برلين- دراسة ألمانية:الكتب المدرسية تؤثر بشكل أو بآخر على صورة الإسلام

الخميس, 22 شتنبر 2011
اعتبرت دراسة المانية أن الكتب المدرسية الأوروبية تقدم صورة ملتبسة عن الإسلام والمسلمين. وخلصت الدراسة إلى أن تلك الصور تعثر مسار الحوار مع العالم الإسلامي. عبدالحي العلمي تحدث مع المشرفة على الدراسة السيدة ميلاني كامب.

دويتشه فيله:  ماهي المنطلقات التي تم اعتمادها في هذه الدراسة؟

ميلاني كامب: قمنا بمقارنة عدد من الكتب المدرسية في خمس دول أوروبية وهي ألمانيا والنمسا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا و ركزنا على ما تتناوله من معلومات عن الإسلام و المسلمين، خصوصا في كتب التاريخ والسياسية والمواد الاجتماعية وذلك بهدف التعرف على الصورة التي تعرضها هذه الكتب عن الإسلام والمسلمين ومعرفة ما تعكسه من مواقف في هذا الموضوع بما في ذلك الصور النمطية و التي قد تكون أيضا صورا عدائية. غير أنه يجب الإشارة هنا أيضا إلى أن تحليل ما تتناوله تلك الكتب فقط  غيركاف لمعرفة مدى تفاعل التلاميذ مع المحتوى وتأثير ذلك على مواقفهم.

ما هي النتائج التي توصلت اليها الدراسة؟

خلصت دراستنا الى وجود صور مبسطة عن الإسلام فيما تعرضه تلك الكتب عن المسلمين. ففي كتب التاريخ المدرسية يتم التركيز مثلا على فترة العصور الوسطى وعلى انتشارالإسلام في بلاد الأندلس وكثيرا ما ينتهي الحديث عن الثقافة العربية في فترة العصر العباسي. وبذلك يتوقف مسار التاريخ! وقد تتناول بعض الكتب في ألمانيا وفي النمسا موضوع الدولة العثمانية للتعريف بها بعض الشئ.  ولا يعود الحديث عن الإسلام والمسلمين من جديد إلا مع حلول العصر الحديث، أي في القرن العشرين والحادي والعشرين ولكن في إطار أحداث النزاعات والأزمات السياسية.

 

شملت الدراسة كتب مدرسية في عدة دول أوروبية هل كانت المضامين بها متشابهة بصفة عامة أم كانت هناك خصوصيات تميز مضامين كتب كل دولة أوروبية في هذا الموضوع؟

التشابه في تناول الموضوعات يتجلى في أن عرض موضوع الإسلام يتم من منظور محيط البلد الذي يصدر فيه الكتاب المدرسي. فالنسبة لإسبانيا مثلا تتناول الكتب المواضيع التي لها صلة بالأندلس، أما في ألمانيا فيتم التركيز على المواضيع الإجتماعية مثل قضايا الإندماج والهجرة والمهاجرين بالنسبة للمسلمين والأتراك.

اعتبرت الدراسة أنه كثيرا ما لا يتم في الكتب المدرسية الأوروبية التفريق  بين الإسلام كدين وعقيدة وبين صور ممارسة المسلمين للإسلام في حياتهم اليومية. ألا يعكس ذلك تلك الصورة الملتبسة التي كثيرا ما  يقدمها الإعلام عن الإسلام؟

نعم، إن محتويات الكتب المدرسية تؤثر بشكل أو بآخر على صورة الإسلام لدى التلاميذ وعلى تصورات الناس من الإسلام والمسلمين. ومن جهة أخرى تتأثر مضامين الكتب المدرسية بما يروج من أفكار في الرأي العام عن الإسلام  وبما يحدث من أحداث. وقد يؤثر ذلك على تصورات الناس وعلى موقفهم من الإسلام.

مع الإشارة إلى النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة، ما هي العناصر التي يجب الإستفادة منها مستقبلا حتى يظهر الإسلام في الكتب المدرسية الأوروبية  في صورة موضوعية؟

تتجلى احدى التوصيات  في العمل على ملئ الفراغ  القائم في السرد التاريخي - كما أشرت الى ذلك-   وتناول  الأحداث وتطورات الحركات الإصلاحية  في القرن التاسع عشر والقرن العشرين بشكل أوضح. فالتلميذ يفتقد في تلك الكتب إلى المعلومات والى الخلفيات عند الحديث مثلا عن الإرهاب الإسلاموي. كما إنه يجهل الأسباب التي أدت الى مثل تلك التطورات. فليست له معرفة بالروابط والعلاقات التاريخية بين أوروبا والعالم الإسلامي وما حدث  من تبادل بين الثقافات عبر العصور. حاليا يتم عرض الإسلام كدين بعيد جدا عن أوروبا وننسى أن الإسلام أصبح جزءا من أوروبا منذ زمن طويل. وإذا ما نظرنا الى منطقة البلقان فقط فإن المسلمين يشكلون جزءا كبيرا من المواطنين فيها وهذا يكفي لتغيير مثل تلك التصورات الخاطئة عن الوجود الإسلامي في أوروبا.

22-09-201

المصدر/ شبكة دوتش فيله

«آذار 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031
Google+ Google+