الجمعة، 17 مايو 2024 16:49

الجدال مع أهل الكتاب في الدول الغربية ليس سهلا بقدر ما يتطلب أطرا كفئة

الإثنين, 28 فبراير 2011

حضر الدكتور عبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية أشغال الندوة الدولية التي نظمتها كلية الآداب سايس بفاس حول الجدل الديني بين المسلمين وأهل الكتاب يوم 22 فبراير 2011 ، وساهم بمداخلة مقتضبة ركز فيها على أهمية الجدل والحوار لدى المسلمين منبها إلى كون هذا الميدان رغم دعوة القرآن والسنة إليه واهتمام العلماء المسلمين به قديما لا يشكل أولوية عند مسلمي اليوم الذين قلما يبادرون إلى الحوار مع الآخر الذي يأخذ في أغلب الأحيان المبادرة . كما أشار السيد بوصوف إلى كون عملية الجدال مع أهل الكتاب والأخر عموما ليس بالعملية السهلة بقدر ما تتطلب تكوينا مسبقا لأطر كفؤة في ميدان الجدال والإقناع والتفتح على الديانات الأخرى فضلا عن كون الجدل والحوار يجب أن يتم بعيدا عن الأحكام المسبقة وازدواجية الخطاب حتى يؤتي أكله .

ومن اجل توسيع النقاش في هذا الموضوع وخاصة ما يتعلق بموقع الجالية المغربية بالخارج من هذا الموضوع ومواضيع أخرى ذات الصلة ارتأت جريدة « العلم» استضافة السيد عبدالله بوصوف لمحاورته بصفته أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج ...

س : ماموقع مجلس الجالية من الجدل الديني؟

ج : ان مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤسسة استشرافية حول وضع الإسلام بأوربا وعلاقته بالديانات الأخرى فمادام هناك مسلمون بأوروبا فلا بد من الاهتمام بهذا الموضوع. فلقد عقدت ثلاثة مؤتمرات حول الإسلام أثمرت طبع ثلاثة كتب تم عرضها بالمعرض الدولي للكتاب وهي: الإطار القانوني للإسلام في أوروبا ? الإسلام أي نموذج ? تكوين الأطر الدينية في أوروبا . كما أشير إلى الإعداد لمؤتمر حول حوار الأديان والتعايش مع ملاحظة عدم المعرفة بالأخر والغرض هو تقديم المغرب كبلد له تجربة خاصة عبر دراسات حول مساهمة المغرب في حوار الأديان من خلال الظهائر السلطانية التي تدعو إلى احترام الأديان الأخرى وكذا التعريف بالمغرب الغني بالتنوع والتعدد فالمغربي يتحلى دائما بالروح المتسامحة

..س: هل الجالية مهتمة بالموضوع ؟

ج: نعم هناك وفود من تنظيم الجالية تزور المغرب بينها حاخام وأسقف من ستراسبورغ وأئمة قامت بزيارة لكاتدرائيات ولمتحف اليهودي ومسجد الحسن الثاني .. وننتظر زيارات أخرى بأوربا خاصة ألمانيا وبلجيكا .. فالجالية مهتمة بالحوار على كافة الأصعدة وباعتماد أساتذة من ذوي الكفاءات ...

س: ولكن ماذا عن الفئة العريضة من الجالية التي لا تشكل النخبة الأكاديمية ؟

ج: هي الأخرى في صلب اهتمامنا فهي من خلال بناء المساجد منخرطة في الحوار وتنظيم معارض لاماكن العبادات لغير المسلمين...

لكن ثمة توجس لدى الأوساط الأخرى هولندا مثلا ؟

ج : إننا نحاول التغلب على هذا التوجس من خلال تنظيم مؤتمر حول الحوار سيؤطره هولنديون ومغاربة لقطع الطريق على تلك الأوساط التي تحاول إثارة الخوف فهناك فعاليات ضد هذا من خلال كتاباتها المنصفة ....

س :كيف يمكن توحيد الخطاب الديني للجالية مع العلم بان المسلمين بأوربا والغرب عموما جاليات مختلفة الأصول والمذاهب ؟.

ج: إن الاختلاف في الإسلام رحمة وان تنوع الجاليات المسلمة إثراء لها أكثر ما هو معيق .ومع ذلك يجب التوضيح على أن هناك مساجد بأوربا يرتادها و يؤمها مسلمون من أصول مغربية مائة بالمائة. وفي كل الأحوال نساهم كمؤسسات في الحرص على جعل المسلمين كتلة متراصة لتغليب التفتح و قطع الطريق أمام من يدفع في اتجاه التقوقع والصدام.
س :. تحدثتم في مداخلتكم عن التكوين في الجدل الديني كيف تتصورون ذلك ؟

ج : نعم قلت إن المسلمين ليست لهم دراية ومعرفة رصينة في الميدان لان الشعب الموجودة بالجامعات لا تتوفر على أساتذة متخصصين في الديانات الأخرى و التعامل معها بدون إصدار حكم قيمة. و يمكن تدارك هذا النقص في إطار الشراكات مع الجامعات لتبادل الخبرات في تدريس الأديان المقارنة وزيارة كليات اللاهوت والاطلاع على التجارب الأخرى ...

س: تعرف فاس عدة تظاهرات ثقافية يطرح فيها الحوار والتسامح كموضوع محوري في مهرجاني الثقافة الصوفية والموسيقى الروحية. ما مدى إسهام مجلس الجالية في هذه الفعاليات وغيرها ؟

ج:: إن المجلس يواكب هذه الأنشطة بل يشارك فيها بفعالية سواء بالدعم المادي أو المساهمة الفكرية في لقاءات فاس أو مؤتمرات مركز الدراسات الإستراتيجية . ولعل ما ينكب عليه المجلس هو التنسيق مع مدينة ستراسبورغ الذي يحتضن اكبر مسجد لتنظيم مهرجان للموسيقى الروحية، دون نسيان ما نظمه المجلس من جولة بأوربا لفرقة ابن عربي بإشراف من السيد احمد الخليع بمناسبة عيد المولد النبوي.

س : هناك شباب غربي يهتم بالإسلام من خلال البحث الأكاديمي. هل للمجلس تواصل مع هؤلاء؟

ج : نعم المجلس يساعد هؤلاء الباحثين من خلال نشر الكتب التي تعرف بالمذهب المالكي والغرب الإسلامي وتشجع وحدات للتكوين للشباب الذي لديه رغبة في التكوين في هذا المجال. وهناك باحثون من أمريكا ومن جامعة هارفارد نحن الآن بصدد خلق موقع الكتروني يعرف بالإسلام بتعاون وشراكة مع باحثة من هذه الجامعة .....

ورقة تعريفية

حاصل على دكتوراه في موضوع العلاقات بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط في القرن ال13، سنة 1991.
مدير مركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار الذي يوجد مقره بمدينة شارل لوروا في بلجيكا.

نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أحد المساهمين في إنجاز مشروع المسجد الأعظم بستراسبورغ بالخارج .
الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج .

26/2/2011، حاوره عبدالسلام يونس

المصدر: جريدة العلم

مختارات

Google+ Google+