غواتيمالا- مسجد بأكبر شارع بغواتيمالا سيتي في حضور فريد ولافت

الخميس, 19 يناير 2012

 

لايبدو عند الوهلة الاولى، أن هنالك شيئا يميز البناء الأصفر، وهو يبدو على شاكلة متحف، عن باقي البنايات المجاورة له، إذ يبدو مندمجا للغاية في محيطه, لولا المئذنة والقبة المذهبة اللتين تعلوان سقفه.

الأمر يتعلق بالمسجد الوحيد بغواتيمالا، الذي تم تشييده بشارع ريفورما، أهم وأكبر شارع بعاصمة هذا البلد المنتمي لأمريكا الوسطى.

ويعود بناء "مسجد الدعوة الاسلامية" (لاميسكيتا)، إلى 17 سنة خلت, بفضل هبات أعضاء الجالية المسلمة المحدودة العدد بهذا البلد والتي تقدر بأقل من 400 شخص، ينحدرون في غالبيتهم من الباكستان وبنغلاديش ولبنان وفلسطين.

ويثير هذا المسجد المقابل لمبنى وزارة الخارجية الغواتيمالية، على الفور انتباه زوار هذا البلد بفضل مئذنته المزدانة قمتها بهلال مذهب ونوافذه المقوسة ذات البياض الناصع.

ماريو وليد بلدة صغيرة بوسط غواتيمالا والذي اعتنق الإسلام منذ سنوات، هو من يتولى مهام حراسة المسجد، حيث أسر لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ازداد كاثوليكي المعتقد، قبل أن تقوده خطواته خارج بلدته بحثا عن الرزق ليتولى حراسة هذا المسجد ليلا.

وإن كانت قد أثارته في البداية الطريقة الغريبة التي كان المسلمون يؤدون بها صلواتهم بالمسجد، يضيف ماريو، فقد كان في الوقت ذاته يكن إعجابا خاصا لروح التضامن التي كانت تؤلف بينهم.

وفي أحد الأيام، ومباشرة بعد صلاة الفجر, استقرت لديه القناعة التامة باعتناق الإسلام, فأشعر إمام المسجد برغبته تلك, مضيفا والابتسامة تعلو محياه أنه تأتى له في ذلك اليوم ولأول مرة ولوج قاعة الصلاة.

وتستطيع قاعة الصلاة الموجودة بالطابق الأول للمسجد، المزين سقفها بالخشب المزخرف, استقبال حوالي مئة من المصلين.

ويوضح ماريو, المعتز بمرافقة المقبلين على زيارة المسجد الوحيد بغواتيمالا, أنه داخل هذه القاعة تتمة إمامة المصلين خلال صلاة الجمعة وباقي الصلوات, معبرا عن اعتزازه بكونه أول مسلم من غواتيمالا يؤدي فريضة الحج.

ويحكي الحاج ماريو أنه عندما عاد من مكة شعر أن إيمانه ازداد تعقما وذلك بفضل الأجواء الروحانية التي عاشها في الأماكن المقدسة.

وتتوفر قاعة الصلاة على مكتبة صغيرة بها عشرات المصاحف وكتب الفقه والحديث وجميعها باللغة العربية, وهو ما تأسف له ماريو الذي اعتبر أن عدم وجود نسخ بالإسبانية من هذه الكتب من شأنه أن يحرم المؤمنين الناطقين بالإسبانية من الاستفادة من مضامينها، خصوصا وأن حوالي 50 مواطنا من غواتيمالا اعتنقوا الإسلام منذ تدشين هذا المسجد.

وتوجد قاعة الصلاة المخصصة للنساء في الطابق السفلي بالإضافة إلى بهو يستعمل كقاعة لتعليم اللغة العربية ولجلسات حفظ القرآن لفائدة أطفال المدينة.

ويوضح ماريو أنه في العادة يحضر المسؤولون عن إدارة المسجد إماما من بلدان الشرق الأوسط ليؤم صلاة التراويح التي يؤديها بشكل عام ما بين 80 و90 مؤمنا.

وقد أصبح هذا المسجد مندمجا في المشهد الحضري لغواتيمالا سيتي إلى درجة أنه لم يعد يجذب سوى الزائرين الفضوليين تحت الأنظار المرحبة والمعتزة لسكان المدينة.

ويؤكد حضور مثل هذا المبنى بقلب المركز السياسي والاقتصادي لبلد ذي غالبية كاثوليكية من دون أدنى شك تسامح وانفتاح ساكنة هذا البلد.

19-01-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+