أكاديميون من المغرب والخارج يناقشون إشكالات مساهمة مغاربة العالم في التنمية الجهوية

الثلاثاء, 27 نونبر 2018

تم يوم الثلاثاء 27 نونبر 2018 بأكادير تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع مغاربة العالم والتنمية الجهوية بمشاركة أساتذة جامعيين من مجموعة من الجامعات المغربية وأيضا أكاديميين مغاربة في الخارج.

وفي مداخلته خلال هذه المائدة المستديرة التي أدار أطوارها الأستاذ بكلة الأداب بجامعة ابن زهر بأكادير ابراهيم أمسدر، تطرق الأستاذ بنفس الجامعة محمد بنعتو في مداخلته إلى محور «دور مغاربة العالم في إنتاج السكن »، بهدف إطلاق نقاش أكاديمي جمعوي حول انخراط المهاجرين في التنمية من باب الاستثمار العقاري.

وقدم بنعتو في مداخلته السياق العام لوضعية قطاع العقار في أكادير الذي يختلف كثيرا عما كان عليه الأمر أثناء الهجرات الأولى إلى الخارج، مؤكدا على أن المهاجر في ظل هذا الوضع لا يجد مكانته بسبب شدة التنافس والضغط على المجال العقاري والصراع المقاولاتي على الوعاء.

IMG 2041

وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن العرض العقاري في جهة سوس ماسة غير كافي مقارنة مع امتداد الطلب في المجال الحضاري والشبه حضري، مما يستدعي إيجاد أساليب اكثر فعالية وقابلية لاشراك الأجيال الجديدة لمغاربة العالم، وتحرك الدولة لتنويع العرض واتحاذ إصلاح عقاري يمكن المهاجرين المغاربة من الاستفادة أكثر من برامج السكن الاجتماعي الممول من طرف الدولة.

تأثيرات التحويلات المالية ومشاريع التنمية على مناطق الأصل

أما مداخلة أستاذ الاقتصاد بجامعة بو الفرنسية جمال بنيور، فقد تمحورت حول مساهمة الأموال التي يحولها المهاجرين إلى جهاتهم الأصلية في التنمية وفي التطور الاقتصادي، وقال في هذا الإطار إن المغرب من بين اكثر الدول استقبالا للتحويلات، بحيث تمثل 6,2في المائة من الناتج الداخلي الخام، مما يجعلها في مستوى مثالي من اجل استفادة الدولة منها كمداخيل قارة تساعد في على النمو الاقتصادي وعلى وضع توقعات الميزانية، وأيضا كموارد للنهوض بالرأسمال البشري من خلال اعتمادها في تمدرس الأطفال وتحسن مستويات الصحة والسكن.

وبحسب بنيور فإن ارتفاع التحويلات المالية للمهاجرين إلى مستويات كبيرة في بعض الدول ينطوي على بعض التأثيرات السلبية على الدول مثل إضعاف مجهودات الدول في البحث عن استثمارات أجنبية، وهو ما لمسته دراسات في دول مثل مالي ولبنان، وأيضا على مردودية العائلات المستقبلة لتلك التحويلات وأقل تحمسا للمطالب الاجتماعية. 

من جهة أخرى تطرق الدكتور محمد أيت خنوش من جامعة جامعة ابيناي سور سين إلى المهاجر باعتباره عامل تغيير في وطنه الأصلي من خلال دراسة لتأثير الهجرة على حوض تدغا بجهة درعة تافيلالت.

IMG 2042

وأكد الباحث أن هذه المنطقة التي تبلغ نسبة الهجرة في صفوف سكانها حوالي 30 في المائة تأثر بشكل ملموس، كما سجل وجود تداعيات للهجرة على مستوى المجتمع المحلي شملت الأطفال والشيوخ، خصوصا وأن الهجرة من هذه المنطقة توجهت إلى دول استقبال مختلفة وأعطت جالية متعددة، ووحركية واسعة للسلع والمعلومات وهو ما أثر في المجال الجغرافي وأيضا على مظاهر التنمية مثل تشجيع تمدرس الأطفال وتسريع البناء وتأدية قروض بعض الأسر والتوفير…

وعن انشطة المهاجرين الاستثمارية في حول تدغا اعتبر أيت خنوش أن اغلب المهاجرين استثمروا في القطاع الفلاحي وفي شراء العقار وهم ليسوا مقاولين وقليل منهم من يستثمر في مشاريع مدرة للدخل، مسجلا دور جمعيات التنمية المنحدرة من الهجرة في تقديم المساعدات إلى سكان المنطقة باعتبارخا فاعلا محوريا في الحياة المحلية.

كما عرفت هذه المائدة المستديرة مداخلة للباحث هشام جميد حول موضوع « الكفاءات المغربية في الخارج رافعة للتنمية الجهوية » ركز فيها على بعض النقائص التي تعرفها السياسات الوطنية في مجال تعبئة الكفاءات المهاجرة.

وأشار الباحث إلى أنه لا يمكن الحديث عن تعبئة الكفاءات مع إغفال الجانب المتعلق بإعداد  سياسات عمومية حقيقية تخص لاستقبال هذه الكفاءات، معتبرا أن غياب معلومات كافية حول العرض الموسساتي المغربي الموجه لمغاربة العالم، وعدم ملاءمة ظروف العمل في المغرب لمجموعة من الكفاءات ساهم في إيقاف عدد من مشاريع الهجرة المعكوسة لكفاءات مغاربة العالم نحو بلدهم الأصلي.

إشكالية المهاجرين العائدين في جهة بني ملال

أما السوسيولوجي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، زهير بحمو، فتطرق في مجداخلته إلى نتائج بحث أعده إلى جانب الجغرافي بنفس الجامعة عبد المجيد زمو حول هجرة العودة في جهة بني ملال.

ووفق ما توصل إليه الباحث حول أسباب عودة المهاجرين إلى المنطقة، فإن الأزمة الاقتصادية التي ضربت إيطاليا وإسبانيا على الخصوص حيث يوجد تكتل لمهاجري المنطقة، تسببت في عودة 36 في المائة من الأشخاص المستجوبين، تأتي بعدها الأاسباب العائلية والإدارية (العوجة الإجبارية بسبب هدم تسوية الوضعية القانونية)، بالإضافة إلى أسباب مهنية.

IMG 2046

وأكد الباحث على أن الإشكال الأسياسي يبقى في إدماج هؤلاء المهاجرين العائدين، في ظل غياب سياسة تودة ومرافقة اجتماعية وتقنية ونفسية «مما يجعلهم وحيدين، وهو ما يؤثر  حتى في علاقتهم العائلية »، مبرزا أن الصعوبات التي تواجه العائدين في المنطقة هي بالأساس التعقيدات الإدارية وصعوبة الولوج إلى التمويلات البنكية لعدم وجود ضمانات، وهو ما يخلق في نفوسهم رغبة في البحث عن المغادرة من جديد.

يذكر أن هذه المائدة المستديرة تدخل في إطار اليوم الدراسي حول "وضعية، دور ومكانة مغاربة العالم في جهة سوس ماسة » الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج، بشراكة مع مجلس جهة سوس ماسة ومختبر البحث في اللغات والتواصل ومختبر البحث في الهجرة المجال الثقافة والمجتمع في الجنوب المغربي التابعان لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+