الدار البيضاء- وزيرة الداخلية البلجيكية تناقش موضوعات الهجرة والإسلام ببلجيكا في معرض الكتاب

السبت, 11 فبراير 2012
الدار البيضاء- وزيرة الداخلية البلجيكية تناقش موضوعات الهجرة والإسلام ببلجيكا في معرض الكتاب
هيمنت قضايا الإسلام في المجتمع البلجيكي وإدماج الشباب المنحدر من الهجرة في سوق الشغل ببلجيكا على الندوة التي احتضنها الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس المنافسة والهيأة المركزية للوقاية من الرشوة، في الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بحضور وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ملكي، والمستشار الفدرالية فوزية الطلحاوي، والدكتور في الأنتروبولوجيا فريد العسري.
ففي مداخلتها خلال هذه الندوة التي تندرج في محور الهجرة : حالاتها ودولها، التي تناقش هذه المرة بلجيكا، أكدت وزيرة الداخلية على حساسية المرحلة التي يمر بها المسلمون في هذا البلد الاوروبي، معتبرة انها تتسم بالخطاب الراديكالي، وديماغوجية اليمين المتطرف التي تصور الإسلام بشكل كاريكاتوري تنتشر معه الإسلاموفوبيا والعنصرية والخوف في المخيال الأوروبي.
وشددت الوزيرة البلجيكية على ضرورة التركيز على التعليم ووضع برامج النجاح لفائدة التلاميذ المنحدرين من أصول مسلمة، والتركيز على التواصل من اجل فقهم ثقافة الآخر.
ومن بين الإجراءات التي تحدثت عنها وزيرة الداخلية لمعالجة قضايا ازدواجية الثقافة ومكانة الإسلام في المجتمع البلجيكي ومواضيع مرتبطة بالهجرة عموما، برنامج التعددية الثقافية الذي أعده فريق من الباحثين والجامعيين والفاعلين الجمعوين يمثلون كافة ألوان المجتمع البلجيكي، والذي رفع توصيات إلى الحكومة البلجيكية في كافة المجالات التي تهم المواطنين من أصول مهاجرة.
من جانبها تحدثت عضو مجلس المستشارين الفدرالي والباحثة في جامعة انفرس، فوزية الطلحاوي، البرنامج الإلزامي الذي وضعته المنطقة الفلامانية لدمج المهاجرين  في المجتمع الفلاماني ببلجيكا، الذي يعتمد على إلزامية تعلم الفلامانية والالتزام بمبادئ المجتمع.
واعتبرت فوزية الطلحاوي، أن السلطات الفلامانية تعترف بحق ممارسة الشعائر الدينية، كما أنها لا تمنع ارتداء الحجاب، بل و تقوم بتخصيص منح للمساجد المعترف بها من طرف الدولة، لكنها تلزم على الجميع احترام النظام المجتمعي، وتفرض غرامات قد تصل إلى 4000 أورو في حال الإخلال به.
كما ركزت فوزية الطلحاوي على قضية تخصيص كوطا للمهاجرين في سوق الشغل، واعتبرت بأن الأمر ما فتئ يصعب شيئا فشيئا في القطاع الخاص ما دامت نسبة الأجانب في الإدارة الفلامانية لا تتجاوز 1.5 في المائة، مبرزة حاجة الدولة الفلامانية إلى طاقات شابة لتعويض الفراغ الذي قد يحصل في ظل شيخوخة المجتمع الفلاماني، بشرط أن تكون هذه الكفاءات المهاجرة ذات تكوين عالي يسمح لها بولوج سوق الشغل.
أما الباحث في الجامعة الكاثوليكية بلوفان البلجيكية فريد العسري، فربط ما يتعرض له المواطنون غير البلجيكيين من عنصرية وتهميش بالجو العام في بلجيكا الذي صار شيئا فشيئا يطرح تساؤلات عميقة حول الهوية البلجيكية، في ظل الانتشار المتسارع للإسلام، ومظاهره في الأوساط البلجيكية وما يرافقه من تهويل إعلامي، تزيد من حدته مواقف أحزاب اليمين المتطرف.
وأبرز عضو باللجنة التنفيذية لمركز التخصصات للدراسات الإسلامية في العالم المعاصر، ان بلجيكا حاليا هي أمام نظرة جديدة يفرضها انتشار الحجاب في الشوارع وكذا الصومعات في أكثر من مدينة بلجيكا، حيث لم يعد هناك حديث عن مهاجرين مسلمين بل عن مواطنين بلجيكيين مسلمين، مما يجعل البلجيكيين أمام تخوفات حقيقية من فقدان هويتهم الأوروبية.
وأضاف فريد العسري أن الأزمة الاقتصادية التي تمر منها أوروبا عموما أججت هذه النظرة المغلوطة عن الإسلام، التي تقتصر على وصفه بالعنف وتهميش المرأة، داعيا إلى البحث في عمق الإشكال عوض التفكير في إجراءات ترقيعية قصد التخفيف من العنصرية وتشجيع التنوع الثقافي، أو فرض إدماجهم على المقاولات.
محمد الصيباري
11\02\2012
DSC 7338 copy

الصحافة والهجرة

Google+ Google+