المهاجرات المغربيات في إفريقيا يتناولن قضية الهجرة من خلال مقاربة النوع

الثلاثاء, 10 نونبر 2009

شكلت الندوة التي نظمها المجلس الوطني للمغاربة في السينغال،نهاية الأسبوع الماضي بدكار،مناسبة لاثارة النقاش حول الهجرة ومقاربة النوع للقضايا المرتبطة بوضعية النساء المقيمات في مختلف بلدان الاستقبال بالقارة الإفريقية .

فقد تناولت ممثلات العديد من الجمعيات التي تعنى بالنساء المهاجرات بإفريقيا خلال هذا اللقاء المنظم بتعاون مع تجمع النساء المغربيات في إفريقيا،قضية الهجرة من زاوية جديدة.

ويتعلق الأمر بالنساء كفاعلات نشيطات في الهجرة على المحور جنوب-جنوب وهو الشق الذي غالبا ما يتم تجاهله في النقاشات حول قضية الهجرة رغم ديناميته القوية التي تخول مجالا واسعا للبحث السوسيولوجي.

وفي هذا السياق،أشاد مدير التعاون بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج السيد فؤاد بنمخلوف،في كلمة بالمناسبة،بهذه المبادرة التي ساهمت في الفهم الجيد لقضايا الهجرة من خلال إدماج مقاربة النوع .

وأبرز أن مقاربة من هذا النوع من شأنها إثراء النقاش الإيجابي حول الهجرة و رؤية واقع الجالية المغربية المقيمة بالخارج بشكل جيد،مذكرا في هذا الصدد،بالجهود المبذولة من طرف المؤسسة من خلال مرصدها،من أجل التوصل إلى معطيات ذات جدوى حول الجاليات المغربية المقيمة بالخارج في مختلف البلدان.

وأكد أن الهدف الرئيسي من هذه المقاربة،التي وضعتها المؤسسة،يتمثل في التعرف بشكل جيد على واقع الجالية المغربية في الخارج من أجل تقديم خدمات أحسن بغض النظر عن بلدان الاستقبال .

من جانبها،ذكرت السيدة فاطمة موهاجير،مسؤولة بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بالأهمية التي تكتسيها مقاربة النوع في النقاشات المتعلقة بالهجرة ،مؤكدة أن المرأة باتت تشكل مايناهز 50 في المائة من نسبة الجالية المغربية بالخارج.
وأوضحت أنه إذا تمكنت مهاجرات مغربيات من النجاح في الاندماج بالبلدان المضيفة من خلال إثبات حضورهن في واجهة المشهد السياسي وعلى الصعيد الجمعوي،فليس هذا هو الحال بالنسبة للعديد من المهاجرات اللواتي يوجدن في وضعية صعبة،ومعزولات ومحرومات من أي ضمان لحقوقهن الأساسية.

وشددت على ضرورة أن تستهدف أي مبادرة او استراتيجية تهم النساء المهاجرات الاندماج الجيد في بلدان الاستقبال،وضمان حقوقهن الكاملة،مذكرة بأن الوزارة تعمل حاليا على تطوير محاور الخدمات لفائدة النساء المغربيات المقيمات في إفريقيا .

بدورها ،قدمت فريدة بنمهدي عن تجمع النساء المغربيات في إفريقيا لمحة موجزة حول هجرة النساء في مختلف بلدان القارة السوداء،باعتبارها هجرة قديمة مقارنة بالهجرة الى البلدان الأوروبية.

وتتطلب وضعية النساء المقيمات بإفريقيا جنوب الصحراء اهتماما خاصا بالنظر إلى أنهن معرضات أكثر لمشاكل مختلفة يرتبط بعضها بالأعراف التي لا تتطابق في الغالب مع مبادئ المساواة بين الجنسين.

وأشارت إلى أنه بسبب نقص مهول في الدراسات والأبحاث حول هذا النوع من الهجرة جنوب-جنوب فإن النظرة إلى النساء في إفريقيا تشوبها الأحكام الجاهزة والنمطية داعية مختلف المتدخلين في مجال الهجرة إلى تدارك هذا النقص في المعلومات بهدف إعطاء صورة حقيقية عن المغاربة في البلدان الإفريقية.

ومن جهته ذكر سفير المغرب بدكار السيد الطالب برادة بالقفزة التي حققها المغرب في مجال النهوض بوضعية المرأة طبقا لروح الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

وقال إن التقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال جعل المغرب رائدا في القارة الإفريقية من خلال إصلاحات جريئة تهدف إلى إرساء مبادئ المساواة بين الجنسين مذكرا بالمشاركة المكثفة للنساء في الحياة السياسية وحضورهن الكبير في مختلف واجهات التنمية.

وأشار إلى أن الجالية المغربية المقيمة بالسينغال تعد من أقدم الجاليات مبرزا الإندماج المثالي للجالية المغربية في هذا البلد من خلال مشاركتها في مختلف قطاعات الأنشطة لتصبح بذلك فاعلا نشيطا في التنمية بالسينغال.

وقد عرفت هذه التظاهرة مشاركة نساء مغربيات مقيمات بتونس والسينغال وكوت ديفوار والغابون وموريتانيا. كما حضرتها نساء مغربيات ينشطن في المجال الجمعوي بفرنسا وهولندا وإيطاليا .

وتم خلال هذا اللقاء بحث عدد من المواضيع منها بالخصوص "التاريخ،والسياق والمحيط السوسيوقانوني للهجرة النسوية" و"الهويات النسوية،نزاعات وعلاقات اجتماعية" و"النساء والهجرة،المواطنة والديمقراطية" و"المجال الاقتصادي والتنمية المستدامة".
وقارب الخبراء ورجال القانون ،خلال هذا اللقاء،مسألة الأحوال الشخصية بين البلد الأصل وتشريعات بلدان الاستقبال بالنظر إلى تعدد حالات الزواج المختلط في ما يتعلق بالهجرة النسوية.

المصدر: وكالة المغرب العربي


«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+