الأربعاء، 15 مايو 2024 07:02

منذ أن وطأت قدماها أرض القاهرة قبل حوالي أربعة عشرة سنة، سعت نادية الطبطبي، المنحدرة من مدينة الدار البيضاء، إلى نقل صور مميزة، عن المغرب في أرض الكنانة، وعن حضارة المملكة والتعريف بتراثها الثقافي عبر بوابات مختلفة من بينها على الخصوص، العمل الجمعوي.

من حواري مدينة فاس العتيقة، بدأت علاقة هند الخال، (30 عاما) بعالم التجارة والأعمال تتوثق وتكبر خطوة خطوة، وهي التي لم تزل بعد في عقدها الأول حينما كانت تحرص على مرافقة والدها، أحد المنعشين في الصناعة التقليدية بفاس، في رحلاته اليومية للتعاقد أو التفاوض مع الموردين والزبناء على حد سواء.

بصمت سامية رامي على مسار دراسي متميز بالمغرب وروسيا مكنها من أن تتقلد اليوم منصبا ماليا رفيعا بمجموعة الشركة العامة البنكية التي تتوفر على فروع في جميع أنحاء اليوم، وتعتبر اليوم واحدة من البنوك الرائدة على مستوى فيدرالية روسيا.

عديدة هي نجاحات المرأة المغربية في شتى بقاع العالم، تثابر وتكد وتجتهد في مجالات مهنية كثيرة، وتقدم صورة مميزة عن بلدها، بكل ما أوتيت من عزم وإصرار، لا تكترث لإكراهات البعد عن الوطن وأجواء الغربة وأحيانا لصعوبة الاندماج في بلدان الاستقبال.

يشارك مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء من 8 إلى 18 فبراير 2018، بإبداعات الكتاب المغاربة في الخارج، وذلك لتجدد اللقاء مع الجمهور المغربي، وطرح إشكاليات الهجرة المغربية والتحديات التي تواجه الجالية المغربية بالخارج عبر موائد مستديرة وندوات مفتوحة لتعميق النقاش حولها، في محاولة لاستلهام إجابات واقعية فعالة ومقبولة من طرف كافة الفاعلين.

في سياق التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مختلف دول إقامة الجالية المغربية في الثلاث سنوات الأخيرة، خصوصا مع تنامي التيارات اليمينية، ونشاط الجماعات الدينية المتطرفة، وانتشار مظاهر العنصرية والإسلاموفوبيا، تطرح قضايا الهوية والدين والثقافة نفسها أكثر من أي وقت مضى على أفراد الجالية المغربية بالخارج، وتفرض الحاجة إلى تفكير عميق وجدي لبلورة نموذج قادر على تحصين مغاربة العالم من ارتدادات هذه التحولات وتيسير اندماجهم في المجتمع المتعدد والمساهمة الإيجابية في ديناميته.

من خلال مشاركتنا في دورة هذه السنة من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي أضحى واحدا من أهم المواعيد الثقافية على الصعيد الدولي، نطمح إلى مناقشة وتحليل مختلف عناصر العيش في مجتمع متعدد بحضور مفكرين ومثقفين وأكاديميين وفاعلين سياسيين وثقافيين وجمعويين من مختلف دول الهجرة المغربية؛ وإبراز قيم التعدد والانفتاح الراسخة في الهوية المغربية وغنى الروافد المشكلة لها، وهي القيم التي يمكنها أن تقدم إجابات مناسبة في المعيش اليومي لمغاربة العالم في دول الإقامة؛ كما ستكون لنا فرصة عرض جوانب من تاريخ السفر والهجرة الذي بصم شخصية الإنسان المغربي وساهم في نحتها عبر الزمن، أمام جمهور الشباب من خلال برمجة خاصة تمزج بين الأنشطة التربوية والتثقيفية.

وكعادته في كل مشاركاته السابقة ضمن هذا الحدث الثقافي، ومن أجل مشاركة تراكمه المعرفي حول الهجرة المغربية وتقريبه من المؤسسات الوطنية والجمهور الواسع، سيعرض رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج آخر الإصدارات العلمية التي اهتمت بمختلف إشكاليات الهجرة المغربية، بالإضافة إلى المؤلفات الأدبية التي أبدعها الكتاب والشعراء المغاربة في المهجر.

عبد الله بوصوف

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج

Google+ Google+