أمستردام- مصطفى الهلالي... قائد مغربي في الجيش الهولندي

الإثنين, 14 مايو 2012

بعمر 22 عاما أصاب الملل مصطفى من العمل كموظف في البنك. دخل بكل حشرية الى متجر الوظائف العائد للجيش الهولندي واقتنع على الفور. خلال أسابيع قليلة بدأ تدريبه الأول بالزي العسكري للجيش الهولندي. بعدها تم إرساله في مهمات عسكرية الى البوسنة وأفغانستان والعراق.

- ماذا يعني ان تكون مسلما ومغربيا في الجيش الهولندي؟

ينظر في الجيش بشكل إلى خلفيتك الدينية او العرقية بشكل اقل مما يحصل في المجتمع المدني. في الجيش انت تنتمي الى نفس المجموعة مثل الآخرين، وتلبس الزي العسكري نفسه، وتخدم نفس الهدف. بالتالي تصبح الاختلافات اقل أهمية. في الغالب لا يلاحظ الكثير من الناس أنني مسلم، الا في شهر رمضان مثلا لأنني لا اذهب لتناول الغداء معهم.

بطريقة ما لديك ميزة في الجيش كمغربي هولندي. انا من عائلة مغربية تقليدية فيها تنظيم هرمي واضح. والدي كان، إذا جاز التعبير، الجنرال في البيت وامي الكولونيل. شخص لديه خلفية من هذا القبيل، يحتاج لمجهود اقل للتعود على حياة الجيش، مقارنة مع شخص نشأ في أمستردام وتربى بطريقة ليبرالية.

- كيف كانت ردة فعل عائلتك وأصدقائك على قرارك بالانضمام الى الجيش الهولندي؟

عدم تصديق جماعي، ليس اعتراضا على الجيش، بل لأنني كمراهق كنت اكرر مرارا عدم رغبة بان أصبح عسكريا. بعد ان تجاوزوا الدهشة ومع مرور الوقت، زاد عدد الذين كانوا يشجعونني بالقول " حسنا فعلت، هذه مهنة جيدة!

- يرى العديد من المسلمين الهولنديين الحرب في أفغانستان والعراق على أنها عدوان غربي على الاسلام. هل وجهت اليك على مر السنين مثل هذه التعليقات؟

يحدث أحيانا ان اسمع مثل هذا التعليق. لكن بنظري انا إن أمريكا هاجمت أفغانستان والعراق لأسباب سياسية وليس من اجل شن حرب على الإسلام. لو كان الامر كذلك، عندها كان يتوجب مهاجمة السعودية، لانها المركز الديني للاسلام، وليس العراق او أفغانستان. في نهاية المطاف، الامر يعود لاعتبارات سياسية، وكون غالبية السكان مسلمة، برأي ان الأمر هو من قبيل الصدفة.

- عندما تمضي عطلتك في المغرب، ماذا يقول الناس هناك عندما يعلمون انك منضوي الى جيش بلد آخر؟

في كثير من الاحيان تكون مفاجأة سارة لهم. في وسائل الإعلام يسمعون دائما ان احوال المغاربة سيئة في اوروبا. عندها اقول لهم: يمكنك ان تنتقد ما شئت، لكن في هولندا باستطاعة مصطفى هلالي المسلم ان يصبح برتبة رائد ( ميجور) في القوات المسلحة الهولندية. يروق للناس سماع مثل هذا الامر . في المغرب، وحسب معرفتي، لم يستطع اي شخص بخلفية مسيحية او يهودية ان يحقق ذلك.

- لقد خدمت في بلدان مسلمة مثل البوسنة وافغانستان والعراق. بسبب التوتر الناجم عن الحرب لربما حصل ان تلفظ احد الزملاء من الجنود بعبارات مسيئة للمسلمين.

أُطلقت بعض الملاحظات البسيطة، لكن هذا يحدث في كل المؤسسات. وفي وضع متأزم تعرف من اين تأتي مثل هذه، اذا اتت من زملاء، اقول لنفسي نحن في ظل اوضاع ضاغطة ويحدث احيانا ان يكون هناك زلات لسان. عندها اقول "ربما حان الوقت لابقاء فمك مقفلا ونناقش الامر لاحقا". بعدها يتبين ان الامر ليس كراهية موجهة للمسلمين بل مجرد وضع ضاغط.

- هل استفدت من خلفيتك المسلمة في بلدان مثل افغانستان والعراق؟

في العراق كان علي التواصل مع السكان المحليين، مثل زعماء القبائل، لانني اتكلم العربية. كمسلم يمكنك في كثير من الاحيان ان تتخيل ما يدور في بالهم من افكار. في احد المرات كان هناك شخص، واول ما فكرت فيه ان هذا الرجل يشبه عمي تماما. من حيث طريقة مقاربته للاشياء.

وفي افغانستان شاركت في عيد الاضحى بصلاة مشتركة في مسجد محلي. هذا الامر اعجب السكان كثيرا. تكسر بذلك صورة راسخة لديهم، يرون عسكريا هولنديا بينهم ويصلي مثلهم. يأتي الناس اليك ويلقون التحية عليك ويسألون هل هناك المزيد من المسلمين لديكم؟ انها لحظات جميلة بالنسبة لك كجندي هولندي واعتقد هي كذلك بالنسبة للسكان المحليين .

- كمغربي لديك تلقائيا جنسية مزدوجة. البعض من الهولنديين يجدونها فكرة غير سارة ان يكون هناك اشخاص في الجيش لديهم ولاء اقوى لدين آخر وبلد آخر. ما رأيك بذلك؟

اعتقد ان هذا هراء. هذه اهانة لمئات العسكريين من خلفية اسلامية والذين ذهبوا بمهمات تحت العلم الهولندي الى البوسنة والعراق وافغانستان والتشاد وغيرها من البلدان. انها اهانة ان نقول لهم : نحن لا نثق بكم . لا يوجد سبب لذلك. لقد تعاطينا في القوات المسلحة منذ فترة طويلة مع اناس من خلفيات دينية وعرقية مختلفة. لم يحصل ابدا ان ارتكب احد الخيانة العظمى.

14-05-2012

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+