زينب الداودي.. من رائدات العمل الاجتماعي في ألمانيا

الخميس, 15 غشت 2013

زينب الداودي من مواليد سنة 1952 بمدينة مولاي إدريس زرهون، التحقت بألمانيا وهي في ريعان شبابها عن طريق والدها، والسبب الرئيسي في ذلك راجعٌ إلى رسوبها في الدراسة، عن طريق الاتحاد النسوي برئاسة الأميرة لالة فاطمة الزهراء في ذلك العهد، والذي كان حينئذ جد نشيط في مجال العمل النسوي لتغطية هزالة المجتمع المدني آنذاك.

التحقت اٍذن زينب الداودي سنة 1972 بدولة ألمانيا وعملت في معمل الشوكولاتة بمدينة آخن، وبعد سنة بدأت تتعلم اللغة الألمانية بالموازاة مع الدروس الليلية المركزة، وبعد خمس سنوات عملت مترجمةً في شركة ألمانية ليبية، وبعدها رحلت الى مدينة دوسلدورف وعملت في مقر تجاري في قسم الحسابات والمراسلات لمدة 6 سنوات.

وفي سنة 1984 تلقت تكوينا من طرف الغرفة التجارية في ميدان السكريتاريا والحسابات، وفي سنة 1985 دخلت بصفة رسمية الى مؤسسة -أفو- كمرشدة اجتماعية، وبالموازاة مع العمل حصلت على دبلوم في العمل الاجتماعي سنة 1988.

تقول زينب الداودي عن تجرتها التي وصلت اليوم إلى 28 سنة من العمل في مؤسسة تعنى بالاندماج والاستشارة، أن البداية كانت صعبة حيث كان الرجال وحدهم يقومون بزيارة المؤسسة، في حين أن النساء يمكثن في البيت، اٍلا أن صرامة وجدية القوانين الألمانية حتمت وفرضت على النساء أن يخرجن لمواجهة الحياة العامة كالحضور الملزم الى المدرسة عند اجتماع الآباء بطاقم التعليم وغيرها، وهكذا عجلت بإنشاء جمعية أم البنين وهي جمعية تنضوي تحتها الأمهات المغاربيات، وكان ذلك سنة 2007.

ظلت فكرة اٍنشاء جمعية تراود السيدة زينب الداودي منذ زمن بعيد لكن عملها كمستشارة ومرشدة اجتماعية عطل هذا المشروع، إلى أن ظهر قانون جديد بولاية رنانيا الشمالية يسمح للموظفين والموظفات مع الدولة بإنشاء جمعيات مدنية.زينب الداودي.. من رائدات العمل الاجتماعي في ألمانيا

ومن الأعمال التي أعطت أكلها بجمعية أم البنين: سلسلة تكوين للنساء في مجال الصحة والشيخوخة والتربية والتعليم والمشاكل الاجتماعية وحوار الثقافات، وأيضا سلسلة تكوين في مجال التواصل وهناك أنشطة مختلفة تهتم بالأطفال والنساء والثقافة والصحة والتربية والتعليم.

علاوة على أعمال خيرية لصالح المرضى والسجناء من طرف شبكة نسائية من ذات الجمعية.

ونظرا للصدى الطيب الذي تركته الجمعية على الساحة الألمانية خاصة بولاية رنانيا الشمالية، سبق لوزير الاندماج السيد لاشيط أن بعث برسالة تقدير وتنويه للجمعية.

وتشير السيدة زينب الداودي في موضوع الجمعيات والعوائق إلى أن هناك تنافسا بين الجمعيات والمؤسسات الألمانية، كما تشكو من ضعف المنح المخصصة للجمعيات.

وأخيرا تدعو الداودي كل من يريد الاشتغال في العمل الجمعوي بأن تكون المبادئ صادقة مع تحديد الأهداف والسير إلى الأمام خطوة خطوة، كما توصي أفراد الجالية بأن لا ينسوا أصولهم بزيارة بلدهم الأصلي، ويصلوا الرحم فيما بينهم.

محمد بونوار

كاتب مغربي مقيم بألمانيا

 

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+