أقوال مشتركة.. دور المؤسسات التعليمية في ترسيخ قيم العيش المشترك

الجمعة, 13 فبراير 2015

قال عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إن التفكير في عرض بعض التجارب المتعلقة بالعيش المشترك ليس وليدا للأحداث التي عرفتها مؤخرا فرنسا، إنما كان الاشتغال العملي على هذه المسألة قد تم منذ مدة، وهو نتيجة المهمة الاستشرافية التي يقوم بها المجلس والمتمثلة في توقع سيناريوهات معينة والتعامل بناء عليها.

وأضاف بوصوف، في اللقاء الذي نظمه اليوم الجمعة 13 فبراير 2015 والذي كان عنوانه: "أقوال مشتركة"، أن المطلوب هو تحرير الكلام لدى الشباب وكذا التعرف على المشاكل التي يتلقاها المدرسون مع التلاميذ، وفي هذا الصدد شدد الأمين العام على أهمية إصدار مستقبلا كتاب بيداغوجي يشجع على العيش المشترك.

وقد برمج المجلس في هذه الدورة 21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب فقرة خاصة بالشباب (أقوال مشتركة) تتمحور حول موضوع المواطنة والعيش المشترك يشارك فيها تلاميذ وتلميذات مجموعة من المؤسسات التعليمية بالدار البيضاء وغيرها من المدن المغربية.

وفي هذا الصدد قال هشام شكيب، أستاذ التعليم الفني ومكلف بالدروس بجامعة تولوز، والذي تولى تسيير هذا اللقاء، إن الأساس في "أقوال مشتركة" هو القدرة على التحاور بكل هدوء حول مجموعة من القيم كالتسامح والعيش المشترك.

أما جون باستيانيلي مدير ثانوية بيير دو فيرمات بتولوز التي تضم أكثر من 100 تلميذ من أصول مختلفة، منها 35 من أصول مغربية، فذكر أن التحدي المتعلق بالشباب يقع تحت مسؤوليتنا، وأن الضرورة تقتضي استخلاص المشترك من الاختلاف، والتعايش بغض النظر عن هوية الأفراد.

وقد جعل باستيانيلي اهتماماته تتركز في مشروع بالثانوية يهدف إلى إعداد التلاميذ لمواجهة عالم الغد في أفضل الظروف بالتركيز على الانفتاح اللغوي والدولي والثقافي والتزام المواطنة والعيش المشترك.

وشدد على ضرورة الانتقال من الحديث النظري عن العيش المشترك إلى الترجمة العملية، بجعل التلاميذ المختلفين يتحاورون فيما بينهم في مختلف الموضوعات، لأنه بمعرفة الآخر يتم اكتشاف الذات.

عبد الرحمن السملالي مدير الثانوية المؤهلة محمد الخامس بالقنيطرة أشار إلى أن التجربة التي خاضوها في الثانوية بخصوص العيش المشترك، لم يكن ردة فعل ناتجة عن أحداث فرنسا، مضيفا أن المعالجة الحقيقية للمشاكل الهوياتية هي التي تتم بالمعالجة الثقافية والسياسية، مشددا على أهمية الدور الذي تقوم به المدرسة والأسرة ومنظمات المجتمع المدني... في التنشئة الاجتماعية، داعيا إلى إعادة النظر في دور الفئة الوسطى في المجتمع في إنتاج الفكر المنفتح، وكذا العمل بقرب من التلميذ.

أما عبد العزيز السرحاني مدير ثانوية محمد بن حسن الوزاني بالخميسات، فذكر أن مشكل التعايش المشترك غير مطروح في المغرب، موردا بعض التجارب الشخصية للتعايش الذي كان يحصل في المغرب مع مختلف المعتقدات.

محمد حراكة أستاذ العربية بثانوية بيير دو فيرمات بتولوز أكد أن تجربة وممارسة العيش المشترك يتم تحيينها في الثانوية بشكل مستمر، ويتم العمل على إيجاد المشترك رغم الاختلاف، وهو أمر يتم من خلال التبادل في القسم باحترام، وبشكل لا يجعل من الاختلافات حواجز.

وذكر أيضا أن أحداث فرنسا الأخيرة جعلت التلاميذ يتناولونها برؤية متوازنة وهادئة، ويطرحون أسئلة حول العيش المشترك.

هذا ونشير إلى أن المجلس عرض كتيبا تربويا لتلاميذ الإعداديات والثانويات يحمل عنوان"بعض المفاهيم.. لنتساءل معا...."، وجاء فيه أن "أقوال مشتركة" تهدف إلى تنويع العلاقات مع الآخر، وتفكيك الأحكام المسبقة والصور النمطية، ومعرفة وفهم اختلافات الآخر، والانفتاح لمعرفة الثقافات الأخرى.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+