مدريد- وزارة الدفاع الإسبانية تكشف وثائق عسكرية سرية تلقي الضوء على ملفات حساسة ضمنها ملفات مغربية

الخميس, 29 دجنبر 2011
قررت وزارة الدفاع الإسبانية الكشف عن الملفات والوثائق السرية التي تتعلق بالحقبة الممتدة ما بين 1936 و1968، ومن شأن هذه العملية أن تزيل الكثير من الغموض وتلقي أضواء على محطات بارزة من العلاقات المغربية-الإسبانية بحكم أن هذه الحقبة شهدت الكثير من الأحداث التاريخية مثل مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية أو حروب اندلعت بين البلدين.

وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت عن هذه العملية خلال الأيام المقبلة، مبرزة أن الكشف التدريجي عن الوثائق سيبدأ مع مطلع السنة الميلادية المقبلة 2012، ووصفت جريدة الباييس القرار بأنه أكبر عملية كشف عن وثائق سرية في تاريخ اسبانيا. وكانت حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو قد اتخذت القرار خلال الشهور الماضية، بينما أصبحت التأشيرة على الوثائق لتصبح علنية تحتاج فقط لموافقة تقنية من الحكومة الجديدة برئاسة ماريانو راخوي.

وكانت وزيرة الدفاع السابقة كارمن تشاكون قد أوضحت أنه جرت مراجعة دقيقة للملفات خلال ثلاث سنوات حتى لا يتم المس بالأمن القومي للبلاد ولا بالحياة الشخصية للأشخاص ومن ضمنهم دبلوماسيين وعسكريين.

ويرى المؤرخون الإسبان في هذه العملية كنزا حقيقيا، حيث أعرب الكثير منهم عن أهمية هذه الملفات لمعرفة أحداث وقعت في اسبانيا وأحداث تتعلق بالعلاقات الخارجية لإسبانيا خاصة وأن الأمر يتعلق بفترات حرجة من ضمنها الحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية واستعمار اسبانيا لشمال المغرب في حين كانت فرنسا تحتل باقي المناطق. وعلاقة بالمغرب، فهذه الملفات تأتي لتكشف عن بعض المحطات التاريخية المشتركة وهي:

-مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية ما بين سنتي 1936-1939، حيث انطلقت الحرب الأهلية من مدينتي تطوان والعرائش قبل أن تنتقل الى باقي الأراضي الإسبانية، ذلك أن الانقلابيين كانوا متمركزين في شمال هذا البلد العربي ومن ضمنهم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي هرب من جزر الخالدات نحو المغرب ويحقق الانتصار ويحكم اسبانيا ما بين 1939 الى 1975.

- دور المؤسسة العسكرية الإسبانية في خبايا استقلال المغرب، حيث كانت تعارض بقوة استقلال شمال المغرب مخافة من استغلال الحزب الشيوعي الإسباني هذه المنطقة ليقوم بحرب ضد نظام الجنرال فرانسيسكو فرانكو.

- قرار اسبانيا بتزويد الريفيين بالسلاح لمواجهة التدخل العسكري المغربي الوحشي ضد سكان شمال شرق المغرب سنة 1958 و1959 بل وربما وثائق عن تفكير المؤسسة العسكرية الإسبانية وقتها في التفكير في إنشاء دولة جديدة شمال المغرب، وسبق لعدد من المؤرخين العسكريين الإسبان أن عالجوا هذه الأطروحة.

-المواجهات التي وقعت بين جيش التحرير المغربي وقوات اسبانيا في حرب إيكوفيون في الصحراء الغربية سنة 1959، حيث تعتبر من أشرس المعارك التي خاضها جيش التحرير ضد اسبانيا وكاد أن يطردها من الصحراء لولا مساندة فرنسا لإسبانيا ودور غامض للمؤسسة العسكرية الرسمية المغربية وكذلك الملكية في التخلي عن جيش التحرير المغربي.

ولم يصدر أي رد فعل عن المؤرخين المغاربة حول أهمية هذه الوثائق العسكرية الهامة، لاسيما وأن كتب التاريخ المغربي تعاني قصورا حقيقيا في معالجة الملفات التاريخية المشتركة بين المغرب واسبانيا.

29-12-2011

المصدر/ جريدة القدس العربي

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+