المطربون المغاربة في المهجر.. نجوم من درجة استثنائية

الخميس, 20 أكتوير 2011

"رب ضارة النافعة"، مقولة تنطبق على فنانينا المغاربة، الذين اختاروا الهجرة إلى الخارج، من أجل تحقيق مزيد من الشهرة والانتشار، فكان لهم ما أرادوا، واستطاعوا لفت أنظار العالم إليهم، من خلال أغاني أصبحت حديث الجمهور.

ويعتبر نجوم أوروبا المغاربة أكثر الفنانين شعبية وجماهيرية، خاصة في أوساط الجالية المقيمة بالخارج، التي تصر على حضور جل الحفلات المقامة هناك.

وتمتد شعبية هؤلاء النجوم لتصل إلى المغرب، إذ تسجل سهرات النجوم المغاربة المهاجرين أرقاما قياسية في عدد الحضور، خاصة في المهرجانات الوطنية في مختلف المدن المغربية.

وبدورها، تبدي مجموعة من الأسماء المغربية، ممن بصمت تاريخا فنيا طويلا، استعدادها التام، للمشاركة في جميع الحفلات والتظاهرات الفنية، وحتى البرامج التلفزيونية، حالما توجه لهم الدعوة

ليلى غفران، وأسماء لمنور، وجنات مهيد، وعبد الفتاح الجريني، ومنى أمرشا، وليلا المغربية، وحسنا، وهدى سعد، وصوفيا المريخ، وجوه مغربية اعتلت منصات الغناء في العالم العربي، وحملت مشعل الأغنية المغربية والشرقية، وفضلت أن تكون سفيرة للمغرب في سماء الطرب العربي.

اختار هؤلاء الفنانون التوجه نحو المشرق، خاصة إلى مصر وبعض الدول الخليجية، وصنعوا أسماء غنائية معروفة، ووضعوا قطارهم الفني على سكته الصحيحة، ولما لا منافسة فناني الشرق والخليج على تقديم الأفضل، وهو ما تفوقوا فيه، مشكلين المنافس الحقيقي.

طرحوا ألبومات عدة، تفاعل معها الجمهور، واحتلت مراتب مهمة في نسب المبيعات في الأسواق الفنية العربية، ما جعل القنوات الفضائية العربية تتسابق لتقديم عروضها على الفنانين المغاربة، بهدف عرض أعمالهم على شاشاتها.

تميزت ليلى غفران بأداء اللون الشرقي، ولفتت أنظار الجمهور من خلال أغاني عبد الحليم حافظ، فيما أبدعت أسماء لمنور في أداء أغاني الطرب الأندلسي والغرناطي والخليجي، من أجل التعريف بالتراث المغربي، ومزجت جنات مهيد، وعبد الفتاح الجريني، بين الإيقاعات المغربية والشرقية، فيما اختارت منى أمرشا، وليلا الغناء الخليجي، وهو ما يعكس قدرة الفنان المغربي على تقديم عدد من الألوان الغنائية.

هجرة هؤلاء الفنانين إلى المشرق جاءت عبر سنوات متفرقة، بحثا عن إثبات ذاتهم من جهة، وعن الشهرة من جهة أخرى، وعمن يساعدهم في إنتاج أعمالهم، من جهة ثالثة.

واعتبر النقاد والصحافيون المشارقة الفنانين المغاربة بالثروة العربية الكبيرة، ما دفع بعدد منهم إلى وصف الأصوات المغربية بالأقوى في الوطن العربي، نظرا لقدرتها على أداء ألوان موسيقية مختلفة، رافعين العلم المغربي خفاقا في منصات احتفالية عدة.

في الوقت ذاته، يختار هؤلاء النجوم، لقاء الجمهور المغربي كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، خاصة عبر مختلف المهرجانات الموسيقية التي تحتضنها مدن المملكة، دون نسيان البرامج التلفزيونية التي تبثها القنوات الفضائية.

 

سميرة سعيد.. نجمة المغرب والعرب

لن يختلف اثنان في وصف الفنانة المغربية، سميرة سعيد، بـ"ديفا" الأغنية العربية، نظرا لمستوى الأعمال التي قدمتها، والتي جعلت العديد يمنحها لقب النجمة الأولى في العالم العربي.

مزجت النجمة المغربية في أغانيها بين إيقاعاتها عدة، تفاعل معها الجمهور في دول عدة، ومنحت لها بموجب ذلك مجموعة من الجوائز في مختلف القارات، لتكون نجمة الجوائز والألقاب.

شكلت هجرة سميرة سعيد إلى المشرق، خاصة إلى مصر، لحظة مهمة في مسار هذه الفنانة، التي قدمت أغاني إلى جانب رواد الطرب العربي، كما تتمتع بأعمال ناجحة جعلتها تتصدر قائمة أنجح المطربات في الوطن العربي، والعديد أشادوا بفنها ومدرستها، منهم زميلاتها أصالة، وشيرين عبد الوهاب، ونجوى كرم، وأنغام.

 

موس ماهر.. نجم فرنسا

اختار الفنان المغربي، المقيم بالديار الفرنسية، والمتحدر من الأقاليم الشرقية للمملكة، موس ماهر، مواصلة تعريف الجمهور الأوروبي بموسيقى الراي، من خلال إحياء مجموعة من السهرات بأوروبا عموما، وبفرنسا على وجه التحديد.

ماهر قال لـ"المغربية" إن هجرته نحو فرنسا كانت سرا، قبل أن يستقر وضعه الإداري عبر إصدار السلطات الفرنسية لأوراق إقامته، وهو ما دفع به إلى العمل على تحقيق حلمه من خلال شق طريق الفن، التي قال إنها لن تكون سهلة، خاصة في دولة غربية، لا تربطها أية علاقة بالموسيقى المغربية، لكن بالإرادة استطاع أن يتبث ذاته، وأن يصنع له اسما بين الأسماء الموجودة في موسيقى الراي، بفرنسا، خاصة أن هذا اللون الغنائي بقي حكرا بعاصمة الأنوار على الأصوات الجزائرية.

وأشار موس ماهر إلى أنه بفضل تفاعل الجمهور المغربي والعربي، بالديار الفرنسية مع لونه الموسيقي، تمكن من تحقيق ذاته، ما دفع به إلى البحث الدائم عن الجديد ليطل به.


سعيد المفتاحي.. نجم استثنائي

شكل الفنان المغربي المقيم بفرنسا، سعيد المفتاحي، استثناء بين الفنانين المغاربة في أوروبا، من خلال اختياره لونا غنائيا تراثيا مغربيا، يستمد عروقه عبر سنوات عدة.

 

المفتاحي، المطرب الشهير في فن الملحون، اختار أن يقدم للجمهور الأوروبي مجموعة من القصائد الملحونية لكبار الشعراء في المغرب، الذي أبدعوا عددا من الأعمال التي أغنت تاريخ الخزانة الموسيقية المغربية.

المفتاحي أبرز في حديث مع "المغربية"، أن هجرته نحو أوروبا جاءت بعدما ضاقت به الظروف الفنية في المغرب، مفضلا التوجه نحو القارة العجوز لملاقاة جمهور جديد لهذا اللون التراثي التاريخي، كما أنه اختار أن ينهج دور سفير طرب الملحون بدول الهجرة، وكذا المساهمة في تقريب أبناء الجالية المغربية في أوروبا من هذا اللون الموسيقي المغربي.

 

عبدو الرباع.. نجم سويسرا

اختار الفنان المغربي المقيم بسويسرا، عبدو الرباع، أن يجعل من هجرته فرصة لتعريف السويسريين والجاليات المقيمة بها، بالمغرب، عبر إصدار مجموعة من الأعمال التي تبرز مختلف المؤهلات التي تعرفها المملكة، من بينها أغنية "باسمك يا سيدنا"، التي تتمحور حول موضوع الوحدة الترابية للمملكة، والمشاريع الأخيرة التي تعرفها بلادنا، فضلا عن أغنيته الشهيرة "وليدات المغرب"، التي تحتفي بمعية مجموعة من الأطفال بالثقافة المغربية، قائلا "الوطن في قلبي ولساني".

الرباع لم يخف في حديث مع "المغربية"، أن امتهان الغناء بسويسرا ليس بالشيء السهل، نظرا لأن المجتمع السويسري لا يتفاعل كثيرا مع الغناء العربي، في الوقت الذي تبقى في الجالية العربية هي الجمهور الوحيد للفنانين العرب في هذه الدولة، أو في كافة بلدان المهجر.

 

نعيمة صايوري.. نجمة بلجيكا

اختارت الفنانة المغربية القاطنة ببلجيكا، أن تمزج بين لونين فنيين، تعكس من خلالهما المواهب المتعددة التي تميز الكفاءات الفنية المغربية المقيمة بالخارج.

شرعت صايوري، في بداية مسيرتها الفنية، في مجال عروض الأزياء، كواحدة من أشهر عارضات الأزياء الأجنبيات المقيمات ببلجيكا، عبر مشاركتها في العديد من التظاهرات العالمية، آخرها تمثيلها للمغرب في اختيار "طوب موديل" لدول "البينيلوكس" (هولاندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ)، لاختيار أفضل عارضة أزياء في المنطقة برسم السنة الجارية.

إلى جانب ذلك، تمتلك الفنانة المغربية موهبة الغناء، ما دفع بها إلى إصدار مجموعة من الأغاني من بينها "كذاب كبير"، و"عز الليل"، و"حالتي"، و"قلبي اللي بغاك"، فضلا عن موهبة التمثيل، وهي الأعمال التي قالت عنها صايوري إنها موجهة إلى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بهدف المساهمة في تقريبهم أكثر من الوطن الأم.

 

ربيعة السمراء... نجمة إيطاليا

اختارت المغنية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية، ربيعة السمراء، أن تنهج لونا غنائيا خاصا بها، يتمثل في اللون الشعبي، من خلال كتابة وتلحين مجموعة من الأغاني الشعبية الموجهة إلى الجمهور المغربي المقيم بالمهجر.

ربيعة قالت لـ"المغربية"، إنه رغم مواجهة مشكل الإنتاج الذي غالبا ما تتكلف به بمفردها، إلى أن عزيمتها وموهبتها الغنائية دفعت بها على أن تقدم لجمهور مجموعة من الأعمال، التي لاقت استحسان الجمهور، وهو ما لمسته من خلال لقائها المباشر بالجمهور.

لم تخف السمراء أن الغناء في المهجر ليس سهلا لكنه في الآن ذاته هو متنفس لعدد من الجماهير المغربية، التي اختارت أن تقيم بالقارة الأوروبية على وجه العموم، وبإيطاليا على وجه الخصوص، التي تعد فيها الجالية المغربية من أكبر الجاليات المقيمة بها.

20-10-2011

المصدر/ جريدة الصحراء المغربية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+