ناقش المشاركون في مائدة مستديرة حول موضوع “النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية: الرهانات والآفاق الإفريقية” تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول تنمية الأقاليم الجنوبية.
واعتبر عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، عبد الله متقي، في هذه الندوة التي احتضنها مجلس الجالية المغربية بالخارج في رواقه بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن النموذج الجديد الذي اعتمد على مقاربة تشاركية، يرتكز على أربعة أسس هي التنمية البشرية المستدامة، وإشراك الساكنة المحلية في تدبير شؤونها، واحترام حقوق الانسان بمفهومها الواسع بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الدولة من اجل وضع القوانين وضمان احترامها.
وبعد جرذ موضوعي للوضع الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الجنوبية أكد عبد الله متقي أن الاهداف التي توصل اليها المجلس يمكن تلخيصها في مضاعفة الناتج الداخلي الخام، وخفض نسبة البطالة بخمسين بالمائة وذلك عبر خلق فرص الشغل، وتقوية القطاع الخاص حتى يغطي نصف الاستثمارات المطلوبة لمدة عشر سنوات، ووضع صندوق الدعم الاقتصادي وصندوق اجتماعي لاستقبال مغاربة تندوف.
من جانبه ركز الأستاذ الجامعي نور الدين أفاية خلال مداخلته على البعد الثقافي للنموذج التنموي الذي اقترحه المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مبرزا أهمية العامل الثقافي في السياسات العمومية، وهو الأمر الذي انتبه إليه أعضاء المجلس الاقتصادي والإجتماعي والبيئي باعتبار الثقافة مطلبا جوهريا للتخطيط ووضع السياسات.
نور الدين افاية: البعد الثقافي للنموذج التنموي الذي اقترحه المجلس الاقتصادي والاجتماعي للمناطق الجنوبية
السياسات العمومية لا تعطي اهمية للعامل الثقافي في التخطيط للسياسات العمومية، حيث أوصى التقرير بضرورة اعادة النظر في المنظومة الثقافية من اجل خلق جيل جديد مؤسس على قيم العمل والتعايش والتضامن والابداع.
كما عرفت هذه المائدة المستديرة التي قام بتسييرها أستاذ التاريخ والأنتروبولوجيا السياسية خالد الشكراوي مشاركة مدير مركز الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس، رحال بوبريك، والذي ركز في مداخلته على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حتى لا تتم إعادة إنتاج نفس الإختلالات وكذا ضرورة الالتزام بتنزيل بنود هذا النموذج التنموي وفق جدول زمني محدد مع توفير الموارد المالية والبشرية لإنجاز هذا النموذج.
ودعا بوبريك إلى استحضار الخصوصية التي تميز منطقة الصحراء والتعامل معها وفق هذه الخصوصية، مشددا على دور الصحراء التاريخي في ربط المغرب ببعده الإفريقي.