الثلاثاء، 21 مايو 2024 09:55

صالون الأدب العربي في بروكسل يواجه رقباء "الفتنة" بأصوات كاتبات عربيات

الخميس, 09 دجنبر 2010

تنطلق مساء اليوم الخميس الدورة الخامسة لصالون الأدب العربي في بروكسل، وتحمل شعار "من فتنة الكتابة الى كتابة الفتنة"، مخصصة ندوة مركزية تبحث في وصاية الرقابات المختلفة على الإبداع عبر تسليط تهمة إثارة "الفتنة"، الى جانب فعاليات أخرى تستمر ثلاثة ايام بمشاركة العديد من الكتاب العرب.

وتقام فعاليات الصالون الادبي في المركز الثقافي العربي في العاصمة الاوروبية، وسيكون الجمهور على موعد مع لقاءات مع الكتاب المشاركين من خلال الحوارات التي ستجرى معهم أو عبر الاستماع الى نصوص لهم.

وتدير الندوة الرئيسية القاصة المغربية حنان الدرقاوي وتشارك فيها ثلاث روائيات هن العراقية سميرة المانع والسورية منهل السراج والليبية وفاء البوعيسي والى جانبهن الشاعرة الجزائرية زينب الاعوج.

وسيتمحور حديث المشاركات حول "الوصاية" التي تفرضها انواع مختلفة من الرقابات العربية على الابداع، من خلال عرض "معاناة مبدعات عربيات مع الرقابة من خلال تجاربهن" كما يقول لوكالة فرانس برس طه عدنان، الشاعر المغربي المقيم في بروكسل، ومدير الصالون الادبي.

وواجهت الروائية منهل السراج "مشاكل" أدت الى عدم طباعة احدى رواياتها في بيروت "خوفا من (السلطات) السورية"، كما تعرضت الروائية الليبية وفاء البوعيسي الى "الكثير من الانتقادات" حول رواية لها "من أناس لم يقرأوا الرواية أصلا"، على ما يوضح منظمو الصالون الادبي.

ويشير عدنان الى المفارقة التي يثيرها شعار الصالون الادبي، ويقول "بين الفتنة بمعنى الافتتان بالابداع الاخاذ الذي يستهوي الكاتب عموما، وبين الفتنة الاخرى التي يلعنون موقظها، هناك شعرة صغيرة"، ويضيف "هذه الشعرة مشكلتها أنها غير محددة".

لكن مدير الصالون الادبي يعتبر ان هناك من يخول نفسه ممارسة رقابة وسلطة على الكتابة من خارج منطق الابداع، ويوضح ان "الشيخ يفتي في رواية لم يقرأها، وفي مسرحية لم يشاهدها أو في لوحة حكوا له عنها"، معتبرا ان هذا الواقع جعل المبدعين العرب يمارسون "رقابة ذاتية" تستحضر كل هذه المحظورات، وأما الذين يتجاهلون المحظورات ف"يجدون من ينكل بأعمالهم في ما بعد بدعوة الفتنة".

وتعرض في افتتاح الصالون الادبي مسرحية "اكشفي عن ساقيك ميرل ستريب"، التي أخرجها المغربي رحيم العسري مقتبسا نصها من أعمال للروائي اللبناني رشيد الضعيف.

وتذهب بعض فعالياته لتطرح اشكالية رقابات أخرى تتمثل بتقاليد اللقاءات الادبية، والشعرية خصوصا، من خلال استضافة تجربة "بيت القصيد" ومؤسسه الشاعر السوري لقمان ديركي، حيث سيلتقي الجمهور في احد مقاهي بروكسل بشعراء من لغات وثقافات مختلفة ليقرأوا بعض نصوصهم في "سهرة" شعرية.

وكان الشاعر السوري أسس لنشاط اسبوعي يلتقي فيه شعراء بالجمهور في أواخر عام 2006 في دمشق خارج تقاليد امسيات الشعرية في المراكز الثقافية.

وتأتي استضافة تجربة "بيت القصيد" في مقاهي بروكسل لتكون "نوعا من الاحتفاء بهذه الاشاعة للشعر والابداع والفرح" التي يرى منظمو الصالون أن التجربة حققتها مشددين على انها "توصل الشعر الى الجمهور العام وتخرجه من تلك الدوائر الضيقة التي يقف فيها شعراء متفاصحون ونقاد نجباء"، على حد تعبير مدير الصالون الادبي.

ومن المشاركين في النشاطات الاخرى، يحضر الشاعر والروائي العراقي المقيم في الدنمارك حميد العقابي، والمسرحي المغربي المقيم في باريس عبد الجبار خمران.

لكن الحضور الغالب سيكون للكاتبات العربيات، اذ سيشهد الافتتاح ايضا قراءات شعرية بعنوان "اصوات نسائية" تشارك فيها الجزائريتان زينب الاعوج ومليكة بنزيد، والفلسطينيتان بيسان ابو خالد وداليا طه الى جانب المغربية المقيمة في بروكسل فاطمة مخفي.

ويؤكد صالون الادب العربي على "أهمية الحضور النسائي الابداعي" في دورته الحالية، ويلفت منظموه الى ان "معظم المجالس الادبية العربية كانت مبادرات نسائية"، مستشهدين بمجلس سكينة بنت الحسين في الحجاز وولادة بنت المستكفي في قرطبة وصولا الى صالون مي زيادة في القاهرة.

ويقيم الصالون الادبي لقاءين في ثاني ايامه، الاول مع الروائية اللبنانية نجوى بركات للاضاءة على تجربتها في ادارة محترف الكتابة الروائية في بيروت، الذي يقام هذا العام للمرة الثانية متوسعا باتجاه انواع كتابية أخرى اضافة الى الرواية.

وسيكون اللقاء الثاني مع الروائي العراقي برهان الخطيب، وذلك عبر جلسة حوارية حول تجربته الروائية وراهن الرواية العربية، وسيدير الحوار الكاتب المغربي علال بورقية.

المصدر: فرنسا24/وكالة الأنباء الفرنسية

مختارات

Google+ Google+