الأربعاء، 15 مايو 2024 16:59

بروكسيل- فريدة الطاهر: بلجيكية-مغربية محجبة تترشح للانتخابات البلدية بمولينبيك

الثلاثاء, 28 غشت 2012

اسمها فريدة الطاهر، بلجيكية-مغربية مرشحة في الانتخابات البلدية البلجيكية المقبلة والمرتقبة في 14 أكتوبر 2012، ببلدية مولينبيك، إحدى بلديات بروكسيل. ما يميز فريدة أنها ترتدي الحجاب، الأمر الذي شغل وسائل الإعلام البلجيكية، أكثر من برنامجها الانتخابي.

الملصق الانتخابي لفريدة الطاهر المرشحة البلجيكية-المغربية للانتخابات البلدية البلجيكية لشهر أكتوبر المقبل

ملصقها الانتخابي أحمر فاقع، مثير للانتباه داخل بلجيكا. تبدو فيه فريدة بوشاح «فوشيا» وبـ «ماكياج» خفيف، مسترخية مع ابتسامة عريضة... هذا أهم ما يستوقف النظر في هذا الملصق، خلال حملة الانتخابات البلدية المرتقبة شهر أكتوبر فعلى صفحتها في «الفايسبوك»، تذكر فريدة الطاهر أنها ليست عضواً في الحزب الاشتراكي، بل مرشحة مستقلة في قائمة عمودية مولينبيك، قائمة مفتوحة على مختلف التيارات السياسية، كما تؤكد أنها تتقاسم بعض الأفكار السياسية مع الوسط الديموقراطي الإنساني Centre Démocrate Humaniste (CDH)، حزب الوسط في بلجيكا.

لا مجال لخلع حجابها

فريدة الطاهر لا تزال غير معروفة في بلجيكا، فهي تشتغل مساعفة اجتماعية، وتنشط في العمل الجمعوي التطوعي منذ خمسة عشر عاماً. حتى يومنا هذا، صحيفة بلجيكية واحدة، اهتمت، إلى حد ما، بفريدة الطاهر، ولكن برعونة وبشكل مقتضب. من خلال مقال لصحيفة «آخر ساعة»، في عددها ليوم الخميس 23 غشت 2012، تحت عنوان « Molenbeek, passion non voilée »، الصحفي الذي حاور فريدة الطاهر ركز في مقاله أكثر على حجابها، عوض مسارها الشخصي والمهني أو حتى الخطوط العريضة لبرنامجها الانتخابي، ونحن على شهرين من الانتخابات البلدية. وفي سؤال مباشر، سألها الصحفي إن كانت تعتزم خلع الحجاب في حالة انتخابها، فأجابت فريدة: «سنرى، فقط أرغب الاستمرار في التزاماتي الجماعية، العيش معاً يشدني كثيراً، خاصةً مع أناس من مختلف الثقافات والخلفيات، ولكن تعجبت من سؤالك، كيف لا وأني اشتغلت محجبة في القطاع العام، وداخل ULB، حيادي سيكون بادياً على أرض الواقع، حينئذ لن نولي أهمية للحجاب».

مع ذلك، وبعد نشر هذا المقال، أبدت فريدة الطاهر تذمرها، على صفحتها الفايسبوكية، وأوضحت أن الصحفي الذي حاورها، لم ينقل أقوالها بالأمانة الكافية، خلال المكالمة الهاتفية التي دارت بينهما، إلى درجة الحديث عن «معلومات غير دقيقة ومضللة»، «قلت أن حجابي لن أخلعه حتى في حالة انتخابي عضواً في المجلس البلدي، وهذه حرية شخصية يضمنها لي الدستور والعهود القانونية الدولية مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان» تؤكد فريدة بقوة على شبكة التواصل الاجتماعية.

تضخيم أم شعار

إذا كان هناك شخص يعرف فريدة الطاهر جيداً، فإنه أحمد الخنوس، نائب رئيس بلدية مولينبيك وعضو البرلمان البلجيكي-المغربي، اتصلت به Yabiladi التابعة لـ CDH، فاعترف لها بأنه لا يشاطر كافة الآراء السياسية مع فريدة، ولكنه لم يتردد في مدحها والثناء عليها. «فريدة الطاهر منبثقة من المجتمع المدني، وهي تعرف هذا الميدان جيداً، وقد أثبتت ذلك من خلال أعمالها وأنشطتها المهمة التي ساهمت في التقارب بين مختلف الثقافات ببلجيكا» يوضح الخنوس، «إنها امرأة لا تجرأ على اتخاذ حجابها كشعار لحملتها الانتخابية، بل لها القدرة والقوة الكافية لتحمل مسؤوليات سياسية». دائماً حسب قول الخنوس الذي يسره أن يرى امرأة محجبة تسعى إلى الدخول في نطاق السياسة، وهذا حسب رأيه علامة على أن البيئة السياسية في بلجيكا في تطور ونضج.

مع هذا، يخشى أحمد الخنوس أن تستغل بعض الأحزاب فريدة الطاهر، على سبيل المثال الحزب الاشتراكي، من أجل استمالة أصوات الناخبين المسلمين، وإذا تم ذلك، وتنتخب فريدة، سيتم تهميشها في حالة رفضها خلع الحجاب. «يجب أن نهتم بما تختزنه عقول تلك النساء وليس ما يغطي رؤوسهن» يؤكد الخنوس، ويضيف أنه يكافح لسنوات عديدة من أجل أن لا تتعرض السياسيات المحجبات من مختلف المشارب للتمييز من طرف المؤسسات الديمقراطية في بلجيكا.

28-08-2012

المصدر/ موقع زغنغان .نت

مختارات

Google+ Google+