الإثنين، 20 مايو 2024 22:22

محمد السلاسي، مغربي «إيكس ليبان» الذي حافظ على معلمة تخلد استقلال المغرب

الخميس, 13 نونبر 2014

تستعد مدينة «إيكس ليبان» الفرنسية للاحتفاء بمرور حوالي عقد من الزمن على وضع نصب تذكاري كانت قد دشنته صاحبة السمو الأميرة لالة حسناء منذ حوالي تسع سنوات خلت إحتفاء بالذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب وانجز حينها تحت رعاية مدينة «إيكس ليبان» وبتعاون مع المركز الجهوي للسياحة بفاس.

وقد اختارت جمعية «مغاربة إيكس ليبان» أن تجعل من هذا الاحتفاء مناسبة لتتويج مجهوداتها من أجل الحفاظ على هذا النصب التذكاري، الذي تمتد بجانبه نافورة بادخة تتوسط أجمل حدائق هذه المدينة التي يوجد بها فندق «سبلانديد رويال» الذي احتضن قبل أزيد من نصف قرن من الزمن المفاوضات التي أفضت إلى حصول المغرب على استقلاله وتخلصه من الاستعمار الفرنسي.

وهكذا، لن يكون، هذه السنة، الاحتفاء بمرور ما يقارب عقد من الزمن على تدشين نصب تذكاري يخلد للعلاقات المتينة بين الرباط وباريس بالنسبة لمدينة «إيكس ليبان» احتفالا عاديا فقط، بل أيضا مناسبة لمحمد السلاسي، رئيس جمعية «مغاربة إيكس ليبان» للاحتفاء بالحلة الجديدة لنافورة مغربية بادخة تتوسط حديقة «الحامات» قلب المدينة.

على امتداد أسابيع لم يدخر عزيز، خالد ومحمد وعبد العزيز، وهم، صناع تقليديون مبدعون قدموا من مدينة فاس العريقة، المدينة التوأم لمدينة «إيكس ليبان» الفرنسية قواسمها المشتركة الـ «حامات» («مولاي يعقوب» و«إيكس ليبان»)، جهدا في إلباس النافورة المغربية لبوسا جديدا وجعلها في أزهى حلة.

فبعدما نالت من هذه المعلمة المغربية، طيلة ما يقارب العقد من الزمن، أحوال الطقس (صقيع وحرارة) وحولت جمالها إلى شحوب يومي، تمكنت «الاتحاد الاشتراكي» في زيارة لها إلى نافورة حديقة «الحامات» وسط مدينة «إيكس ليبان» أن تلامس كيف ساهمت أيادي الصناع التقليديين، عزيز، خالد ومحمد وعبد العزيز، التي تواجه هي الأخرى تارة حرارة المدينة وبرودتها، في تحقيق حلم الحفاظ على هذه المعلمة التاريخية الذي طالما راود منذ ما يقارب نصف عقد من الزمن محمد السلاسي، هذا المغربي الذي يحمل المغرب في قلبه منذ أن حطت قدميه فرنسا.

فمنذ أربع سنوات، لم يكل محمد السلاسي بكل ما أوتي من دعم سواء على المستوى المحلي من قبل أبناء الجالية المغربية المقيمة في منطقة رون آلب أوفيرن، وكذا من فعاليات فرنسية من مدينة «إيكس ليبان» في أن يلفت الانتباه كلما سمحت له الفرصة إلى وضعية هذه المعلمة المغربية التي بدأ كساؤها الزليجي يتكاءل بفعل تأثيرات أحوال الطقس (صقيع وحرارة) ويدعو في كل مناسبة إلى ضرورة الاهتمام بها ليس فقط مغربيا، بل أيضا فرنسيا لكونها تراثا مشتركا بين البلدين وكذا تشبثه على الحفاظ عليها باعتبارها نصب تذكاري يجسد علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين الرباط وباريس.

لا يتردد محمد السلاسي، رئيس جمعية «مغاربة إيكس ليبان»، هذه السنة في أن يجعل من الاحتفاء بمرور تسع سنوات على تدشين هذا النصب التذكاري الذي توج لحظة الإحتفاء بالذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب احتفالية موعدا سنويا متجددا ومحطة لإبراز مدى ارتباط مغاربة المهجر ببلدهم الأصلي وكذا متانة العلاقة بين الجالية المغربية والاسرة الملكية.

فبعد أسابيع من الحضور اليومي لمحمد السلاسي، الذي توج تشبثه بالحفاظ على هذه المعلمة التاريخية المغربية طيلة أربع سنوات بتوفير منحة مالية بفضل الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة ودعم من القنصل الحالي للمغرب بمدينة ليون الفرنسية، شفيقة الهبطي، وبعد أسابيع من العمل المتواصل لصناع تقليديين مغاربة تمكنت النافورة المغربية التي صممها المهندس الفرنسي جان بول إيشتر، من أن تسترجع بريقها ووهجها قطعة قطعة لتشكل من جديد منطلقا لمواصلة استحضار لحظة استقلال المغرب قبل أكثر من خمسين سنة.

عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

مختارات

Google+ Google+