باريس- الرابور المغربي 'لا فوين' في جولة فنية لتقديم ألبومه الرابع

الخميس, 14 أبريل 2011

اختار شباب الضواحي الباريسية، ذوو الأصول المغاربية، تغيير الصورة النمطية التي رسمتها عنهم بعض وسائل الإعلام الفرنسية، عبر اتخاذ الفن والموسيقى وسيلة للتعبير عن أنفسهم، وسلاحا للدفاع عن حقوقهم وخياراتهم.

وخلال السنوات القليلة الماضية، برزت بعض الأسماء الفنية المتميزة، خاصة مجال السلام والراب، وعلى رأسهم الرابور المغربي العوني موحد، الشهير بـ "لا فوين" La Fouine، الذي كان حديث الساعة في مختلف البرامج الفنية الفرنسية، وفي المحطات الإذاعية، بمناسبة صدور ألبومه الرابع "La Fouine Vs Laouni"، الذي حمله بعض نذوب المحنة، التي تعرض لها في حياته، ووميض الأمل في استشرافه للمستقبل، الذي يخصص له جولة فنية بمختلف المدن الفرنسية، منذ 9 أبريل الجاري، إلى غاية 19 نونبر المقبل.

في هذا الألبوم، يكشف الرابور المغربي "لافوين"، المتحدر من أسرة مغربية بسيطة من أم وأب عاملين بدلا كل ما في وسعهما من أجل تأمين حياة كريمة لأطفالهما السبعة، وتمكينهم من ولوج المعاهد الموسيقية لتفجير طاقاتهم ومواهبهم الفنية، عن وجهين مختلفين، ويطرح فرضية الجمع - في شخص واحد - بين وجه رجل العصابات المدمن على المخدرات، ووجه رب العائلة الرومانسي والملتزم بروح المسؤولية.

 

وجهان متناقضان، قد يصعب إيجاد رابط يصل بينهما، لكنهما يشكلان نواة سيرة "لا فوين" الممتدة لثلاثين سنة، التي يمكن تقسيمها إلى مرحلتين، مثل ألبومه الجديد، الذي يعد مراجعة لمساره، إذ يقدم في الجزء الأول من الألبوم جانبا من شخصية مغني الراب المغربي، الذي طرد من المدرسة في سن الخامسة عشرة، وسجن بسبب قضية متعلقة بالترويج للمخدرات، قبل أن يصبح واحدا من أهم وجوه الراب في فرنسا، ويعتلي هرم المبيعات، ويؤسس عائلة، ويسمي ابنته فاطمة، رغبة منه في ربطها بأصولها المغربية.

يلج الجزء الأول من الألبوم بالمستمع إلى عوالم الضواحي الباريسية المظلمة، حيث تتعدد مشاهد العنف الجسدي واللفظي، بين المخدرات والمطاردات البوليسية، ويحكي "لا فوين" عن ذلك بالعربية والفرنسية، في لغة تطغى عليها العدائية تجاه الآخر (الخائن، والغيور، والأبيض)، عدائية موجهة صوب بعض القيود الاجتماعية، نجدها في أغاني "نهار الشيطان"، و"سلُم عليهم"، و"بافانا ... بافانا"، و"اتركهم يتكلموا"، نبرة ليست بغريبة على أغنية الراب المتداولة بين أوساط المهاجرين.

وفي الجزء الثاني، يكتشف المستمع روح المغني الهادئة، ويجد شخصية مختلفة تماما عما يتداول حول المهاجرين من صور سلبية، ويسمع صوت العقل والمنطق فيه، ويراجع "لافوين" سنوات الشباب الأولى ويقدم اعتذارا لوالده في أغنية "بابا"، ويتذكر جوانب مضيئة من حياته السابقة في أغنية "ضوء"، ويستعيد خيبة المراهقة في "تأتي من السماء"، الموجهة إلى والدته، التي أداها مع المغنية الجزائرية زاهو.

يأتي ﺃلبوم "لافوين" الجديد بعد تقديمه العشرات من الكليبات لأغاني ألبوماته السابقة: "ملء الصوت" 2004، و"ذهاب وإياب" 2006، و"معالمي" 2009، الذي وزعت منه 150 ألف نسخة.

المصدر/ جريدة المغربية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+