شهدت عدة مدن أمريكية، من نيويورك إلى واشنطن وأورلاندو، احتفالات واسعة للجالية المغربية بمناسبة اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797 بشأن الصحراء المغربية، والذي اعتُبر منعطفاً حاسماً نحو التسوية النهائية للنزاع المفتعل حول هذه القضية الوطنية. في أعقاب اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797 بشأن الصحراء المغربية، واستجابة لمضامين الخطاب سامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي، عبر فيه عن مشاعر الفخر والارتياح، مؤكدا أن المغرب يدخل مرحلة فاصلة في مسار ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية.
الخطاب الملكي: إعلان مرحلة جديدة
وصف الخطاب الملكي القرار الأممي بأنه فتح جديد بعد خمسين سنة من التضحيات، مشيرا إلى أنه يمثل طيّا نهائيا للنزاع المفتعل حول الصحراء، في إطار حل توافقي يستند إلى مبادرة الحكم الذاتي. وأبرز جلالته رمزية التوقيت، حيث تزامن هذا التحول التاريخي مع الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المغرب، مما يعزز دلالته الوطنية والسياسية.
وأكد جلالة الملك أن المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، بات اليوم حقيقة راسخة لا يمكن لأي جهة أن تطعن فيها، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز المكتسبات وتكريس السيادة الوطنية في إطار الشراكات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
الخطاب الملكي لم يكن فقط إعلانا عن انتصار دبلوماسي، بل كان أيضا دعوة إلى مواصلة التعبئة الوطنية، وتعزيز الوحدة، والانخراط في بناء مغرب قوي، آمن، ومتماسك.
نيويورك.. تايمز سكوير تتحول إلى ساحة وطنية
في قلب مانهاتن، توافد مئات المغاربة إلى ساحة “تايمز سكوير” مساء السبت، حاملين الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرددين النشيد الوطني وشعارات الوحدة الترابية. عبر المشاركون عن فرحتهم العارمة بهذا “الفتح الدبلوماسي التاريخي”، مؤكدين أن القرار الأممي يكرّس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع.
الدكتور علال بوتاجنغوت، أستاذ علم الأعصاب بجامعة نيويورك، وصف القرار بأنه “تتويج للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك”. أما الصحافي محمد العلمي، فاعتبر أن “الفرحة مضاعفة” لتزامن القرار مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء. كما عبّرت السعدية أبوتوم، المقيمة في حي كوينز، عن ابتهاجها بما وصفته بـ”الحل الطبيعي” الذي طال انتظاره، وفق ما صرحوا به لوكالة المغرب العربي للأنباء.
واشنطن.. صوت الوحدة يعلو أمام البيت الأبيض
تجمع المئات من أفراد الجالية المغربية في العاصمة الأمريكية، أمام البيت الأبيض يوم الأحد، في أجواء احتفالية غمرها الحس الوطني. رُفعت الأعلام وصور الملك، وترددت الأغاني الوطنية التي تحتفي بالسيادة والوحدة الترابية.
الطبيبة حكيمة بهوش من فيرجينيا قالت: “بعد 50 عاماً من المثابرة، أثبتنا للعالم أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”. واعتبر شارل دحان، رئيس فدرالية المغاربة اليهود، أن القرار “يرسخ اعتراف المنتظم الدولي بسيادة المملكة”. أما نوال العماري، المستشارة في تدبير الأعمال، فرأت في التجمع “تعبيراً بليغاً عن التعبئة الدائمة خلف جلالة الملك”.
أورلاندو.. موكب وطني يجوب الشوارع
في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، نظمت الجالية المغربية موكبا ضخما من السيارات والدراجات النارية المزينة بالأعلام الوطنية، جاب الشوارع الرئيسية وسط تفاعل كبير من السكان المحليين. شاشة عملاقة على شاحنة عرضت خريطة المملكة من طنجة إلى لكويرة، مزينة بشعارات وطنية.
المشاركون جددوا تشبثهم بالعرش العلوي المجيد، مؤكدين أن هذا “النجاح التاريخي سيظل راسخا في الذاكرة الجماعية”، ورفعوا شعار “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، في تعبير عن وحدة الصف والدعم المطلق للمصالح العليا للمملكة.
مغاربة العالم.. صوت واحد من أجل الوطن
امتدت مشاهد الفرح إلى مدن أمريكية أخرى، كما أعربت الجالية المغربية في فرنسا عن اعتزازها بالانتصار الدبلوماسي بقيادة جلالة الملك، مجسدة تشبث الجالية المغربية بالقضية الوطنية الأولى، ودورها الفاعل في الدفاع عن مصالح المملكة.









