بمناسبة الدخول الأدبي في فرنسا الذي يتميز بنشر العديد من الأعمال الأدبية لكتاب من مختلف المشارب، صدر مؤخرا للكاتب والأكاديمي الفرنسي المغربي، رشيد بنزين، رواية جديدة بعنوان “الرجل الذي قرأ الكتب”، عن دار النشر “جوليار”.
تدور أحداث الرواية بحسب تقديم دار النشر “بين أنقاض غزة وصفحات الكتب التي أصبحت صفراء، حيث يجلس رجل عجوز “ربما ينتظر أن يتوقف أحدهم أخيراً ليستمع إليه. فالكتب التي يحملها بين يديه ليست مجرد أشياء، بل هي شظايا حياة، وحطام ذاكرة، وندوب شعب”.
“في عالم تحاول فيه القنابل أن تكون لها الكلمة الأخيرة، يذكرنا (يتحدث هنا عن نبيل الشخصية المحورية في الرواية) بأن الكتب هي أكبر فرصة لنا للبقاء على قيد الحياة – ليس للهروب من الواقع، بل للعيش فيه بشكل كامل؛ كما لو أن قراءة الرجل في خضم الفوضى هي أكثر الثورات جذرية” نقرأ في تقديم الرواية.
وعن النجاح الذي حققته الرواية حتى قبل صدورها، بحيث ينتظر أن تترجم لأكثر من عشر لغات، قال رشيد بنزين في حوار صحفي، إنه جد متأثر بأن تستطيع الرواية إيجاد مسار لها في اتجاه ثقافات ولغات أخرى، “ربما هذا دليل على أن شيئا ما في قصة هذا الرجل العادي الذي يرفض أن يختفي، قد مس اهتمام العالم” يصرح.
وأبرز الكاتب أنه لم يكن يبحث عن النجاح عند كتابة هذه الرواية، قائلا “كنت أسعى إلى أن أكون وفيا، لصوت هذا الرجل الذي حملته في داخلي، وفيا لما يمكن أن تعنيه الكتب بعد أن اختفى كل شيء آخر”، وأكد مؤكدا في نفس الوقت على أن رغبة الآخرين في سماع هذا الصوت، عبر الحدود واللغات، تمنحه “القليل من الأمل في هذه الأوقات المظلمة”.
يذكر أن رشيد بنزين اشتغل كأستاذ ومحاضر بمجموعة من الجامعات الفرنسية من بينها المرصد الديني بإيكس آن بروفانس، وبمعهد الدراسات السياسية بالمدينة نفسها، وبكلية اللاهوت البروتستانية بباريس. وله عدة مؤلفات منها “مفكرو الإسلام الجُدد” (منشورات ألبان ميشيل 2004)، باريس؛ و”تفسير القرآن للشباب” (منشورات سوي 2013)؛ و”ما الذي يتضمنه القرآن، في نهاية المطاف؟” باشتراك مع إسماعيل السعيدي سنة 2017، “ألف طريقة ليكون المرء يهوديا أو مسلماً: حوار مع دلفين هورفيير”.