الإثنين، 20 مايو 2024 17:39

ضعف دراية أئمة مغاربة بالفرنسيَّة يثير استياءً ببلجيكا

الإثنين, 03 نونبر 2014

المساعِي البلجيكيَّة لتأطير الجاليَة المسلمَة فِي البلاد، بعدَ مضيِّ عددٍ مهمٍّ من أفرادهَا إلى العراق وسوريَا للقتَال فِي صفُوفِ أبِي بكر البغدادِي، لا تزَالُ محدُودة، بحسب الباحث المختص في الجماعات الإسلاميَّة الراديكاليَّة، منتصر الدعمة.

الأستاذُ الباحث في جامعةِ نوترويبْ، نبَّهَ إلى تأخرٍ كبير تعيشهُ بلجيكا على مستوى التأطير الدينِي، مستغربًا كيفَ أنَّه بعض الأئمة الذِين قدمُوا إلى بلجيكا منذُ خمسين عامًا، لا يتحدثُون بالفرنسيَّة ولا بالألمانيَّة.

السلطات البلجيكيَّة التي تستقدمُ أولئك الأئمة من المغرب أوْ من السعوديَّة، حسب الدعمة، لا تضعُ شروطًا لغويَّة عند المجئ بهم. ممَّا يجعلها مسؤولة عن الوضع، بالموازاة مع المسؤولية الملقاة على عاتق الجالية المسلمة.

الإمامُ الذِي لا يتحدثُ باللغة الفرنسيَّة ولا بالألمانيَّة، لنْ تكُون لهُ القدرة، بحسب الباحث على أنْ يتواصل مع شريحة الشباب، فِي مجتمعٍ أنتجَ شريحةً من المسلمين لا يعرفون الشيء الكثير عن الإسلام الإسلام، بسبب غياب التنظيم والتأطير للجاليَة المسلمَة، وهُو ما أوقع في المشاكل التي باتتْ تواجهها البلادُ مع التَّطرف.

الدعمة يلاحظُ في استقرائه وضعَ جاليةٍ مسلمةٍ تقدرُ بـ600 ألف شخص في بلجيكَا، أنَّ لدى بعض المسلمِين جحودًا إزاء الدول التي استقبلتهم، فباتُوا يضعُون بيض الغرب بأكلمهِ في سلَّةٍ واحدة، كمَا لوْ أنَّ كلَّ الغربيِّين يمارسُون العنصريَّة ضدَّ المُسْلِمين، سيما أنَّ بعض الشباب يشعرُون أنَّ الفرص المتاحة أمامهم اليوم أقلُّ من تلك التِي فتحتْ أمام آبائهم.

ويرى الباحث أنَّ ما تسطرهُ الدولة البلجيكيَّة من برامج وسياسات تهدفُ بها إلى محاربة التطرف وسط الجالية المسلمة، لنْ يكتبُ لهُ النجاح، ما لمْ يُشركْ فيه المسلمُون، "لوْ أنَّ أولئك الشباب الذِين نزعُوا نحو التطرف أحسُّوا أنهم ممثلون في الساحة السياسيَّة، لمَا كان لهم أنْ يسلكُوا طريق التطرف التِي باتُوا فيها". يردفُ الباحث داعيًا إلى فهم البواعث التِي تجعلُ كثيرين في بلجيكا يصيرُون عنصريِّين، على اعتبار أنَّ العنصريَّة أمرٌ يكتسب ولا يُولدُ مع المرء".

وبالرغم من نجاحهِ فِي إقناعِ عددٍ من الشباب المسلم في بلجيكا بالعدُول عن الذهاب إلى سوريا للالتحاق بالدَّولة الإسلاميَّة، يقُول الدعمَة أنَّه فشل ذات مرَّة فِي إقناع أحد اليافعِين، فلمْ يسمع عنه إلَّا وقدْ صارَ فِي سوريَا، شأنَ 250 جهاديًّا غادر بلجيكا إلى ساحات القتَال، مذكِين مخاوف بلجيكا ودول أوروبيَّة من عودتهم بدربةٍ قدْ تستهدفُ الداخل.

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+