المهاجرون الى السويد يكتشفون عالمهم الجديد الى مائدة عشاء مع سويديين

الجمعة, 21 نونبر 2014

اكتشفت ايبا اكيرمان التي تدرس اللغة السويدية لمهاجرين انها الاسكندينافية الوحيدة التي يتواصل معها طلابها، لذلك قررت جمع سويديين وطالبي لجوء حول العشاء، في مبادرة لقيت ترحيبا رغم صعود اليمين المتطرف في البلاد.

وقالت ايبا (31 عاما) لفرانس برس "بدأت العمل مطلع السنة كمدرسة وكنت متحمسة للتعرف الى طلابي أكثر فاكثر. وسرعان ما اكتشفت انني السويدية الوحيدة التي يتكلمون معها. لذلك وجدت انه من الضروري الخروج من هذا الوضع، وجاءتني فكرة دعوة مهاجرين الى العشاء مع سويديين".

وظهر انه لا يوجد شيء يكسر الجليد بين مجموعة من الاشخاص أكثر من تناول طعام العشاء معا. وتقول ايبا انه ما على "الضيف سوى اضافة صحن او صحنين على طاولته لاستقبال مهاجرين، وان يتبادل الحديث مع ضيوفه".

وفتحت ايبا صفحة على موقع فيسبوك أطلقت عليه اسم "وزارة الدعوات" للاتصال بسويديين مستعدين للمشاركة في هذه المبادرة.

وفور علم جيني سيغورز الملحقة الصحافية البالغة الثانية والاربعين من العمر واوربان سودرمان المسؤول التجاري البالغ السابعة والثلاثين من العمر بالمبادرة حتى تطوعا للمشاركة فيها.

وكانت النتيجة انه في ستوكهولم وحدها تمت مئة دعوة على العشاء خلال اذار/مارس مع مهاجرين وانتقلت العدوى الى مدن اخرى في السويد وخارجها.

حتى ان عشاء من هذا النوع جرى في اثينا وانتقلت المبادرة لاحقا الى فيلنيوس وسنغافوره ونيودلهي وزيوريخ ونيومكسيكو في الولايات المتحدة.

ويلاحظ ان الهجرة المكثفة الى السويد حديثة العهد وهي تزداد اتساعا. وتشير الارقام الرسمية الى ان أكثر من عشرين بالمئة من السكان لديهم جذور من خارج السويد.

وتقول جيني "نتساءل دائما عما يمكننا تقديمه لمساعدة الناس الذين يصلون الى هنا. ان فتح باب المنزل لاستقبال مهاجرين شيء بسيط وملموس ومفيد".

ومساء يوم ثلاثاء وفي الساعة 30,18 بالتحديد قرع السوري ميخائيل زهير البالغ التاسعة والعشرين من العمر باب منزل جيني الجميل في ضواحي ستوكهولم وهو يحمل باقة من الورد.

وقال وهو يدخل المنزل "في بلادي اذا كنت مدعوا الى العشاء ودخلت من دون زهور فان المضيف لن يدعوني مرة جديدة الى منزله".

ومن دون تكلف، يجلس ليتقاسم الطعام مع اهل المنزل وهو عبارة عن سلمون وبطاطس وكعكة تفاح.

ولم يخف ميخائيل سروره بهذه الدعوة لمشاركة العائلة السويدية طعام العشاء.

وقال راويا كيفية اطلاعه على هذه المبادرة "سمعت رفاقا لي يقولون بأنهم تناولوا طعام العشاء مع سويديين حيث تناقشوا معهم وكان الجو لطيفا للغاية. عندها قلت: وانا ماذا انتظر للقيام بالمثل". وهكذا سجل اسمه وجاءته دعوة جيني لتناول العشاء.

واضاف ميخائيل "وصلت الى السويد قبل عشرة أشهر ولا بد من التحادث مع سويديين إذا كنت اريد الاندماج. وانا احاول حاليا الكلام بالسويدية مع رفاقي فنفعل ذلك لمدة دقيقة قبل ان نعود الى اللغة العربية".

وامام الاسئلة التي طرحها مضيفوه عليه، يروي ميخائيل قصته. فهو مسيحي كان يعيش في مدينة صغيرة قرب الحدود مع تركيا ووجد بعد فترة انه لم يعد مطمئنا على حياته فقرر المغادرة. واضاف "انا كهربائي ولم يكن التيار الكهربائي يصل الينا أكثر من ثلاث ساعات في اليوم فقررت المغادرة".

انتقل في البداية الى حمص حيث كان الوضع سيئا. وتابع "قال لي والدي انه من الافضل ان اغادر فاخترت السويد لان جدي استقر فيها قبل 23 عاما وعلمت ان الحكومة قد تقدم لنا المساعدة. وانا اليوم اشعر بطمأنينة".

ويضيف ميخائيل "اولا لا بد لي من اتقان اللغة السويدية بشكل جيد ثم معادلة شهاداتي في مجال الكهرباء ثم ايجاد عمل".

وهو تخلى في الوقت الحاضر عن هوايته الاساسية لعبة كرة القدم. ويقول بهذا الخصوص "على كل حال من الصعب علي ان اركض في هذا الطقس البارد".

ويقول اوربان عن ميخائيل "نلاحظ تصميمه الاكيد وBمل بان نبقى على اتصال ومواكبته في مسيرته".

وتفيد المعلومات ان سويديا من اصل خمسة لا علاقة لهم باي شخص خارج اوروبا, وفي ايلول/سبتمبر الماضي حقق اليمين المتطرف تقدما في السويد وبات الحزب الثالث في البلاد جامعا 12,9% من الاصوات.

وتختم ايبا قائلة ان "مبادرتي تساعد في اقامة الاتصال الاول والاندماج يبدأ دائما على المستوى الفردي".

عن وكالة الانباء الفرنسية

«مايو 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
Google+ Google+