الجمعة، 17 مايو 2024 15:18

برشلونة- الأزمة الاقتصادية وتفشي البطالة يعكسان خط الهجرة بين المغرب وإسبانيا

الإثنين, 11 فبراير 2013

أزمة حقيقية تعرفها إسبانيا ولا يبدو لها مخرج، فالوضعية التي تجتازها البلاد يصفها الاقتصاديون، وحتى المواطنون العاديون المتقدمون في العمر، بالأسوأ منذ أزيد من ثلاثين سنة، أما الشباب الذين ولدوا في أوج الانفجار الاقتصادي الإسباني، فمازالوا ضائعين أمام الوضع الجديد الذي لم يخبروه قبلا، فلا يجدون بدا، أمام عجزهم عن التعامل معه، سوى الهروب نحو بلدان أخرى، أوربية، أو أمريكية، أو حتى في اتجاه المغرب، الجار الجنوبي الذي تجمعهم به الجغرافيا والتاريخ، ولا يعرفون عنه سوى صورة يرسمها إعلامهم، متأثرة بترسبات الماضي، وأحيانا بتجاذبات السياسة.

لكن الإعلام الإسباني نفسه، الذي لطالما أبدى اهتماما كبيرا بما يجري في المغرب، إلى درجة ضايقت البعض وخلقت حزازات كثيرة أحيانا، هو اليوم يقدم صورة جديدة، من خلال برنامج «إسبان حول العالم» الذي تقدمه القناة الفضائية الإسبانية، في حلقته الأخيرة التي عرضت الأسبوع الماضي حول الإسبان المقيمين في المغرب، والتي صورت في ثلاث مدن، هي البيضاء وفاس والرباط، إذ كشفت وجها مختلفا للمغرب عن ذلك الذي عادة ما تقدمه القنوات الإسبانية، باعتباره بلدا يضم العديد من المتناقضات، ويزخر في الوقت نفسه بالتنوع الثقافي والفرص التي تغري بالقدوم إليه، من خلال تقديمه نماذج ناجحة لشباب إسبان اختاروا الاستقرار بالمغرب وبناء حياتهم هنا، بعدما لفظتهم الأزمة الاقتصادية في إسبانيا، مؤكدين أن لا نية لهم في العودة إلى بلدهم الأم.

وبعيدا عن الصورة التي يقدمها الإعلام، والتي قد تتهم أحيانا بالذاتية، تجد هذه الوضعية تفسيرا لها في الأرقام الأخيرة للبطالة في إسبانيا، والتي تشير إلى بلوغ معدلها نسبة 24.2 في المائة خلال 2012، وترتفع هذه النسبة في وسط المهاجرين لتصل إلى 36.5 في المائة، بسبب تأثر القطاعات التي تستقطب العدد الأكبر من المهاجرين، من تداعيات الأزمة الاقتصادية، مثل البناء، ثم، بدرجة أقل، الفنادق والفلاحة والأعمال المنزلية، وهي النسب التي تعتبر قياسية في تاريخ إسبانيا والاتحاد الأوربي، بل إذا قارناها أيضا بمعدل البطالة في المغرب، الذي يظل في حدود 9 في المائة، حسب الأرقام الرسمية الخاصة بالسنة الماضية. قريبا، سيزور العاهل الإسباني المغرب زيارة رسمية مرفوقا بعدد من المسؤولين ورجال الأعمال، وأيضا وفد إعلامي إسباني ضخم.

قريبا، ستصور الروبورتاجات، ستكتب المقالات، ستجرى المقارنات، بين أداء حكومتين «يمينيتين» أتمتا عامهما الأول وأداء رجلين «ملتحيين» تصدرا الأخبار هنا وهناك. حينها، سيفتخر أحدهما و«يتبورد» على آخر تعصف به الأزمات من كل صوب، ليحكي له عن نجاعة سياسة «البنان» في مواجهة ارتفاع الأثمان.

11-021-2013

المصدر/ جريدة الصباح

مختارات

Google+ Google+