في خطوة تعكس التحول العالمي نحو الرقمنة، أطلقت كندا أول تجربة لنظام التأشيرة الرقمية، واختارت المغرب ليكون منصة الانطلاق لهذا المشروع التجريبي. المبادرة لا تقرأ فقط في سياق العلاقات الثنائية، بل تبرز توجها استراتيجيا نحو إعادة تعريف مفهوم الحدود والسفر الدولي. ووفق موقع “TTW”، في مقال نشره الأحد 30 نونبر 2025، فالهدف هو رقمنة إجراءات الدخول بالكامل وتجاوز التعامل الورقي في طلبات التأشيرة.
تأشيرة مخزنة رقميا
وحسب بلاغ رسمي لوزارة الهجرة واللاجئين والجنسية الكندية، يمثل المشروع التجريبي لاستخدام التأشيرات الرقمية وسيلة للحكومة الكندية من أجل الحصول على تعليقات قيمة من المشاركين فيه. كما سيسمح للحكومة الكندية بتصميم تأشيرات رقمية آمنة، يسهل الوصول إليها واستخدامها، والتحقق من توافقها مع الجهات المعنية مثل شركات الطيران.
النظام التجريبي يتيح للمسافرين المغاربة المشاركين الحصول على تأشيرة إلكترونية مخزنة رقميا، إضافة إلى الملصق التقليدي على الجواز. هذا الجمع يسمح باختبار دقة المنظومة الجديدة تقنياً وأمنياً قبل تعميمها لاحقاً على دول أخرى.
وفقا للبلاغ، فقد تم تصميم التأشيرات الرقمية لجعل السفر إلى كندا أسرع وأكثر أمانا وراحة، كما أشار إلى أنها تقلل الحاجة لإرسال جواز السفر بالبريد أو تقديمه للحصول على التأشيرة، وتحسن إجراءات المراقبة والأمن، كما تتيح للمستفيدين تقديم المعلومات الضرورية فقط. كما يمكن أن تجعل تقديم البرامج والخدمات أكثر فعالية وتقلل تكاليف الطباعة والشحن البريدي.
مرتكزات اختيار المغاربة
أبرز الموقع المختص في حركة السفر الدولي “TTW”، أن اختيار المغرب ليكون أول دولة تختبر نظام التأشيرة الرقمية تم بناء على علاقته التاريخية الوثيقة مع كندا، مشيرا إلى أن الاختيار الاستراتيجي للمغرب يتيح لكندا تقييم فعالية النظام في ظروف حقيقية، بمشاركة مسافرين معتادين على عملية طلب التأشيرة، مبرزا أنه “مع استخدام هؤلاء المسافرين للتأشيرة الرقمية، ستتمكن كندا من تحديد الصعوبات والعقبات ومعالجتها قبل تعميم النظام”.
فاختيار المغاربة يرتبط بارتفاع عدد المسافرين صوب كندا واستقرار العلاقات الثنائية، فضلا عن توفر قاعدة مهمة من حاملي التأشيرة سابقا، وهو ما يسهل عملية التقييم. كما يسمح النظام بإدارة التأشيرة دون إرسال الجواز أو إرفاق مستندات إضافية، مع تقليص زمن المعالجة ورفع مستوى الأمان.
نحو نموذج عالمي جديد
يرى مراقبون أن نجاح التجربة سيفتح الباب نحو نموذج عالمي جديد في تدبير التأشيرات، أسرع في الإنجاز وأكثر حماية من مخاطر التزوير المرتبطة بالوثائق الورقية، مع تمكين السلطات الكندية من تتبع المعطيات بدقة أكبر.
التجربة تأتي بالتوازي مع خطوات أخرى لتبسيط السفر نحو كندا، من بينها إعفاء المواطنين القطريين من التأشيرة، وتوسيع الاستفادة من تصريح السفر الإلكتروني “eTA” لفئات محددة من المغاربة. هذه المؤشرات تجعل المغرب قاعدة انطلاق لإعادة تشكيل قواعد السفر نحو كندا في اتجاه أكثر ذكاء ورقمنة.









