"معرفة وآراء" زاوية مفتوحة في وجه الباحثين والمختصين في قضايا الهجرة ومتعلقاتها لعرض آرائهم ووجهات نظرهم وفتح باب النقاش بخصوص مختلف الأسئلة المتصلة بهذه القضايا..

"معرفة وآراء" أفق لبناء حوار هادئ ومسؤول قادر على بلورة مقاربات تتسم بالعمق والدقة والصدقية.

هولندا تنتفض ضد فيلدرز

تعيش هولندا هذه الأيام تحت تأثير التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الزعيم السياسي المثير للجدل (خيرت فيلدرز) زعيم حزب الحرية المتطرف. فعشية الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في هولندا يوم الأربعاء الماضي وخلال تجمع لأنصار من حزبه سأل فيلدرز الحاضرين عما إذا كانوا يرغبون في عدد أقل أم أكثر من المغاربة في هولندا؟ ليصرخ الجميع بهيستريا: نريد أقل، نريد أقل... ليرد عليهم قائلا: إذن سأعمل من أجل تحقيق ذلك!

هذه التصريحات (العنصرية) أثارت موجة من الاستياء العارم ليس فقط في صفوف الجالية المغربية بل وداخل المجتمع الهولندي بجميع شرائحه. زعماء الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتهم قاموا مباشرة بشجب هذه التصريحات وأعلنوا التبرء منها. وحتى الوزير الأول الهولندي (مارك روت) الذي كان دائما يتحفظ من الرد على فيلدرز عبر عن امتعاضه من هذه التصريحات وأعلن وقف أي تعاون مع حزب فيلدرز ما لم يتخل هذا الأخير عن مثل هذه المواقف.

شعور بالذنب ويقضة ضمير

وسائل الإعلام الهولندية عبرت بدورها، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن رفضها لهذه التصريحات فاسحة المجال أمام كل (فاعل خير) من أجل تفنيد مثل هذه الأفكار العنصرية. فعل يستشف منه شعور عميق بالذنب تجاه المجال الواسع الذي فسحته أمامه ولسنوات طويلة للتبشير بأفكاره. وفي سابقة هي الأولى من نوعها قامت جريدة (التلغراف) الأوسع انتشارا والمعروفة دائما بتوجهاتها العدائية تجاه الجالية المغربية بتوجيه نداء لقرائها  من الهولنديين بموافاتها (بنماذج جميلة) لمواطنين مغاربة في الحي أو العمل.

وفي خطوة مفاجئة واحتجاحا على  تصريحات زعيمه، أعلن النائب البرلماني من حزب فيلدرز (رونالد فان فليت) استقالته من الحزب مع بقائه في البرلمان بصفته الشخصية.

موجة الاحتجاج على تصريحات فيلدرز اتخذت في وسائل التواصل الاجتماعي أشكالا متنوعة، ذهب بعضها إلى تشبيهه بهتلر. ولعل أكثر هذه الأشكال إبداعا وضع صور شخصية لمغاربة (غالبا من الأطفال) رفقة جواز السفر الهولندي.

من جانب آخر واستجابة  لنداء تقدمت به منظمات وطنية يتم تسجيل شكايات ضد فيلدرز سواء أمام مكاتب الشرطة أو لدى مراكز محاربة العنصرية، ليس فقط من طرف المواطنين المغاربة بل ومن طرف الهولنديين الأصليين أيضا.

فيلدرز علق من جانبه على موجة الاحتجاجات هذه بأنها غير مفهومة لديه وبأنه لن يتراجع أو يعتذر عن تصريحاته.

قاسم أشهبون، هولندا

الصحافة والهجرة

Google+ Google+