تدبير المغاربة للاختلاف: استلهام لأساليب التعايش وقبول الآخر

الخميس, 27 أكتوير 2016

افتتحت صباح اليوم الخميس 27 أكتوبر 2016 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط فعاليات الأيام الوطنية الثالثة والعشرين حول موضوع "تدبير المغاربة للاختلاف: استلهام لأساليب التعايش وقبول الآخر"، والتي تنظمها الجمعية المغربية للبحث التاريخي بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج.

وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والذي أشار إلى أن موضوع هذه الأيام الوطنية يقع في صلب اهتمامات المعهد، حيث إن الحديث عن قضايا الاختلاف وتعايش الثقافات وقبول الآخر يعتبر من أساسيات وركائز الظهير المؤسس للمعهد.

وأوضح بوكوس أن قبول الآخر والتعايش معه يحتاج إلى القيام بتدبير عقلاني لمسألة الاختلاف. كما سلط الضوء على موقع التنوع في الدستور الجديد للمملكة المغربية، والذي جعل المغرب يشكل استثناء في المنطقة المغاربية والعربية...

ودعا بوكوس في نهاية كلمته إلى دعم البحث اللساني والأنتروبولوجي في مقاربة الأسئلة المتعلقة بتدبير الاختلاف والتعايش وقبول الآخر.

101

من جهة أخرى، أكد أحمد سراج، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن دعم المجلس للجمعية المغربية للبحث التاريخي يندرج ضمن شراكة استراتيجية مع الجمعية ومع الجامعات المغربية بشكل عام.

وشدد سراج على محورية انفتاح المجلس على الجامعة المغربية نظرا لقدرتها على إنتاج مادة علمية تسهم في تعميق ارتباط مغاربة العالم بالهوية المغربية بمختلف أبعادها وروافدها، موضحا أن العمل والاشتغال على ذاكرة المغرب مدخل مهم لفهم ومقاربة القضايا المتعلقة بمغاربة العالم؛ مما يتطلب توفير معرفة تاريخية والاستفادة منها لتكريس هذا الارتباط بالهوية المغربية، وقادرة على تجاوز مختلف الصعوبات المرتبطة بالعيش المشترك.

أما جمال الدين الهاني، عميد الكلية الأدب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، فأشار في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه محمد فتحة عضو الجمعية، فأشار إلى أن موضوع الندوة يعد من المواضيع المهمة والراهنة والتي تحتاج إلى الاهتمام بها معرفيا وعلى مستوى البحث العلمي.

وفي هذا السياق أشار جمال الدين الهاني إلى أن المغاربة تميزوا بالتعدد والتنوع، واستطاعتهم تدبير اختلافاتهم والتركيز على المشترك والقضايا الجامعة، داعيا إلى استعادة والاستفادة من هذا التدبير في التعامل مع القضايا الراهنة.

الكلمة الافتتاحية الأخيرة قدمها عثمان منصوري، رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والذي نوه بأهمية الموضوع وتعدد المقاربات بخصوصه، مشددا على ضرورة التركيز على الجانب الإيجابي في مسألة الاختلاف.

103

وأوضح منصوري أن الاختلاف ظاهرة إنسانية وكونية، مشيرا إلى انفتاح وقبول المغاربة لثقافات وحضارات متعددة، أثرت في عيشهم وثقافتهم، حيث تعاملوا معها باعتبارها مكونا رئيسا من مكوناتهم الثقافية والحضارية، مسلطا الضوء على أساليب المغاربة في تطويق الاختلافات، منها مسألة الأعراق والتعامل الإيجابي...

هذا ويتضمن برنامج هذه الأيام التي تدوم ثلاثة أيام، عقد مجموعة من الجلسات العلمية حول مواضيع تتعلق بتدبير الاختلاف وتتمحور حول: "أصول الاختلاف وتدبير المغاربة له في الداخل وبلاد المهجر"، و"دور القوانين والأعراف في تدبير الاختلاف"، و"تدبير المغاربة للاختلاف في المجالين السياسي والاجتماعي"، و"تجليات تدبير الاختلاف في الثقافة والتمثلات الجماعية المغربية».

وسيساهم في تنشيط هذه الجلسات أساتذة جامعيون ينتمون لعدة كليات وباحثون من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، ومركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين (القنيطرة)، ومركز التوجيه والتخطيط التربوي (الرباط)، كما ستشهد هذه الأيام توزيع دروع فخرية وجوائز للباحثين الشباب. 

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+