خلقت التطورات التي تعيشها دول شمال إفريقيا خصوصا الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا، حالة من الاستنفار في دول الضفة الأخرى من المتوسط بسبب ما يمكن لهذه الأحداث أن تخلفه من تدفقات لأمواج المهاجرين في اتجاه أوروبا.
في خطوة استباقية لاحتواء الوضع يعقد وزراء داخلية ست دول أوروبية متوسطية هي ايطاليا وقبرص وفرنسا واليونان ومالطا واسبانيا، يوم الأربعاء 23 فبراير 2011 اجتماعا لدراسة سبل مواجهة أمواج المهاجرين الذين يرتقب وصولهم إلى السواحل الأوروبية.
من جهته حذر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني من مخاطر تدفق موجة غير مسبوقة من المهاجرين على بلاده انطلاقا من ليبيا.
وقدر رئيس الدبلوماسية الإيطالية في حوار حوار مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” عدد المهاجرين الذين من المرتقب نزوحهم نحو بلاده من ليبيا بحوالي 300 ألف مهاجر، معتبرا أنها موجة غير معتادة تفوق بعشرة أضعاف عدد اللاجئين الألبان في التسعينيات.
وفي اجتماع له مع ستة وزراء من حكومته، بحث رئيس الحكومة الإيطالية سيلفية بيرلسكوني استعراض مختلف السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تنتج عن الأزمة الليبية، بما فيها مشكل تدفق المهاجرين علما بأن إيطاليا سبق أن وقعت اتفاقا مع ليبيا في 2008 لاعادة المهاجرين سمح بخفض عدد القادمين من ليبيا الى ايطاليا بمعدل 90%.
في نفس السياق طلب وزير الداخلية الإيطالي روبيرطو ماروني من الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق ب 100 مليون يورو للسيطرة على الوضعية ومساعدة الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود على تدبير قضية الهجرة، مبرزا أن بلاده غير قادرة بمفردها على مواجهة هذا الوضع الذي قد يهدد بكارثة تشمل جميع دول القارة الأوروبية.
محمد الصيباري
23/02/2011