كشفت الدراسة السنوية للجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان (CNCDH)، الصادر يوم الأربعاء 18 يونيو، أن المجتمع لا يزال صامدا في وجه موجات الكراهية، بل ويزداد تسامحا، خصوصا في صفوف الشباب، رغم ضجيج الخطابات السياسية والإعلامية المعادية للأقليات.

وأظهرت الدراسة وفق تقرير عنها من “ليبراسيون” (LIBÉRATION)، أن مؤشر التسامح في فرنسا بلغ 63 من أصل 100 سنة 2024، وهو ثالث أفضل نتيجة منذ بدء القياس سنة 1990، متعادلا مع سنة 2009. فبفضل “المؤشر الطولي للتسامح”، يمكن للجنة قياس تطور هذا الشعور بين الرجال والنساء الفرنسيين كل عام. ويتم حساب هذا المؤشر كل عام من قبل الباحث فنسنت تيبيرج من الاستطلاعات عبر الإنترنت وجها لوجه التي أجراها CNCDH.
هذا التقدم يأتي رغم “انتشار خطاب الحقد والريبة” من بعض الجهات السياسية والإعلامية، كما أبان التقرير الرسمي الفرنسي، لكن الصورة ليست وردية بالكامل، فـ60% من المشاركين لا يزالون يعتقدون أن المهاجرين يأتون فقط للاستفادة من النظام الاجتماعي، و46% يعتبرون الهجرة سببا رئيسيا لانعدام الأمن. كما يرى 23% أن أبناء المهاجرين المولودين في فرنسا “ليسوا فرنسيين حقا”.
ويؤكد التقرير على أن هناك تحولا في طبيعة العنصرية من “بيولوجية” إلى “ثقافية وهوياتية”، إلا أن نقطة الضوء الأبرز هي ما أطلق عليه مصطلح “الاستقطاب الجيلي”: فالأجيال الشابة، وخاصة المولودة بين 1977 و1986، تظهر مستويات قياسية من التسامح، بلغت 69/100 سنة 2024، وهو أعلى رقم على الإطلاق.
وسجل التقرير مفارقة مفادها أن المعادين للمسلمين هم كذلك الأقل التزاما بقيم العلمانية والمساواة، والأكثر انتقادا للمثلية، ما ينقض الصورة النمطية السائدة عن “حماة اللائكية”، فيما أن العنصرية هي حزمة واحدة: من يرفض المهاجرين، غالبا ما يرفض أيضا السود، المسلمين، اليهود، الروم، والآسيويين، ويرفض المساواة بين الجنسين…

Exit mobile version