أمستردام- الطلاب الأجانب في هولندا منافسة غالية أم حاجة ماسة؟

الإثنين, 03 أكتوير 2011

ذاعة هولندا العالمية - تنوي الحكومة الهولندية إجراء بحث حول تكاليف وفوائد إضفاء المزيد من الصبغة العالمية على الدراسة الجامعية وتزايد الطلاب الأجانب في الجامعات الهولندية وإن كان ذلك يتم بصورة متوازنة، وذلك نظرا لتزايد أعداد الطلاب الأجانب الذين يتقدمون بطلبات للدراسة بالجامعات والمعاهد العليا الهولندية.

الطالب الصيني لي انهي للتو دراسة الطب ويواصل الآن انجاز دراسات عليا في مجال الطب:-

" كنت أنوي دراسة الطب في الصين ولكن أحد معارفي سألني إن كنت أرغب في دراسة الطب في هولندا، ففي الصين يواجه الطالب صعوبة في القبول لدراسة الطب. بهذا أتيت إلى هولندا بمحض الصدفة. لم يتم الاعتراف هنا بشهاداتي كلها بشكل كامل ولكن في النهاية تم اختياري عن طريق القرعة لدراسة الطب وهو النظام المعتمد في هولندا إذا زاد عدد الطلاب المتقدمين لدراسة ما عن المقاعد المتوفرة".

 

النوعية الجيدة للتعليم في هولندا ذات الطابع العالمي، برامج دراسة الماجستير المميزة وتكاليف الدراسة المنخفضة نسبيا تجعل من هولندا بلدا جاذبا للطلاب الأجانب. هذا أمر حسن ولكن ألا يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الدراسة في هولندا؟ كما أن الطلاب الأجانب يضيقون الفرصة على الهولنديين في مجالات الدراسة التي توفر مقاعد محددة.

يتساءل الحزب الاشتراكي وحزب الحرية اليميني إن كان الناس يعرفون بأن عدد الطلاب الأجانب في هولندا قد تنامى بنسبة 40 بالمائة. ففي الوقت الحالي يدرس 65 ألفا من الطلاب الأجانب مقابل 240000 من رصفائهم الهولنديين. يعتقد ياسبر فان دايك من الحزب الاشتراكي بأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات بهذا الصدد:

" التبادل الأكاديمي شيء مألوف في التعليم العالي ولكن يجب أن تكون النسب متوازنة من الناحية العددية. يجب أن نتلافى حدوث اختناق من حيث فرص الدراسة بالنسبة للطلاب الهولنديين وإلا سنواجه بعد سنوات بنقص في الأطباء أو المعلمين نتيجة لعدم توفر فرص الدراسة لهذه الدراسة بالنسبة للهولنديين".

أتى الطالب الصيني لي في العام 2001 لدراسة الطب في أمستردام. تكفل هو وأسرته بدفع رسوم الدراسة بالكامل

" في السنة الأولى تعرض للكثير من الضغط النفسي. فالدروس تعطى باللغة الهولندية التي لا أفهم منها شيئا. كنت أعوض نقص الفهم بالهولندية بمراجعة الكتب الانجليزية. لم أتمكن من النجاح في امتحانات السنة الأولى وحصلت على فرصة ثانية سارت فيها الأمور بشكل أفضل".

حاجة للطلاب الأجانب

لا ترى الجامعات الهولندية ولا اتحاد الطلاب الهولنديين أي ضرورة لخفض عدد الطلاب الأجانب، بل فإن هولندا في حاجة ماسة للطلاب الأجانب من ناحية اقتصادية ولأجل علاقات هولندا الدولية. لي مسرور جدا بحصوله على كرسي الدراسة عن طريق القرعة ومن المرة الأولى. لا تساوره شكوك في أن الطلاب الأجانب يضايقون الهولنديين في مجال الحصول على مقعد دراسي فمعظم الأجانب يختارون مجالات دراسة تقدم بالانجليزية ولا تحتاج للقرعة ".

لا يشكو الطلاب الهولنديون في الوقت الراهن من منافسة رصفائهم الأجانب على مقاعد الدراسة ولكن إذا استمر تدفق الطلاب الأجانب على هولندا فإن الحال سوف يتغير قطعا. يسرى هذا الأمر على فروع الدراسة التي تتطلب اقتراعا للحصول على فرصة مثل الطب وعلم النفس. كما أن الطلاب الأجانب الذي يحصلون على درجات كبيرة يتم قبولهم على حساب الهولنديين الحاصلين على درجات أقل.

فرص أكبر للأجانب

لا يلقي باسكال تن هافا بالمشكلة على الطلاب الأجانب:

" لدى الطلاب الأجانب فرصة أكبر في دراسة الطب مقارنة بالطلاب الهولنديين الحاصلين على درجات تتراوح بين 6 أو 6.5 مما يعني عدم منافستهم في الاقتراع على المقعد الدراسي. من ناحية أخرى يشكو الطلاب الهولنديون من صعوبة الحصول على غرف للسكن بينما يحصل الأجانب بصورة أسرع على غرفة للسكن وهو أمر منطقي لأن الأجانب ليس لديهم أسر هنا للبقاء معها. هذه المشكلة ليس لها علاقة بالأجانب بشكل مباشر ولكن بمشكلة أساسية تتعلق بالنقص الحاد في الغرف المناسبة للسكن الطلابي".

أجانب مكلفين

يساور حزب الحرية اليميني والحزب الاشتراكي قلق كبير حول التكاليف الأخرى التي تتعلق بتواجد الطلاب الأجانب في هولندا. تنفق هولندا الكثير لأنه وبالمقابل لا نرى الكثير من الطلاب الهولنديين الذين يتجهون للدراسة خارج حدود هولندا ولكن بحسب سلطات التعليم العالي فإن التوازن محفوظ بين الهولنديين الذين يدرسون بالخارج والطلاب الأجانب الذين يأتون إلى هولندا بغرض الدراسة.

لا تتوفر إحصائيات دقيقة بهذا الشأن لأن الهولنديين الذين يدرسون بالخارج غير ملزمين بالتبليغ عن هذا الأمر. الطلاب القادمين من بلدان الاتحاد الأوربي للدراسة في هولندا يدفعون ذات التكاليف التي يدفعها الطالب الهولندي. أما الطلاب القادمين من خارج هذه المنظومة فعليهم دفع تكاليف دراستهم بالكامل بأنفسهم.

ليست الدراسة هي الصعبة بالنسبة للصيني لي ولكن التعامل مع الطلاب الهولنديين هو المشكلة.

" كنت بحاجة لاستعارة كراسة الملاحظات من احدهم ولكنهم لا يوافقون على إعارة مثل هذه الأشياء" ولكن لحسن الحظ انتهت هذه المشاكل الآن" يقول ذلك بلغة هولندية جيدة نسبيا بينما يبحث في مخزن براكسس مثله مثل متوسط الهولندي عن طلاء مناسب. فهو يود مواصلة البحث في علم الأمراض عقب فراغه من دراساته العليا.

بالرغم من اللهجة المطمئنة لاتحاد الطلاب وللجامعات الهولندية إلا أن الساسة يساورهم القلق. فبحسب ياسبر فان دايك فإن بلدان أخرى مثل الدنمارك، ألمانيا والنمسا تعاني من نفس المشكلة. في هذه البلدان تنظر السلطات أيضا للفوائد والتكاليف المتعلقة بالطلاب الأجانب. في شهر نوفمبر القادم ستتوفر الأرقام الخاصة والمعلومات الكافية المتعلقة بهذا الأمر مما يسمح باندلاع الجدل السياسي حولها في لاهاي.

2-10-2011

المصدر/إذاعة هولندا العالمية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+