الأربعاء، 15 مايو 2024 08:30

زمن بعيد مضى على غياب زعماء إفريقيا الكبار كالمغفور له جلالة الملك محمد الخامس و جمال عبد الناصر و نيلسون مانديلا. ها هي إفريقيا تستقبـل البوم، جلالـة الملك محمد السادس، كـقائـد جديد يحمل آمال شعوبها و حُلمها بمستقبل واعد، و يتقدمهم للدفاع عن مصالحهم، في زمن أوشكت فيه إفريقيا للإستسلام لقدرها المطبوع بالخضوع وتداعيات الحروب الأهلية و والتقلبات المناخية و النزوح الجماعي وتفريغ القارة السمراء من سكانها نحو الشمال بعيدا عن العطش والجـوع و العنف والإرهاب.

قائد وثقت فيه شعوب إفريقيا قبل قادتها، و أبان عن انشغاله بهموم تنمية القارة من خلال زيارته لمُدُنها و لقُراها ولأدغالها. لذلك فخطاب الـذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء من مدينة دكار، عاصمة السينغـال، يحمل في شقه الأول سابقة تاريخية لملوك المغـرب؛ وفي شقه الثاني عربون صداقة وأخوة لدولة السنغال، لأن الخطاب انطلاقـا من دكار ليس مدعاة  للتعجب، بل هو أمر طبيعي نظرا لمواقف السينغـال التاريخية التابثة في مساندة  قضايا المغرب العادلة وفي مقدمتها قضية  الصحراء المغربية؛ بل حتى أن الرئيس الـسابق "عبـدو ضيوف" علق على خروج المغرب من منظمة الـوحدة الإفريقية سنة 1984 بأنه «لا يُمكـن تصور المنظمة بدون المغرب… ».

كثيرون هم المغاربة الذين اختاروا الهجرة إلى الخارج واستطاعوا التألق في عدد من المجالات بعد أن ضاقت بهم السبل في بلادهم، ولكن قليلون منهم اشتغلوا في قطاع الأعمال وتمكنوا من النجاح، واستثمروا في قطاعات حيوية ليس فقط في البلدان التي هاجروا إليها، وإنما انخرطوا في استثمارات ضخمة عابرة للقارات.

رحلة دونكِيشُوتيّة تلك التي قام بها محمد بنزاكور، الهولندي ذو الأصل المغربيّ، قبل الاستقرار على وجوب إفراد جهوده للتعاطي مع التأليف الأدبيّ.. وإذا كانت هذه الرحلة بمملكة "الطواحين الهوائيّة" غاب عنها "الرفيق سانشُو" فإنّ الحضور المفضي إلى التألّق كان لأمّ محمّد، التي واكبت اشتداد عود ابنها قبل أن تدفعه، بما طالها من المرض، إلى العبور نحو النّاس من أبواب الإبداع السرديّ.

يشكّل مسار علي أوعاس، الهولندي المغربي ذو الـ45 عاما، نموذجا لما تدرّج عليه أبناء عمّال مهاجرين بسطاء من أجل التّموقع في مكانة أفضل من تلك التي تواجد بها الرعيل الأوّل من الجالية المغربيّة بهولندا؛ فأوعاس آمن بأنّ التطوّر الإيجابيّ مطلوبة مواكبته لتوالي الأجيال، مثلما أيقن بأنّ الرهان على الأخذ بزمام المبادرَة يبقى مربحا أكثر من أيّ خيار آخر يُتاح.

Google+ Google+