الإثنين، 20 مايو 2024 00:59
مجلس الجالية المغربية بالخارج - مواضيع تم تصنيفها حسب التاريخ : الإثنين, 07 يناير 2013

سجل عام 2012، مع امتداد عمر التجربة المهجرية المغربية في أوروبا، على ارتفاع في حصلية المنجز الإنساني لمغاربة هذه القارة في مجتمع الاستقبال، يسجل هدما لمزيد من الحواجز وتقليصا لسطوة الهامش باتجاه مواقع داخل المركز. يحدث ذاك في قطاعات متنوعة في السياسة وفي التدبير الاجتماعي، في الفن والثقافة، وفي الرياضة وفي التكافل الإنساني وغيرها، وهم جميعا أبناء مهاجرين بسطاء لكنهم بنوا بسواعدهم جزءا كبيرا مما تحفل به هذه القارة من إنجازت في البينة التحتية والعمران وفي مجالات غيرها كثيرة. وشهد العام 2012 في الوجه الآخر لعملته تفاصيل محنة تُجابَه بعزم وصمود من قبل مغاربة دول أوروبية أقعدتها الأزمة الاقتصادية عن النهوض، وحشرتهم في خنادق يقاومون ببسالة وطأتها.

تألق رغم التحدي

يسجل أوروبيون من أصل مغربي خلال العام 2012 حضورا في أشد مجالات الحياة تنافسا وأكثرها احتداما: في مجال السياسة، والتدبير الاجتماعي والفن والثقافة.

في فرنسا تصبح نجاة بلقاسم سيدة من أصول مغربية خلال العام المنقضي، ناطقة باسم حكومة أقوى دولة أوروبية، ووزيرة للمرأة في ذات الحكومة، وتختارها صحيفة لوفيغارو من بين أبزر الشخصيات النسائية العشرين في العالم ووصفتها "بالاكتشاف السياسي" في بلادها خلال هذا العام.

و خلال هذا العام نفسه المنقضي 2012، نالت في بلجيكا، لأول مرة، بلجيكية من أصل مغربي تدعى نادية سمينات عمدة مدينة بهذا البلد الأوروبي بعد انتخابات محلية شهدتها البلاد.

وفي المجال الفني وبالبلد الأوروبي الذي يحتضن اكبر تجمع لمغاربة هذه القارة فرنسا ، تم اختيار شخصيتين فنيتين من أصول مغربية ضمن قائمة أبزر الشخصيات المحببة إلى الفرنسيين عام 2012، حيث حل الفنان الساخر جاد المالح ثانيا في القائمة التي أعدها معهد إيفوب الفرنسي بناء على استطلاع رأي. وأتى مواطنه من أصل مغربي جمال الدبوز وهو ممثل وكوميدي رابعا في ذات القائمة المحببة لدى الرأي العام الفرنسي.

 

وفي بلدين إسكندنافيين، هما السويد وفلندا، لم يغب نجم المغاربة عن السماء الفني والثقافي، فظفرت زينب نوكا طلحاوي وهي من أصل مغربي بدورة هذا العام 2012 من المسابقة الاوروبية للإذاعة والتلفزيون "اورفوزيون" لصالح دولة السويد التي تحمل جنسيتها. وفي العام ذاته حصدت مواطنة فلندية من أصل مغربي لقب حسناء فلندا للعام 2012.

وتعكس هذه الانجازات حجم البذل والعطاء والجهد الذي تقتضيه تحديات الانتقال من الهامش إلى قلب المركز في مجتمع تنافسي باحتدام.

مهاجرون مغاربة في مرمى تحرش اليمين

سجل العام 2012 فصلا آخر من فصول حملات اليمين الأوروبي المتنامية على المغاربة سواء ضمن تجمع المهاجرين أو ضمن الجالية المسلمة، أو حتى باعتبارهم مغاربة. وسجلت هذه السنة ارتفاعا لافتا في حدة هذا التحرش السياسي خصوصا مع مواعيد الاستحقاقات السياسية المحلية والوطنية. وبات المهاجرون عموما وبينهم المغاربة منذ بدأ الأزمة الاقتصادية عملة انتخابية مربحة لليمين لاستقطاب الأصوات الناخبة.

وعلى الرغم من أن حجم استهداف اليمين المتطرف سواء مثلا في فرنسا أو في هولندا خلال السنة 2012 شهدا ارتفاعا ملحوظا وموصولا أساسا بالتجليات الدينية لثقافتهم، إلا أن أكبر تحرش بالجالية المغربية في أوروبا جرى هذا العام في مدينة انزبروك النمساوية خلال الانتخابات المحلية في أبريل الماضي، حينما وضع مرشح حزب الحرية النمساوي ملصقا إعلانيا ينعت المغاربة باللصوص في حملته الانتخابية ، كتب على ذات الملصق"حب الوطن بدلا من حب اللصوص المغاربة". وشكل ذلك وجها من أبشع وجوه التوظيف الدعائي المغرض للمغاربة في الانتخابات المحلية من قبل اليمين الاوربي المتطرف. ويعتبر حزب الحرية النمساوي أكثر الأحزاب اليمينية تطرفا وهو يرفع شعار "النمسا بدون أجانب ولا مسلمين"، وتأسس في الخمسينات من طرف نازيين سابقين كان البعض منهم قد اعتقل في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

صلابة في مواجهة محنة الأزمة

يقضي مغاربة البلدان الأوروبية المتأثرة بالأزمة الاقتصادية، ظروفا صعبة بسبب ضيق فرص العمل، وشدة وطأة الأزمة وتدعياتها عليهم. وما يضاعف من هذه المحنة أنه يشتد ثقلها عليهم من جراء السياسات التي تتخذها حكومات البلدان الأوروبية المنغمسة في الأزمة في سياق التقشف الشامل الذي ينتهجونه لتقليص العجز.

ولم تكن القوانين التي تُسن بخصوص إقامات المغاربة مثلا في إسبانيا رحيمة بهم، إذ فقد الآلاف وثائقهم بعدما عجزوا عن تجديد الإقامة بسبب قلة فرص العمل، وشهد العام 2012 أكبر تداعيات ذلك وتمثل حرمانهم من التغطية الصحية الذي أقصرته سياسة التقشف على من يملكون الوثائق وظلوا من دونها، ولم يبق لهم من ملجأ غير تضامن الأطباء المحليين الذين رفضوا باسم أخلاق مهنة الطب إ غلاق ابواب المستشفيات العمومية في وجه من لايملك وثائق الإقامة.

وتبقى المحنة الأكبر لتداعيات الأزمة على المهاجرين المغاربة في إسبانيا، تلك التي تعيشها فئة واسعة من المغاربة تقدر بأكثر من عشرة آلاف ممن افقدوا منازلهم بعدما صادرتها البنوك بسبب عجرزهم عن تأدية الاقساط الشهرية، وتمعن هذه المحنة في دراميتها عندما تبلغ حدا لا يفقد فيها المهاجرون منازلهم فحسب، بل ايضا يُلْفون رقابهم مقيدة بدين يلاحقهم. وتبقى هذه أبرز وجوه محنة مغاربة إسبانيا في معركتهم مع طواحين الأزمة الحادة، يواجهونها بصلابة اكبر لتجاوزها.

المغاربة رافد من روافد التضامن الاجتماعي في اوروبا

على الرغم من أن مغاربة أوروبا هو واحد من التجمعات الأجنبية التي عصفت بها الازمة الاقتصادية، حيث أوقعت بهم اكبر عدد من الضرر: عطالة واسعة ، فقد لوثائق الإقامة وللتغطية الصحية، تحرش من اليمين المتطرف، إلا ان ذلك لم يقعدها عن التحول إلى فاعل يسعى في تخفيف الازمة وتداعياتها على شرائح اجتماعية متضررة بشكل أكبر ، ورفضت ان   تظل مجرد ضحية في وضع سلبي، بل بادرت إلى الفعل. ويتجلى ذلك في تنامي ظواهر التضامن والتكافل الاجتماعيين في بلدان الاستقباليكون ايطلها مهاجرون مغاربة .

ففي إيطاليا قرر مسلموا هذا البلد وبينهم العديد من المغاربة خلا ل هذا العام 2012، تخصيص زكاة الفطر لضحايا الزلزال الذي ضرب بلدة إيطالية وألحق بأهلها ضررا كبيرا حيث انتهى معظمهم إلى العراء، فقرروا تخصيص زكاة الفطر لتخفيف معاناتهم.

وفي مدن إسبانية بما فيها العاصمة مدريد انخرط شبان وشابات مغربيات بعضهم طلاب في حملة تضامن، يطعمون من خلالها، على الرغم من محدودية مواردهم، مشردين وأناسا بدون مأوى أومطعم لفظتهم ظروفهم الاقتصادية والمالية إلى أركان الشوارع. وقد تكون الصورة الدالة على ذلك والناطقة بحس تضامني لافت تلك التي رسمتها مغربيات مقيمات بمدريد وضعن بعضا من القليل مما يملكن ليهيئن وجبات طعام لعشرات المعوزين، ويخرجن إلى الشوراع مع فرقة من المتضاميين من مواطنين محليين لإطعام جوعى ليل المدينة البارد.

أولئك لم تقعدهن ظروفهن عن أن يصيرن غنيات بفعلهن على الرغم من قلة اليد، ويجسدن لونا آخر من ألوان التكافل ورافدا من روافد التضامن، ويصبغن بفعلهن ذالك وجه العام 2012، ببصمتهن الخاصة.

7-01-2012

المصدر/ موقع ألف بوست

عندما انتقل والدا جياجيا وانغ إلى برشلونة لأول مرة قادمين من الصين في تسعينات القرن العشرين، لم تكن لديهما أوراق عمل ولم يكونا يتحدثان الإسبانية. اقتاتت الأسرة على البيض. عملت والدتها ووالدها لمدة 12 ساعة يوميا في مطعم صيني.

وبعد خمس سنوات، اشتروا مطعما خاصا بهم من الأموال التي اقترضوها من أقاربهما من دون فائدة. وعملت هي وأخوها في غسل الصحون. وكان والداها يفترشان مرتبة في حمام شقتهما الضيق، حتى يتسنى للأطفال الدراسة ليلا في الغرفة الأخرى.

اليوم، بينما يقترب معدل البطالة بين الشباب الإسبان من نسبة 50 في المائة، تعمل وانغ، 24 عاما، التي درست الاقتصاد بجامعة هارفارد في منحة جامعية مدتها عام واحد، بأربع وظائف: تدريس لغة الماندارين وتقديم الاستشارات للمستثمرين الصينيين في إسبانيا وإدارة دار نشر وكتابة روايات رومانسية. وترسل مبلغا قيمته 1000 يورو، أو نحو 1300 دولار شهريا، لوالديها اللذين تقاعدا العام الماضي، على سبيل المثال.

تعبر قصة أسرتها عن الطرق التي تمكن من خلالها 170 ألف مهاجر صيني في إسبانيا، ليس من التعامل مع اقتصاد متأزم فحسب، بل أيضا من الازدهار بقوة، مدعومين بكثافة العمالة والنموذج الكونفوشيوسي القوي للولاء للأسرة، بينما تركت البطالة وخفض الخدمات الحكومية إسبانا آخرين في حالة كفاح مرير.

تقول وانغ: «الأسرة الصينية أقل اعتمادا على الحكومة لأن الأسرة هي عبارة عن دولة الرفاهية والمصرف والخدمات الاجتماعية مجتمعة معا في وحدة واحدة». وتضيف: «بالنسبة للصينيين الذين مروا بضائقات في أرض الوطن، لا يمثل العمل لمدة 16 ساعة يوميا مشكلة، وهذا جعلنا أكثر مرونة في أوقات الأزمات».

يبدو أن الحكومة الإسبانية نفسها قد أدركت أهمية هذا النجاح. ونظرا لعزمها القوي على جذب المهاجرين الصينيين، مررت في نوفمبر (تشرين الثاني) قانونا يمنح تصاريح إقامة للأجانب الذين يشترون منازل تزيد أسعارها على 160 ألف يورو، سعيا لتحقيق هدف محدد هو جذب الاستثمارات الصينية والروسية، بحسب مشرعين.

في ظل سعي الإسبان الأكثر تضررا للاحتفاظ بكل من وظائفهم ومنازلهم، يبدأ المهاجرون الصينيون في برشلونة ومدريد مشروعات ويشترون عقارات كاسدة نتيجة انفجار فقاعة الإسكان في إسبانيا. ومن بين الأجانب البالغ عددهم 8613 الذين دشنوا مشروعات خلال الأشهر العشرة الماضية، كانت نسبة 30 في المائة، أو 2569 شخصا، من الصينيين، بحسب الاتحاد الوطني للعاملين بشكل حر.

وذكرت شركة العقارات «إنفو تشاينا جستيون»، الكائنة في مدريد التي تركز على المستثمرين الصينيين، أن عدد المنازل المبيعة بسعر يتراوح ما بين 70 و100 ألف يورو لصينيين قد زاد إلى قرابة الضعف العام الماضي، ليصل إلى 813 منزلا. وقالت شركة العقارات «مستر هاوس» في مدريد إنها كانت تبيع 10 منازل على الأقل شهريا لصينيين، غالبيتهم دفع على الأقل 80 في المائة من سعر المنزل نقدا.

تساعد أنواع العمل التي ينجذب إليها العديد من المهاجرين الصينيين في إبراز نجاحهم، إضافة إلى أخلاقيات عملهم. وفي فترة أزمة اقتصادية، أصبحت الدكاكين وصالونات تصفيف الشعر ومحلات السوبر ماركت المملوكة لصينيين ذات هامش الربح المنخفض مصدر جذب للمستهلكين الإسبان الواعين جيدا بأسعار المنتجات.

«لولا المتاجر الصينية، لكانت صعوبة العيش قد ازدادت بالنسبة لنا».. هذا ما قالته إستر مادويرغا، 30 عاما، التي تعمل بائعة بأحد متاجر الأحذية الرياضية، بينما كانت تفحص ورق الملاحظات والأحزمة الجلدية وتماسيح بلاستيكية في متجر «وان هاندرد آند مور» المملوك لصينيين هنا.

وقال شي لي هي، 26 عاما، مدير المتجر ومسؤول الخزينة، إن العمل منتعش، ويرجع ذلك جزئيا إلى قيامه بتخفيض الأسعار عن طريق استيراد سلع رخيصة الثمن من الصين. عندما حاول شي، الذي تخرج لتوه في كلية إدارة الأعمال، النهوض بوظيفة بإحدى شركات التجزئة الإسبانية الضخمة، قال إن والدته زادت أجره إلى الضعف. وقد زود نوع النجاح الذي حققه المهاجرون الصينيون بقاعدة لأنواع من الاستثمارات الإضافية من الصين التي ضخت الحياة في اقتصاد إسباني كان مصيره الركود.

قبيل انفجار أزمة إسبانيا في عام 2008، كان الاستثمار الأجنبي الصيني في إسبانيا عديم القيمة. وفي العام الماضي، زاد حجم الاستثمار ليصل إلى 70 مليون يورو، بحسب وكالة الاستثمار الحكومية «آي سي إي إكس».

وقالت إيفانا كاسابوري، أستاذة التسويق الدولي بكلية «إيساد» لإدارة الأعمال في برشلونة، إن الشركات الصينية قد انجذبت لإسبانيا لأنها أتاحت بوابة منخفضة التكلفة لدخول الاتحاد الأوروبي، أكبر التكتلات التجارية في العالم. وقالت إيسلا راموس شافيس، الموظفة بشركة تصنيع الكومبيوتر الصينية «لينوفو»، إنه حتى مع الأزمة، ظلت إسبانيا – رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو – سوقا بدت الشركات الصينية متلهفة على اختراقها. وأضافت أن الشركات متعددة الجنسيات الصينية في إسبانيا تثبت قوتها، وهو الأمر الذي يرجع نوعا ما إلى كونها مدعومة بسوق محلية ضخمة في أرض الوطن.

وقال مسؤولون تنفيذيون بشركة «هاير»، وهي شركة الأجهزة المملوكة لصينيين، إن الأزمة الاقتصادية، بدلا من أن تشكل عائقا، وفرت فرصة، حيث إن الإسبان كانوا مستعدين للتفكير في الغسالات ذات الأسعار التنافسية وأجهزة التكييف، حتى لو كانت أسماؤها التجارية أقل شهرة. وقال سانتياغو بيلينغير، المدير العام لمكتب عمليات شركة «هاير» في إسبانيا: «إنني لست واثقا مما إذا كنا سنحقق النجاح في حالة استقرار السوق ونموها أم لا».

إن نجاح الوافدين الجدد الصينيين لإسبانيا لم يشر إلى نوع رد الفعل المعادي للمهاجرين الذي نراه في بعض أجزاء أوروبا التي تعاني من أزمات مالية مثل اليونان. وقال خبراء في شؤون الهجرة إن اتجاه إسبانيا المرحب نسبيا يعكس سياستها الانفتاحية الجديدة بعد القمع في سنوات حكم فرانكو، حينما كانت دولة هجرة. ومنذ اندلاع الأزمة، ساعدت عودة الآلاف من المهاجرين الأميركيين اللاتينيين إلى بلادهم الأم قادمين من إسبانيا في تخفيف حدة الضغط الواقع على كاهل القوى العاملة. وهذا لا يعني أن الجميع قد أيد نجاح الصينيين، ويشكو البعض من ترويج صورة نمطية عن الصينيين والاستهداف من قبل سلطات تطبيق القوانين.

في أكتوبر (تشرين الأول) ألقت الشرطة القبض على 80 شخصا ضمن حملة وطنية صارمة ضد العصابات الإجرامية الصينية المتورطة في جرائم غسل أموال وتهرب ضريبي. وصرحت الشرطة بأن انخفاض أسعار المنتجات الصينية قد أغرى بعض المستوردين بعدم الإعلان عن الشحنات القادمة من الصين، ومن ثم التهرب من الضرائب.

وهنا في برشلونة، قال خوسيه رودريغيز، صاحب «بورتا غاليغا»، المقهى التقليدي الكائن في حي إيكسامبل، إن الأسعار المخفضة لكل السلع بدءا من البيرة إلى الشامبو في المتاجر المملوكة لصينيين قد جعلت دخول الإسبان المنافسة مهمة مستحيلة. وهناك 12 مقهى تاباس مملوكا لصينيين على الأقل بالقرب من بنايته. وأضاف أنه قد يبيع مطعمه الخاص لمشترين صينيين بـ«السعر المناسب».

7-01-20121

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

تم تشكيل لجنة من الخبراء والمحامين للجوء إلى المحاكم المختصة لتأكيد رفض الجالية المغربية في هولندا للقرار الصادر من الحكومة الهولندية الذي ينص على إلغاء التعويضات العائلية.

ودعا بيان أصدرته " تنسيقية الجمعيات ضد إلغاء التعويضات العائلية " توصل به اليوم السبت مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء في أمستردام٬ المهاجرين المغاربة المقيمين في هولندا أو العائدين إلى المغرب٬ الذين تلقوا قرار تقليص تعويضات الصندوق الهولندي للضمان الاجتماعي ٬ إلى الاستشارة مع محام أو جمعية للدفاع عن حقوقهم.

وأوضح نفس المصدر أن التنسيقية تعتزم إعداد تقرير حول مستوى المعيشة ٬ بما في ذلك تكاليف التعليم والسكن في المغرب٬ للرد على ادعاءات الحكومة الهولندية بخصوص إلغاء تلك التعويضات٬ داعيا الحكومة المغربية إلى العمل بمزيد من الصرامة واتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد.

ووصفت التنسيقية قرار الحكومة الهولندية ب" المجحف" ٬ وهو الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من فاتح يناير عام 2013٬ وسيؤدي إلى قطع محتمل لمصدر رزق أسر مهاجرين مغاربة ٬ يقيمون حاليا في المغرب٬ ويخرق بشكل صريح مبدأ عدم التمييز وكذا مضمون الاتفاقيات الثنائية والدولية.

وأشار المصدر إلى أن قرار التقليص من التعويضات الذي اتخذته الحكومة الهولندية ٬ ويهم الأرامل والأيتام والأطفال وكذا المهاجرين المغاربة الذين اختاروا العودة بشكل نهائي إلى بلدهم الأم يشكل مقدمة لإلغائها عام 2014 .

وأقرت السلطات الهولندية خلال العام الجاري مبدأ بلد الإقامة بدلا من العمل لمنح التعويضات العائلية٬ الأمر الذي يعني أن الأشخاص المعنيين (الأطفال٬ والأرامل٬ والأيتام) سيتلقون إعانات من الدولة الهولندية على أساس مستوى المعيشة في بلد الإقامة.

وفي حالة المغرب٬ قررت وزارة الشؤون الاجتماعية خفض مبلغ التعويضات الممنوحة للمستفيدين من المساعدات بنسبة 40 في المائة.

واعتبر بيان أصدره المركز الأورو متوسطي للهجرة والتنمية٬ استنادا إلى استشارة أنجزت لفائدة الغرفة السفلى في البرلمان الهولندي٬ أن إقرار مبدأ بلد الإقامة للاستفادة من التعويضات العائلية يتعارض مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية٬ ويمكن للمحكمة الأوروبية اعتباره " تمييزا غير مباشر".

وأشارت الاستشارة - يضيف البيان - إلى المادتين 65 من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب و 5 من الاتفاق المبرم بين المملكتين بخصوص الضمان الاجتماعي٬ واللتين تحظران أي تمييز على أساس الجنسية بين المغاربة المقيمين بالخارج والأوروبين في مجال الضمان الاجتماعي٬ حيث جاء مقترح الحكومة الهولندية المتعلق بمراجعة اتفاقية ثنائية في هذا الشأن.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني أعلن في وقت سابق أن الحكومة المغربية اتخذت مجموعة من التدابير في أعقاب قرار السلطات الهولندية التقليص أو إلغاء معاشات المتقاعدين المغاربة المقيمين في بلدهم الأم.

وأوضح أن الحكومة نسقت مع بلدان أخرى٬ تعرض فيها المواطنون إلى نفس الإجراء ٬ خصوصا في مصر٬ وتونس ٬ وتركيا٬ لتحديد مداخله القانونية والدبلوماسية٬ مضيفا أن الوزارة أجرت اتصالا مع المنظمة الدولية للعمل لتنسيق المواقف وطلب استشارات قانونية لهذا الغرض.

وذكر العثماني أن البرلمان الهولندي أقر قانونا يلغي من جانب واحد اتفاقية تؤطر معاشات المتقاعدين وذوي الحقوق اعتبارا من يناير 2013.

7-01-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

سجل عام 2012، مع امتداد عمر التجربة المهجرية المغربية في أوروبا، على ارتفاع في حصلية المنجز الإنساني لمغاربة هذه القارة في مجتمع الاستقبال، يسجل هدما لمزيد من الحواجز وتقليصا لسطوة الهامش باتجاه مواقع داخل المركز. يحدث ذاك في قطاعات متنوعة في السياسة وفي التدبير الاجتماعي، في الفن والثقافة، وفي الرياضة وفي التكافل الإنساني وغيرها، وهم جميعا أبناء مهاجرين بسطاء لكنهم بنوا بسواعدهم جزءا كبيرا مما تحفل به هذه القارة من إنجازت في البينة التحتية والعمران وفي مجالات غيرها كثيرة. وشهد العام 2012 في الوجه الآخر لعملته تفاصيل محنة تُجابَه بعزم وصمود من قبل مغاربة دول أوروبية أقعدتها الأزمة الاقتصادية عن النهوض، وحشرتهم في خنادق يقاومون ببسالة وطأتها.

تألق رغم التحدي

يسجل أوروبيون من أصل مغربي خلال العام 2012 حضورا في أشد مجالات الحياة تنافسا وأكثرها احتداما: في مجال السياسة، والتدبير الاجتماعي والفن والثقافة.

في فرنسا تصبح نجاة بلقاسم سيدة من أصول مغربية خلال العام المنقضي، ناطقة باسم حكومة أقوى دولة أوروبية، ووزيرة للمرأة في ذات الحكومة، وتختارها صحيفة لوفيغارو من بين أبزر الشخصيات النسائية العشرين في العالم ووصفتها "بالاكتشاف السياسي" في بلادها خلال هذا العام.

و خلال هذا العام نفسه المنقضي 2012، نالت في بلجيكا، لأول مرة، بلجيكية من أصل مغربي تدعى نادية سمينات عمدة مدينة بهذا البلد الأوروبي بعد انتخابات محلية شهدتها البلاد.

وفي المجال الفني وبالبلد الأوروبي الذي يحتضن اكبر تجمع لمغاربة هذه القارة فرنسا ، تم اختيار شخصيتين فنيتين من أصول مغربية ضمن قائمة أبزر الشخصيات المحببة إلى الفرنسيين عام 2012، حيث حل الفنان الساخر جاد المالح ثانيا في القائمة التي أعدها معهد إيفوب الفرنسي بناء على استطلاع رأي. وأتى مواطنه من أصل مغربي جمال الدبوز وهو ممثل وكوميدي رابعا في ذات القائمة المحببة لدى الرأي العام الفرنسي.

 

وفي بلدين إسكندنافيين، هما السويد وفلندا، لم يغب نجم المغاربة عن السماء الفني والثقافي، فظفرت زينب نوكا طلحاوي وهي من أصل مغربي بدورة هذا العام 2012 من المسابقة الاوروبية للإذاعة والتلفزيون "اورفوزيون" لصالح دولة السويد التي تحمل جنسيتها. وفي العام ذاته حصدت مواطنة فلندية من أصل مغربي لقب حسناء فلندا للعام 2012.

وتعكس هذه الانجازات حجم البذل والعطاء والجهد الذي تقتضيه تحديات الانتقال من الهامش إلى قلب المركز في مجتمع تنافسي باحتدام.

مهاجرون مغاربة في مرمى تحرش اليمين

سجل العام 2012 فصلا آخر من فصول حملات اليمين الأوروبي المتنامية على المغاربة سواء ضمن تجمع المهاجرين أو ضمن الجالية المسلمة، أو حتى باعتبارهم مغاربة. وسجلت هذه السنة ارتفاعا لافتا في حدة هذا التحرش السياسي خصوصا مع مواعيد الاستحقاقات السياسية المحلية والوطنية. وبات المهاجرون عموما وبينهم المغاربة منذ بدأ الأزمة الاقتصادية عملة انتخابية مربحة لليمين لاستقطاب الأصوات الناخبة.

وعلى الرغم من أن حجم استهداف اليمين المتطرف سواء مثلا في فرنسا أو في هولندا خلال السنة 2012 شهدا ارتفاعا ملحوظا وموصولا أساسا بالتجليات الدينية لثقافتهم، إلا أن أكبر تحرش بالجالية المغربية في أوروبا جرى هذا العام في مدينة انزبروك النمساوية خلال الانتخابات المحلية في أبريل الماضي، حينما وضع مرشح حزب الحرية النمساوي ملصقا إعلانيا ينعت المغاربة باللصوص في حملته الانتخابية ، كتب على ذات الملصق"حب الوطن بدلا من حب اللصوص المغاربة". وشكل ذلك وجها من أبشع وجوه التوظيف الدعائي المغرض للمغاربة في الانتخابات المحلية من قبل اليمين الاوربي المتطرف. ويعتبر حزب الحرية النمساوي أكثر الأحزاب اليمينية تطرفا وهو يرفع شعار "النمسا بدون أجانب ولا مسلمين"، وتأسس في الخمسينات من طرف نازيين سابقين كان البعض منهم قد اعتقل في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

صلابة في مواجهة محنة الأزمة

يقضي مغاربة البلدان الأوروبية المتأثرة بالأزمة الاقتصادية، ظروفا صعبة بسبب ضيق فرص العمل، وشدة وطأة الأزمة وتدعياتها عليهم. وما يضاعف من هذه المحنة أنه يشتد ثقلها عليهم من جراء السياسات التي تتخذها حكومات البلدان الأوروبية المنغمسة في الأزمة في سياق التقشف الشامل الذي ينتهجونه لتقليص العجز.

ولم تكن القوانين التي تُسن بخصوص إقامات المغاربة مثلا في إسبانيا رحيمة بهم، إذ فقد الآلاف وثائقهم بعدما عجزوا عن تجديد الإقامة بسبب قلة فرص العمل، وشهد العام 2012 أكبر تداعيات ذلك وتمثل حرمانهم من التغطية الصحية الذي أقصرته سياسة التقشف على من يملكون الوثائق وظلوا من دونها، ولم يبق لهم من ملجأ غير تضامن الأطباء المحليين الذين رفضوا باسم أخلاق مهنة الطب إ غلاق ابواب المستشفيات العمومية في وجه من لايملك وثائق الإقامة.

وتبقى المحنة الأكبر لتداعيات الأزمة على المهاجرين المغاربة في إسبانيا، تلك التي تعيشها فئة واسعة من المغاربة تقدر بأكثر من عشرة آلاف ممن افقدوا منازلهم بعدما صادرتها البنوك بسبب عجرزهم عن تأدية الاقساط الشهرية، وتمعن هذه المحنة في دراميتها عندما تبلغ حدا لا يفقد فيها المهاجرون منازلهم فحسب، بل ايضا يُلْفون رقابهم مقيدة بدين يلاحقهم. وتبقى هذه أبرز وجوه محنة مغاربة إسبانيا في معركتهم مع طواحين الأزمة الحادة، يواجهونها بصلابة اكبر لتجاوزها.

المغاربة رافد من روافد التضامن الاجتماعي في اوروبا

على الرغم من أن مغاربة أوروبا هو واحد من التجمعات الأجنبية التي عصفت بها الازمة الاقتصادية، حيث أوقعت بهم اكبر عدد من الضرر: عطالة واسعة ، فقد لوثائق الإقامة وللتغطية الصحية، تحرش من اليمين المتطرف، إلا ان ذلك لم يقعدها عن التحول إلى فاعل يسعى في تخفيف الازمة وتداعياتها على شرائح اجتماعية متضررة بشكل أكبر ، ورفضت ان   تظل مجرد ضحية في وضع سلبي، بل بادرت إلى الفعل. ويتجلى ذلك في تنامي ظواهر التضامن والتكافل الاجتماعيين في بلدان الاستقباليكون ايطلها مهاجرون مغاربة .

ففي إيطاليا قرر مسلموا هذا البلد وبينهم العديد من المغاربة خلا ل هذا العام 2012، تخصيص زكاة الفطر لضحايا الزلزال الذي ضرب بلدة إيطالية وألحق بأهلها ضررا كبيرا حيث انتهى معظمهم إلى العراء، فقرروا تخصيص زكاة الفطر لتخفيف معاناتهم.

وفي مدن إسبانية بما فيها العاصمة مدريد انخرط شبان وشابات مغربيات بعضهم طلاب في حملة تضامن، يطعمون من خلالها، على الرغم من محدودية مواردهم، مشردين وأناسا بدون مأوى أومطعم لفظتهم ظروفهم الاقتصادية والمالية إلى أركان الشوارع. وقد تكون الصورة الدالة على ذلك والناطقة بحس تضامني لافت تلك التي رسمتها مغربيات مقيمات بمدريد وضعن بعضا من القليل مما يملكن ليهيئن وجبات طعام لعشرات المعوزين، ويخرجن إلى الشوراع مع فرقة من المتضاميين من مواطنين محليين لإطعام جوعى ليل المدينة البارد.

أولئك لم تقعدهن ظروفهن عن أن يصيرن غنيات بفعلهن على الرغم من قلة اليد، ويجسدن لونا آخر من ألوان التكافل ورافدا من روافد التضامن، ويصبغن بفعلهن ذالك وجه العام 2012، ببصمتهن الخاصة.

7-01-2012

المصدر/ موقع ألف بوست

بعد ثورة 25 يناير زادت تحويلات المصريين العاملين بالخارج بصورة ملحوظة، فبلغت الزيادة المتوسطة نحو 40% في العامين الماضيين حسب بيانات الحكومة. وهو ما اعتبر انعكاسا لتفاعل المصريين المغتربين مع دعوات الحكومة لدعم اقتصاد بلادهم الذي يواجه صعوبات أبرزها تفاقم عجز الميزانية العمومية.

زيادة تحويلات المصريين يتفق عليها الخبراء ولكنهم يختلفون بشأن نسبة الزيادة، فرأى بعضهم أن النسب المعلنة عن العام 2011 و2012 تضمنت تحويلات العاملين وغير العاملين، كما أشاروا إلى مساهمة الهجرة غير الشرعية في زيادة عدد المصريين بالخارج وكذلك زيادة التحويلات إلى مصر.

تشكيك

وإزاء الأرقام المعلنة عن تحويلات المصريين بالخارج في العامين 2011 و2012، عدها الخبير المصرفي أحمد آدم غير دقيقة، وقال إن الزيادة في حجم تحويلات المصريين تربو على 20% في 2011 ونحو 30% في 2012.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن نسبة 40% التي أعلنتها الحكومة عن الزيادة في تحويلات المغتربين قد تكون متضمنة التحويلات بكل أنواعها من العاملين والمصادر الأخرى.

ولفت آدم إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية للمصريين تسببت في زيادة تحويلات المصريين بالخارج بشكل ملحوظ. وطالب الحكومة بالسعي لتقنين أوضاع هؤلاء المهاجرين والمحافظة على كل حقوقهم في الدول التي يعملون بها.

وعن الحجم الذي تمثله تحويلات المغتربين المصريين، بيّن آدم أنها باتت تمثل المورد الثاني من النقد الأجنبي لمصر بعد عوائد الصادرات، وتجاوزت معدلات عوائد قناة السويس والسياحة أو الصادرات البترولية.

ونبه آدم إلى أن هناك تحويلات من بعض العاملين المصريين بالخارج لا تدخل الحسابات البنكية، مثل تحويلات العاملين المصريين في الأردن وليبيا، حيث إن معظمها تأتي عبر التحويلات الشخصية وتسلم باليد عبر الأصدقاء أو السائحين لمصر من هذه الدول.

وعن دور هذه التحويلات في دعم الاقتصاد المصري بعد ثورة 25 يناير، بين آدم أن هذه التحويلات عوضت تراجع عوائد السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر وخروج الأموال الساخنة من مصر بعد الثورة، وكذلك العجز بالميزان التجاري.

7-01-2012

المصدر/ عن الجزيرة نت

 

 

برشلونة- المهاجرون الصينيون في إسبانيا يحققون نجاحات رغم الأزمة

عندما انتقل والدا جياجيا وانغ إلى برشلونة لأول مرة قادمين من الصين في تسعينات القرن العشرين، لم تكن لديهما أوراق عمل ولم يكونا يتحدثان الإسبانية. اقتاتت الأسرة على البيض. عملت والدتها ووالدها لمدة 12 ساعة يوميا في مطعم صيني.

وبعد خمس سنوات، اشتروا مطعما خاصا بهم من الأموال التي اقترضوها من أقاربهما من دون فائدة. وعملت هي وأخوها في غسل الصحون. وكان والداها يفترشان مرتبة في حمام شقتهما الضيق، حتى يتسنى للأطفال الدراسة ليلا في الغرفة الأخرى.

اليوم، بينما يقترب معدل البطالة بين الشباب الإسبان من نسبة 50 في المائة، تعمل وانغ، 24 عاما، التي درست الاقتصاد بجامعة هارفارد في منحة جامعية مدتها عام واحد، بأربع وظائف: تدريس لغة الماندارين وتقديم الاستشارات للمستثمرين الصينيين في إسبانيا وإدارة دار نشر وكتابة روايات رومانسية. وترسل مبلغا قيمته 1000 يورو، أو نحو 1300 دولار شهريا، لوالديها اللذين تقاعدا العام الماضي، على سبيل المثال.

تعبر قصة أسرتها عن الطرق التي تمكن من خلالها 170 ألف مهاجر صيني في إسبانيا، ليس من التعامل مع اقتصاد متأزم فحسب، بل أيضا من الازدهار بقوة، مدعومين بكثافة العمالة والنموذج الكونفوشيوسي القوي للولاء للأسرة، بينما تركت البطالة وخفض الخدمات الحكومية إسبانا آخرين في حالة كفاح مرير.

تقول وانغ: «الأسرة الصينية أقل اعتمادا على الحكومة لأن الأسرة هي عبارة عن دولة الرفاهية والمصرف والخدمات الاجتماعية مجتمعة معا في وحدة واحدة». وتضيف: «بالنسبة للصينيين الذين مروا بضائقات في أرض الوطن، لا يمثل العمل لمدة 16 ساعة يوميا مشكلة، وهذا جعلنا أكثر مرونة في أوقات الأزمات».

يبدو أن الحكومة الإسبانية نفسها قد أدركت أهمية هذا النجاح. ونظرا لعزمها القوي على جذب المهاجرين الصينيين، مررت في نوفمبر (تشرين الثاني) قانونا يمنح تصاريح إقامة للأجانب الذين يشترون منازل تزيد أسعارها على 160 ألف يورو، سعيا لتحقيق هدف محدد هو جذب الاستثمارات الصينية والروسية، بحسب مشرعين.

في ظل سعي الإسبان الأكثر تضررا للاحتفاظ بكل من وظائفهم ومنازلهم، يبدأ المهاجرون الصينيون في برشلونة ومدريد مشروعات ويشترون عقارات كاسدة نتيجة انفجار فقاعة الإسكان في إسبانيا. ومن بين الأجانب البالغ عددهم 8613 الذين دشنوا مشروعات خلال الأشهر العشرة الماضية، كانت نسبة 30 في المائة، أو 2569 شخصا، من الصينيين، بحسب الاتحاد الوطني للعاملين بشكل حر.

وذكرت شركة العقارات «إنفو تشاينا جستيون»، الكائنة في مدريد التي تركز على المستثمرين الصينيين، أن عدد المنازل المبيعة بسعر يتراوح ما بين 70 و100 ألف يورو لصينيين قد زاد إلى قرابة الضعف العام الماضي، ليصل إلى 813 منزلا. وقالت شركة العقارات «مستر هاوس» في مدريد إنها كانت تبيع 10 منازل على الأقل شهريا لصينيين، غالبيتهم دفع على الأقل 80 في المائة من سعر المنزل نقدا.

تساعد أنواع العمل التي ينجذب إليها العديد من المهاجرين الصينيين في إبراز نجاحهم، إضافة إلى أخلاقيات عملهم. وفي فترة أزمة اقتصادية، أصبحت الدكاكين وصالونات تصفيف الشعر ومحلات السوبر ماركت المملوكة لصينيين ذات هامش الربح المنخفض مصدر جذب للمستهلكين الإسبان الواعين جيدا بأسعار المنتجات.

«لولا المتاجر الصينية، لكانت صعوبة العيش قد ازدادت بالنسبة لنا».. هذا ما قالته إستر مادويرغا، 30 عاما، التي تعمل بائعة بأحد متاجر الأحذية الرياضية، بينما كانت تفحص ورق الملاحظات والأحزمة الجلدية وتماسيح بلاستيكية في متجر «وان هاندرد آند مور» المملوك لصينيين هنا.

وقال شي لي هي، 26 عاما، مدير المتجر ومسؤول الخزينة، إن العمل منتعش، ويرجع ذلك جزئيا إلى قيامه بتخفيض الأسعار عن طريق استيراد سلع رخيصة الثمن من الصين. عندما حاول شي، الذي تخرج لتوه في كلية إدارة الأعمال، النهوض بوظيفة بإحدى شركات التجزئة الإسبانية الضخمة، قال إن والدته زادت أجره إلى الضعف. وقد زود نوع النجاح الذي حققه المهاجرون الصينيون بقاعدة لأنواع من الاستثمارات الإضافية من الصين التي ضخت الحياة في اقتصاد إسباني كان مصيره الركود.

قبيل انفجار أزمة إسبانيا في عام 2008، كان الاستثمار الأجنبي الصيني في إسبانيا عديم القيمة. وفي العام الماضي، زاد حجم الاستثمار ليصل إلى 70 مليون يورو، بحسب وكالة الاستثمار الحكومية «آي سي إي إكس».

وقالت إيفانا كاسابوري، أستاذة التسويق الدولي بكلية «إيساد» لإدارة الأعمال في برشلونة، إن الشركات الصينية قد انجذبت لإسبانيا لأنها أتاحت بوابة منخفضة التكلفة لدخول الاتحاد الأوروبي، أكبر التكتلات التجارية في العالم. وقالت إيسلا راموس شافيس، الموظفة بشركة تصنيع الكومبيوتر الصينية «لينوفو»، إنه حتى مع الأزمة، ظلت إسبانيا – رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو – سوقا بدت الشركات الصينية متلهفة على اختراقها. وأضافت أن الشركات متعددة الجنسيات الصينية في إسبانيا تثبت قوتها، وهو الأمر الذي يرجع نوعا ما إلى كونها مدعومة بسوق محلية ضخمة في أرض الوطن.

وقال مسؤولون تنفيذيون بشركة «هاير»، وهي شركة الأجهزة المملوكة لصينيين، إن الأزمة الاقتصادية، بدلا من أن تشكل عائقا، وفرت فرصة، حيث إن الإسبان كانوا مستعدين للتفكير في الغسالات ذات الأسعار التنافسية وأجهزة التكييف، حتى لو كانت أسماؤها التجارية أقل شهرة. وقال سانتياغو بيلينغير، المدير العام لمكتب عمليات شركة «هاير» في إسبانيا: «إنني لست واثقا مما إذا كنا سنحقق النجاح في حالة استقرار السوق ونموها أم لا».

إن نجاح الوافدين الجدد الصينيين لإسبانيا لم يشر إلى نوع رد الفعل المعادي للمهاجرين الذي نراه في بعض أجزاء أوروبا التي تعاني من أزمات مالية مثل اليونان. وقال خبراء في شؤون الهجرة إن اتجاه إسبانيا المرحب نسبيا يعكس سياستها الانفتاحية الجديدة بعد القمع في سنوات حكم فرانكو، حينما كانت دولة هجرة. ومنذ اندلاع الأزمة، ساعدت عودة الآلاف من المهاجرين الأميركيين اللاتينيين إلى بلادهم الأم قادمين من إسبانيا في تخفيف حدة الضغط الواقع على كاهل القوى العاملة. وهذا لا يعني أن الجميع قد أيد نجاح الصينيين، ويشكو البعض من ترويج صورة نمطية عن الصينيين والاستهداف من قبل سلطات تطبيق القوانين.

في أكتوبر (تشرين الأول) ألقت الشرطة القبض على 80 شخصا ضمن حملة وطنية صارمة ضد العصابات الإجرامية الصينية المتورطة في جرائم غسل أموال وتهرب ضريبي. وصرحت الشرطة بأن انخفاض أسعار المنتجات الصينية قد أغرى بعض المستوردين بعدم الإعلان عن الشحنات القادمة من الصين، ومن ثم التهرب من الضرائب.

وهنا في برشلونة، قال خوسيه رودريغيز، صاحب «بورتا غاليغا»، المقهى التقليدي الكائن في حي إيكسامبل، إن الأسعار المخفضة لكل السلع بدءا من البيرة إلى الشامبو في المتاجر المملوكة لصينيين قد جعلت دخول الإسبان المنافسة مهمة مستحيلة. وهناك 12 مقهى تاباس مملوكا لصينيين على الأقل بالقرب من بنايته. وأضاف أنه قد يبيع مطعمه الخاص لمشترين صينيين بـ«السعر المناسب».

7-01-20121

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

تسلمت العداءة المغربية نجاة الكرعة٬ أمس الأحد بدبي٬ جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي٬ في نسختها الرابعة٬ التي تمنح سنويا لشخصيات وأسماء رياضية تقديرا لها على إسهاماتها في مختلف الأصناف الرياضية.

ومنح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي٬ رئيس مجلس دبي الرياضي٬ هذه الجائزة التقديرية لنجاة الكرعة٬ خلال حفل تكريمي أقيم أمس بدبي٬ بحضور حشد كبير من الإعلاميين والرياضيين ومسؤولي الأجهزة الرياضية العربية والدولية٬ أبرزهم جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وذلك عن فئة "رياضي حقق نجاحات رياضية في ظل تحديات إنسانية كبيرة" بعد إحرازها ميدالية ذهبية وتحطيم رقم قياسي عالمي في دورة الألعاب الأولمبية الموازية "البارالمبية" الماضية في لندن.

وكانت بطلة رياضة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، نجاة الكرعة، قد توجت أفضل رياضية في المغرب لسنة 2012 مع "التنويه"، بعد الإنجاز المتميز الذي حققته في الألعاب الأولمبية الموازية بانتزاعها الميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص (إف 40)٬ بتسجيلها 37ر32م، محطمة بالمناسبة الرقم القياسي العالمي.

7-01-2012

المصدر/ موقع هسبريس + و م ع

مختارات

Google+ Google+