبادئ التضامن الدولي والحكامة الرشيدة في تدبير قضايا الهجرة. فقد احتضن المغرب عدة لقاءات دولية رفيعة المستوى، من بينها المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، كما أطلق استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء تُعد نموذجا في المنطقة وتحظى بإشادة واسعة من الهيئات الدولية.
ويُضاف إلى ذلك احتضان المملكة لمقر المرصد الإفريقي للهجرة، ودورها المحوري في اعتماد “الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة” خلال مؤتمر مراكش 2018، ما يعزز مكانتها كمنصة للحوار والعمل المشترك في هذا المجال الحيوي