برازيليا- 252 ألف كتاب للتعريف بالإسلام في أميركا اللاتينية خلال 2011

الثلاثاء, 07 فبراير 2012

حقق المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، مؤخرا، إنجازا كبيرا بحصوله على موافقة الحكومة البرازيلية لإشهار المجلس في السجل المدني لولاية ساو باولو باعتباره مرجعية شرعية إسلامية عليا للمسلمين في البرازيل، وليست له أهداف سياسية.

وينص قانون المجلس على أن له الحق في تمثيل المسلمين أمام جهات الدولة المختلفة، وكذلك الأمر مع الجهات الإسلامية خارج دولة البرازيل، وله الحق في إنشاء الفروع داخل دولة البرازيل أو خارجها، وسيكون المجلس مسؤولا عن شؤون الدعوة المختلفة وتوضيح صورة الإسلام بشكل رسمي، وما يتصل بأمور الفتوى وإنشاء صندوق الزكاة ومعالجة مشاكل المسلمين في هذا البلد الذي يبلغ عدد المسلمين فيه نحو 1.5 مليون وتحظى مدينة ساو باولو بالعدد الأكبر منهم.

ويقول الشيخ خالد رزق تقي الدين، الأمين العام للمجلس مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل: إن هذا الإشهار يعتبر بداية خير للإسلام والمسلمين في البرازيل، البلد ذي الديانة الكاثوليكية، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه سيتم قريبا إطلاق الموقع الرسمي للمجلس على شبكة الإنترنت بثلاث لغات، هي: البرتغالية والعربية والإنجليزية، ليكون منارا للعلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وعلماء الأمة، وليكون درعا واقية أمام ما ينشر على الإنترنت من أمور غير موثقة أو مدروسة حول الإسلام باللغة البرتغالية الرسمية في البرازيل، مضيفا: «الدعوة إلى الإسلام في بلاد الغرب تحتاج ممن يحملون همها إلى التفكير في طرق إبداعية يستطيعون من خلالها إبلاغ كلمة الله، تبارك وتعالى، إلى العالَمين».

من جهة أخرى، أصدر اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، الذي يضم في عضويته 37 مركزا ومؤسسة إسلامية، تقريره السنوي تحت شعار «التميز في الدعوة هدفنا»، بغية تطوير العمل بإدارة الشؤون الإسلامية من خلال تسخير الإمكانات المادية واللوجيستية لكي تقوم هذه الإدارة بدورها المطلوب في الدعوة إلى الله بطرق حديثة وعبر وسائل تقنية وعلمية مدروسة وخطط مرحلية وأخرى استراتيجية.

ويهدف الاتحاد، من هذا العمل، بحسب مديره الشيخ خالد، إلى خلق نموذج متكامل تحتذي به المؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة البرازيلية، والتسويق لهذا المشروع، حتى تكون هناك استمرارية لنشر الإسلام وزيادة وعي الجالية المسلمة بأمور دينها، ومساعدة المؤسسات والجاليات حتى تستطيع القيام بواجبها الدعوي والتربوي والثقافي على أحسن وجه، مضيفا: «لقد تعود الاتحاد سنويا أن يصدر بيانا يتضمن ملخصا لأهم الأعمال التي قام بإنجازها خلال ذلك العام، وقد صدر خلال هذا الشهر إحصاء لما تم إنجازه من أعمال دعوية ومساعدات قدمت للمؤسسات أو الأفراد خلال عام 2011».

ويلفت الشيخ خالد إلى أن أبرز الأعمال الدعوية التي قام بها اتحاد المؤسسات الإسلامية تمثلت في عدة مجالات، أولها: المجال الدعوي؛ حيث تم اعتماد مشروع «اعرف الإسلام»، الذي تقوم فكرته على إيصال المعرفة بدين الإسلام للجالية المسلمة وعموم الشعب البرازيلي، وتحقيقا لهذا الغرض أقام الاتحاد مشروع توصيل الكتاب الإسلامي المترجم باللغة البرتغالية مجانا لمن يحتاجه أو يطلبه، وذلك من خلال طاولة الدعوة التي تقام في ساحات الميادين العامة؛ حيث تم تنفيذ 16 طاولة دعوة في أماكن مختلفة في ولايات البرازيل وزع من خلالها 20 ألف كتاب.

ويبين الشيخ خالد أن الاتحاد حرص كعادته خلال العام الفائت على المشاركة في معارض الكتب كوسيلة مهمة لترويج الكتاب الإسلامي في الوسط العلمي والأكاديمي لنشر الوعي برسالة الإسلام؛ حيث تمت المشاركة في معرضين وتم خلالهما توزيع 50 ألف كتاب، أبرزها معرض الكتاب الدولي بمدينة ساو باولو، الذي يزوره أكثر من مليون شخص خلال 10 أيام، باعتباره الأول على جميع دول أميركا اللاتينية.

كما تم إرسال 300 صندوق تضم 143 ألف كتاب للمؤسسات والمراكز والمساجد الإسلامية والموزعة على 18 ولاية في البرازيل، كما تم إرسال 34 ألف كتاب باللغة الإسبانية لـ3 دول في أميركا اللاتينية هي باراغواي وبيرو والإكوادور، أما الطلبات التي أرسلت عن طريق المشتركين عن طريق الموقع الإلكتروني للاتحاد فقد تم إرسال 20 ألف كتاب عن طريق 9 آلاف طرد بريدي غطت 27 ولاية من ولايات البرازيل، وبذلك يكون مجموع ما تم توزيعه خلال العام 252 ألف كتاب، وهذا إنجاز مهم وغير مسبوق في مجال التعريف بالإسلام بأميركا اللاتينية.

ويشير الشيخ خالد إلى أنه في مجال التعليم والتدريب قام الاتحاد بإقامة ملتقيين للشباب المسلم، في ولايتي ريو دي جانيرو وسانتا كاترينا. كما شارك الاتحاد في مظاهرة كبيرة ضمت 200 ألف من أتباع الديانات المختلفة ضد التمييز الديني، وكان حضور الاتحاد مميزا؛ حيث تمت تغطية الحدث من قبل وسائل الإعلام البرازيلية والعالمية. أما على صعيد العلاقات السياسية وتنميتها بما يعود بالنفع على الجالية المسلمة، فقد أقام الاتحاد مهرجانا كبيرا تكريما لرئيس البرازيل السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا حضره ألف مشارك منهم أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي والعربي ووزراء في الحكومة البرازيلية وحكام ولايات ورؤساء بلديات ورجال دين، وهو ما يعتبره الشيخ خالد خطوة مهمة في تاريخ الجالية المسلمة في البرازيل.

كذلك حرص الاتحاد والمؤسسات الدينية على تقديم الكثير من الخدمات للمسلمين في شهر رمضان الماضي، من خلال نشر الوعي بأهمية هذا الشهر وإصدار التقويمات وإقامة إفطارات جماعية وتوزيع الطعام على الأسر المحتاجة وتوزيع الزكاة وإقامة الاحتفالات بالمناسبات المختلفة خلال الشهر، وإقامة المسابقات الدينية ورصد جوائز تحفيزية لها.

أما في المجال الخيري، فيشير مدير الشؤون الإسلامية إلى قيام الاتحاد باعتماد 15 مؤسسة خلال عام 2011 لتستفيد بصفة شهرية من المساعدات المادية التي يقدمها مساهمة في التكاليف الأساسية لتلك المؤسسات، وكذلك تمت زيادة عدد الدعاة المكفولين ليصبح عددهم 6 دعاة، ويستفيد 80 طالبا في مرحلة التعليم الأساسي و15 طالبا في المستوى الجامعي من برنامج المنح الذي يقدمه الاتحاد للطلاب أصحاب الدخل المحدود.

ويضيف: «استطاع الاتحاد تقوية علاقاته الخارجية مع بعض المؤسسات في العام الإسلامي من أجل تنمية وزيادة المشاريع الخيرية، معتمدا سياسة جديدة في مجال العمل الخيري داخل دولة البرازيل تتمثل في العمل بكامل الشفافية المطلوبة مع المساعدات التي تصل من هذه المؤسسات الخيرية، فتم العمل على أن تقوم سفارة الدولة الداعمة للمشاريع بمتابعة المراحل المختلفة لتنفيذه، وكذلك يحق للمؤسسات الإسلامية المستفيدة من هذا الدعم في البرازيل التعرف على نوعية المساعدات ومقدارها وكيفية توزيعها».

ومن خلال هذه المساعدات الخارجية، استطاع الاتحاد التوسع في مشروع إفطار الصائم ليشمل 13 مؤسسة إسلامية في مناطق مختلفة من البرازيل، وتم تنفيذ مشروع الحج المجاني الذي استفاد منه 38 حاجا من البرازيليين المسلمين الجدد وأبناء الجالية المسلمة أصحاب الدخل المحدود، وتم توزيع لحوم الأضاحي على 12 مؤسسة في البرازيل، واستفادت 10 مساجد بفرش كامل من السجاد، وكل هذه المساعدات أسهمت المؤسسات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة بتغطيتها.

ويشير الشيخ خالد تقي الدين إلى قيام الاتحاد حاليا بدعم مشروع ترجمة الكتب الإسلامية وإعادة صياغة بعضها بلغة سهلة تمكن الناطق باللغة البرتغالية من فهمها، وكذلك تفعيل مشروع الكتاب للطفل المسلم لندرة الكتب الموجهة إليه.

ويهيب الشيخ خالد بكل المؤسسات في العالم الإسلامي مد يد العون والنصيحة للمؤسسات الإسلامية العاملة في البرازيل حتى تقوم بمهمتها وبدورها المطلوب التي أنشئت من أجله في سبيل الدعوة إلى الله.

7-02-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

«تشرين الثاني 2009»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      
Google+ Google+