الثلاثاء، 14 مايو 2024 23:23

حياة قمر.. المغربية-السنغالية مرتبطة ببلدها الأصلي عبر أنشطتها المهنية

الإثنين, 09 مارس 2015

كان لرحلة طلابية للأرض السنغالية، منذ بداية الثمانينات، أثر على حياة قمر الطالبة المغربية الشابة التي عادت بعد أربع سنوات من ذلك لهذا البلد الواقع غرب إفريقيا، الذي سحرها وحققت فيه نجاحا مهنيا واجتماعيا على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود. 

كانت البداية سنة 1982، تتذكر حياة قمر بنفس تحن إلى الماضي، قبل أن تصبح مسيرة ومديرة عامة لشركة "سوب مانجمنت دكار"، فرع المجموعة المغربية للتكوين "سوب مانجمنت فاس".

وتقول هذه المواطنة المنحدرة من العاصمة الروحية للمملكة فاس في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "الرحلة التي انطلقت من مانس بفرنسا، حيث بدأت دراستي الجامعية في البيولوجيا والجيولوجيا، جعلتني أكتشف بلدا جميلا ومضيافا".

وبتوافر ظروف ملائمة وإيجابية، أتيحت للشابة المغربية فرصة أخرى بعد أربع سنوات للعودة إلى أرض السنغال، وذلك عندما كانت المنظمة غير الحكومية "إندا تيير موند" للتنمية تبحث عن متدربين متطوعين للإقامة من أجل الدراسة واستكشاف السنغال، وهي الفرصة التي اغتنمتها حياة واختارت بعد فترة وجيزة العيش بالسينغال من خلال ارتباطها بمواطن من تهذا البلد.

ولم تؤثر دينامية وتفاني حياة من أجل التحسيس بمعالجة المياه ومحاربة الأمراض الطفيلية، وهو المجال الذي تنشط فيه "إندا تيير موند"، في تعطشها للمعرفة والتعلم، إذ دخلت جامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار وحصلت منها سنة 1996 على دكتوراه السلك الثالث في الكيمياء.

وتحتفظ حياة بذكريات سعيدة من السنوات التي قضتها كطالبة بكلية العلوم والتكنولوجيا وكمساعدة مؤقتة بقسم الكيمياء بنفس المؤسسة (1993- 2000) تحت إشراف الأستاذ ليباس ديوب.

وأكدت أنه "خلافا لكليات الطب والصيدلة التي تضم عددا كبيرا من الطلبة المغاربة، كان عددنا قليلا جدا في كلية العلوم، لكننا لم نشعر يوما أننا أجانب في جو طلابي مريح".

وبعد ما يزيد عن سنتين قضتها بوزارة التعليم العالي بالسنغال حيث شغلت منصب رئيس قسم التكوين العالي في القطاعين العام والخاص، أعادتها الأقدار إلى أصولها الفاسية حيث صادفت مع مسارها المهني "سوب مانجمنت فاس"، وهي مجموعة مغربية للمدارس العليا للتكوين في مجال التدبير والتجارة والإعلاميات التي تسعى إلى افتتاح فرع في السنغال.

وهكذا أصبحت حياة قمر سنة 2004 المديرة التربوية ل"سوب مانجمنت دكار"، قبل أن تتولى منذ سنة 2006 مهمة التسيير والإدارة العامة للمؤسسة.

ولم يكن المسار المهني لحياة ليأخذ هذا المنحى لو لم يكن هناك استقرار أسري واجتماعي يحفز دينامية وانفتاح هذه الأم التي تحب بشكل منسجم هويتها المزدوجة المغربية السنغالية.

وأكدت أنه "إذا كان السنغال معروفا بكونه أرض استقبال وضيافة بالنسبة للأجانب، فإنه يخصص لنا دائما وضعا خاصا بصفتنا أشقاء مغاربة، ويمكننا القول بشكل قاطع بأننا كنا نشعر دائما كأننا في المغرب"، مبرزة التقدير الذي يحظى به المواطنون المغاربة في هذا البلد الشقيق، وكذا الروابط العريقة التي تجمع بين المغرب والسنغال.

وتتجلى " الهوية المزدوجة، التي تظهر حتى في الأطباق، كمؤهل وعامل للغنى"، حسبما أكدت حياة التي استطاعت الحفاظ على الروابط المتصلة مع المغرب ومدينتها الأصلية فاس، مضيفة أن إبنها البالغ من العمر 16 سنة الذي يزور بانتظام عائلة والدته في المغرب يعتز أيضا بالانتماء لشعبين.

واليوم، وبعد مضي ثلاثة وثلاثين سنة على أول زيارة لها للسنغال، حققت حياة قمر مسارا مهنيا غنيا وحياة اجتماعية وأسرية سعيدة، وذلك لا محالة بفضل القوة والمثابرة في العمل، وكذا بفضل عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين المغرب والسنغال.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

مختارات

Google+ Google+