الجمعة، 17 مايو 2024 14:42

دبي- "هجرات" مشروع حياة للشاعرة المكسيكية كلوريا كرفِتز

الثلاثاء, 26 فبراير 2013

تشكّل مجموعة 'هجرات' كامل المشروع الشعري المتطور للشاعرة المكسيكية كلوريا كرفِتز حاملاً هويتها الشعرية حسب آخر إصدار من المجموعة الشعرية التي ترجمها للعربية الشاعر والمترجم العراقي السويدي جاسم محمد، وصمم غلاف نسختها العربية خالد الناصري وصدرت مؤخراً ضمن سلسلة ترجمات للأدب العالمي تصدرها بشكل مشترك دار نون للنشر والتوزيع الإماراتية في رأس الخيمة، ودار المتوسط لتنمية القراءة والتبادل الثقافي والتي مقرها مدينة ميلانو الإيطالية، وفي أول إصداراتهما غير العربية، والتي جاءت ضمن 'سلسلة الشعر العالمي المترجم' والتي من المتوقع أن تصل إلى اثني عشر إصداراً شعرياً مختلفاً من أنحاء العالم.

'هجرات' في طبعتها الجديدة التي جاءت عبر 210 صفحات من القطع الكبير، هي المجموعة الشعرية الوحيدة للشاعرة المكسيكية غلوريا كرفِتز، المولدة عام 1943 في مدينة 'مكسيكو سيتي' كحفيدةٍ لمهاجرَين من أوربا الشرقية. صدر أول جزء منها بعنوان 'شخاريت' عام 1979، ثم عادت لتصدر تحت العنوان الحالي بطبعات متتالية لكن على أوجه أخرى، إذ أصبحتْ مشروعا حياتياً لا ينقطع تطوره بشكل مستمر لتعاد طباعته بشكل موسع اكبر وتطوير للقصائد.

يشير مترجم المجموعة جاسم محمد في تقديمه للطبعة العربية من المجموعة بقوله: إن القصيدة توسعتْ تمددتْ ارتفعت وكأنها الكون في صيرورته، وكأنها الهجرةُ ذاتها هجرةٌ خارجَ الجسد وداخله. وكلُّ مرةٍ تصدر فيها القصيدة يتغير شيءٌ ما، حتى حين تصدرُ مترجمةً ويقتبس عن المجموعة لتوصيفها 'هكذا هي الحياةُ، هكذا هي الهجرةُ مشروعٌ دائم ينبشُ في الذاكرة كمنبع تتدفقُ منه القصيدة'. أي أن هنالكَ تطوير مستمر وتمدد للقصائد في كل طبعة وإضافات جديدة للنص الأصلي.

وعن المضامين الشعرية التي حملتها المجموعة يشير يوضح جاسم: بأنه على الرغم من كون الهجرة الخارجية وألمها هما المحورُ الظاهر للقصيدة بكل ما تعنيه من اجتياز للحدود في البقعة الجغرافية المحدودة تبقى صيرورةُ الشاعر جوهرَ النصِّ الشعري. ففي مُستهلِّ قصيدةِ أيلول تستشهد بالشاعر رابي سوسيا الذي قال قبل موته: حين أقفُ على عتبة السماء سوف لن يسألوني: لماذا لم تصبحْ كموسى؟ وإنما: لماذا لم تصبحْ كسوسيا؟ لماذا لم تصبحْ من كان بوسعك أن تكون؟

جدير بالذكر أن الشاعرة غلوريا قد شرعت بكتابة القصيدة في آب 1976 ولا تزال تقيمُ فيها. وفي أنتولوجيا الشعر المكسيكي الحديث ( 1950 2005 ) يشير الناقد الفنزويلي ميغيل غوميز إلى أنه يمكن تمييز الشعراء المكسيكيين عن بعضهم البعض ليس عبر أساليبهم الكتابية بل عبر نظرة الشاعر إلى مكانه وتأريخيّةِ دوره. إذ أن الشعراء المكسيكيين يهتمّون بالاستمرارية والتاريخ وبعلاقتهم بمن سبقوهم. الخروجُ عنهم سبيلٌ محتمل لكن ليس رغبةً آنيّة.

قصيدة غلوريا في المجموعة مشرعةٌ على الأساليب والتقاليد الشعرية، خاصةً الأعمال الشعرية التي لازمتْ كتابتها الشاعرَ طوال حياته. ويتضحٌ أيضا أن صيرورتها استغرقتْ زمنا طويا خاضَ الشعرُ فيه بشكل عام مساراتٍ مختلفة في أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.

وفي نهاية تقديمه للمجموعة يشير الشاعر والمترجم على أن هذه الترجمة تمت عبر اللغة السويدية واللغة الإنجليزية بالتعاون مع الشاعرة نفسها. فاتحاً المجال أمام المترجمين العرب الآخرين لتقديم ترجماتٍ أخرى عن المجموعة أو ربما عن نسخة قادمة منها باللغة العربية نقلاً عن الإسبانية مباشرة.

26-02-2013

المصدر/ جريدة القدس العربي

مختارات

Google+ Google+