باريس- مواجهة برلمانية بين ميلنشون ومارين لوبن حول مستقبل العرب والمهاجرين في فرنسا

الخميس, 24 مايو 2012

تشهد الانتخابات التشريعية الفرنسية التي ستجري خلال الشهر المقبل مواجهة فريدة من نوعها تتمثل في التنافس بين زعيمة الجبهة الفرنسية ماري لوبين التي تتبنى خطابا عنصريا خاصة ضد العرب والمسلمين وترغب في طردهم من فرنسا وبين جان لوك ميلنشون زعيم جبهة اليسار الذي يعتبر العرب أساسيين لمستقبل هذا البلد الأوروبي.

وبعد شهر من الانتخابات الرئاسية التي أوصلت الاشتراكي فرانسوا هولند الى رئاسة البلاد وخروج نيكولا ساركوزي، ستجري انتخابات تشريعية الشهر المقبل لاختيار الحكومة التي ستنبثق عنها الأغلبية البرلمانية، وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم الحزب الاشتراكي.

لكن الأنظار تتوجه الى منطقة 'با دو كالي' أقصى شمال فرنسا التي ستحتضن أبرز مواجهة برلمانية بين جان لوك ميلنشون ممثلا لجبهة اليسار ضد ماري لوبين ممثلة اليمين القومي المتشدد 'الجبهة الوطنية' وهي التي حصلت في الانتخابات الرئاسية خلال الجولة الأولى على 18' بينما حصل ميلنشون على قرابة 12'.

وتفيد استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات التشريعية أن الفوز سيكون من نصيب ماري لوبين في الجولة الأولى بقرابة 34' وفي المركز الثاني ميلنشون ب 28' في حين سيحصل ممثل الحزب الاشتراكي على 18' واليمين التقليدي المعتدل على 16'. وخلال الجولة الثانية سيحصل ميلنشون على 55' وماري لوبين على 45'.

وتبقى أهمية هذا الصراع الذي يتابعه الرأي العام الفرنسي باهتمام كبير في الخطاب السياسي لكل من ميلنشون وماري لوبين، وهما خطابان متعارضات جذريا. فماري لوبين ترفع شعار الحد من الهجرة وطرد مئات الآلاف من المهاجرين من فرنسا ولاسيما الذين يهددون الهوية الفرنسية مثل العرب والمسلمين. واعتمدت في حملتها الانتخابية الخاصة برئاسيات فرنسا على خطاب قوي ضد العرب متهمة إياهم بمحاولة فرض تقاليد إسلامية على المجتمع الفرنسي.

وفي المقابل، تعهد ميلنشون بالعمل من أجل حرمان ماري لوبين من الوصول الى البرلمان الفرنسي حتى لا تنشر 'إديولوجيتها المقيتة'، لهذا تعّمد الترشح في الدائرة نفسها التي تقدمت فيها ماري لوبين في 'با دو كالي'، ويؤكد أن عمل الديمقراطيين هو الحيلولة دون وصول الجبهة الفرنسية الى المؤسسات الديمقراطية للدولة الفرنسية.

وأحدث ميلنشون الذي ولد في مدينة طنجة شمال المغرب منعطفا تاريخيا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة عندما قال في تجمع انتخابي ضخم في مارسيليا 'لقد أبدع العرب في الطب والعلوم قبل حقبة الأنوار الأوروبية، وليس هناك مستقبل لفرنسا بدون العرب والأمازيغ، فبيننا وبين المغاربيين توجد وشائح الأخوة''.

24-05-2012

المصدر/ جريدة القدس العربي

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+