تستضيف مدينة برشلونة، يوم السبت 6 دجنبر 2025، لقاء دوليا يجمع مغاربة العالم تحت شعار: “مكانة مغاربة العالم في الفضاء الأوروبي المتحول ورهانات الشراكة الإستراتيجية: حالة العلاقات المغربية الإسبانية”. وتعمل جمعيات ومؤسسات مدنية فاعلة في قضايا الهجرة والتواصل الثقافي على تنظيم هذا الحدث بهدف فتح نقاشات معمقة حول وضعية الجالية المغربية داخل فضاء أوروبي سريع التحول.
التحولات الأوروبية وموقع الجالية المغربية
يرتكز الملتقى على دراسة الانعكاسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لهذه التحولات، وتقييم الفرص المتاحة لتقوية موقع المغاربة المقيمين بالخارج داخل المشهد الأوروبي، ويخصص اللقاء أيضا مساحة لبحث معالم الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، والاستفادة من التجربة الثنائية في تدبير ملفات الهجرة والتنمية المشتركة. كما يسعى المشاركون لاقتراح صيغ عملية تعزز حضور الكفاءات المغربية الأوروبية في دوائر القرار والتأثير، بما يرسخ مساهمتهم في بناء الجسور الاقتصادية والثقافية بين ضفتي المتوسط.
الاستثمار كمدخل لتعزيز الأدوار الاقتصادية
وفي هذا السياق، احتضنت برشلونة يومه الجمعة 28 نونبر 2025، أيضا في إطار المحطة الحادية عشرة من سلسلة اللقاءات التي أطلقتها مؤسسة “جوائز مغاربة العالم” (TMM)، وخصصت لمناقشة آليات دعم وتوجيه المستثمرين من أبناء الجالية نحو فرص استثمارية داخل المغرب. الجلسة التأطيرية حملت شعار: “مغاربة العالم: قطاعات استراتيجية للاستثمار في المغرب”، وركزت على تعريف المستثمرين بالفرص القطاعية المفتوحة، وتوضيح مسارات المواكبة، وتشجيع تحويل الخبرات المتراكمة في أوروبا إلى مشاريع منتجة بالأقاليم المغربية.
أكد علي مهراز، مسؤول الشراكات الاستراتيجية في الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، أن خارطة الاستثمار الوطني واسعة تمتد من الصناعة والسياحة إلى الخدمات والتكنولوجيات، لكنه شدد على أن النجاح يرتبط بوضوح التخصص: المستثمر مطالب بالتحرك داخل مجاله، مع اعتماد خبرته وطاقته الذاتية. وأشار إلى أن كل تجربة مهنية اكتسبها أي مغربي في إسبانيا قابلة للتحقق مجددا في واحدة من الجهات المغربية على أساس معرفة دقيقة وفهم واقعي للسوق.
روح التوجيهات الملكية ومواكبة الكفاءات
من جهته اعتبر محمد شعيب، رئيس مؤسسة ابن بطوطة، أن دعم الاستثمار يتطلب أكثر من مجرد تشجيع عام، بل يحتاج إلى تقديم معلومات صريحة حول المجالات، وإجراءات التنفيذ، والهياكل التي تواكب المستثمرين. أما القنصل العامة للمملكة ببرشلونة، نزهة الطهار، فقد أعادت التذكير بالتوجيهات الملكية في خطابي 20 غشت 2022 و6 نونبر 2024، الداعية إلى جعل كفاءات الجالية ورأسمالهم البشري جزءا محوريا في دينامية التنمية، مع الإشارة إلى أن إعادة الهيكلة التي أعلن عنها الملك تستهدف تعبئة الخبرات وتسهيل الاستثمارات.
بدوره أكد أمين سعد، رئيس مؤسسة “جوائز مغاربة العالم”، أن اللقاء منسجم مع روح التوجيهات الملكية الرامية لابتكار آليات جديدة مشجعة لاستثمارات مغاربة العالم، مبرزا أن محطة برشلونة تأتي بعد جولات في عواصم أوروبية مختلفة. كما أعلن عن اتفاق شراكة مع مؤسسة ابن بطوطة لإطلاق مشاريع ثقافية واقتصادية خلال عامي 2026 و2027.
واختتم اللقاء بحوار مباشر مع المشاركين، أعقبه فضاء للتواصل وتبادل الخبرات بين حاملي المشاريع والمؤسسات المواكِبة، في محاولة عملية لجعل حضور مغاربة العالم في أوروبا جسرا للإنتاج والاستثمار والتنمية داخل الوطن.









