كيف تحتفي أميركا بمواطنيها العرب؟

الثلاثاء, 29 أبريل 2014

يحتفل العرب الأميركيون في الولايات المتحدة في شهر نيسان/ أبريل من كل عام بالتراث العربي الأميركي، فتقام أنشطة واحتفالات وندوات، ورحلات ترفيهية وامسيات فنية تسلط في مجملها الضوء على إسهامات العرب في الولايات المتحدة.

وتخصص ولايات عدة، من بينها ميريلاند وجورجيا وأوهايو ونيوجرسي هذا الشهر للإحتفاء بالتراث العربي- الأميركي، وإسهامات الجالية العربية وتكريم المتميزين من شبابها.

فميريلاند، التي يعيش فيها نحو 8000 شخص من أصول عربية، كانت أول ولاية أميركية تعتمد هذا التقليد وذلك عام 1999.

احتفال بنكهة خاصة

للإحتفال بتراث العرب في أميركا نكهة خاصة، إذ يشهد طفرة في المواضيع التي تتناولها وسائل الاعلام عند الحديث عن العرب، خصوصا وأنه غالبا ما يرتبط مصطلح "العربي" في الأخبار بشيء ما غير إيجابي.

و في حين كان موضوع العام الماضي "فخورون بتراثنا، فخورون بأن نكون أميركيين"، وظف الاحتفال هذه السنة شعار "قوة الحوار الثقافي المتبادل على الطريق إلى الوعي".

وشيئا فشيئا يكتسب هذا النشاط المزيد من الأهمية، وذلك بفضل التزايد المطرد لعدد الجاليات ذات الأصول العربية في الولايات المتحدة، إذ تقدر الإحصائيات الرسمية وجود حوالي أربعة ملايين أميركي من أصول عربية.

وتشير تقارير صادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي عام 2000 أن اللبنانيين الأميركيين يشكلون أكبر مجموعة من العرب في الولايات المتحدة، بمعدل لبناني واحد لكل أربعة من المهاجرين العرب. علما أن الهجرة العربية إلى الولايات المتحدة الأميركية بدأت بكثافة قرابة عام 1880، حسب الموقع الرسمي للمؤسسة العربية الأميركية على الإنترنت.

وفي تقرير صادر على موقع America.gov، تشير إحصائيات إلى أن التنوع الديني هو سمة العرب الأميركيين، فهم متنوعون كما في بلدانهم الأصلية، إذ تكونت الموجة الأولى من المهاجرين العرب من المسيحيين، لكن عدد العرب المسلمين يتسارع بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

مشاهير عرب

وقد ساهم المهاجرون العرب في إثراء ثقافة البلاد، إذ اهتم عدد كبير منهم بالفن ،الثقافة والأدب، بالإضافة إلى السياسة والاقتصاد.

ومن بين هؤلاء الأميركيين من أصول عربية الشاعر جبران خليل جبران، والممثل الأميركي توني شلهوب، وأول أستاذة لدراسات المرأة في كلية هارفارد للاهوت ليلى أحمد، وداليا مجاهد المديرة التنفيذية في مؤسسة غالوب، وأحمد زويل الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء.

كما احتل أميركيون من أصول عربية مراكز قيادية وفي الحكومة الأميركية، منهم وزير النقل الأميركي السابق راي لحود، ورئيس مختبر الدفع النفاث في وكالة الفضاء الأميركية ناسا البروفسور شارل العشي.

ويتولى المركز الثقافي العربي تنظيم احتفالات شهر التراث العربي الأميركي بشكل رئيسي، بمشاركة من منظمات المجتمع المحلي.

وتعاني الجالية العربية، حسب كتاب وصحافيين عرب من النظرة إليهم كغرباء، على الرغم من وجودهم لفترات طويلة ومساهماتهم الكبيرة في الولايات المتحدة، بحيث اقترن التاريخ الأميركي بأسماء العديد من المشاهير العرب، ومن بينهم أحد شخصيات الاستقلال، الجندي ناثان بدين، الذي قتل في المعارك ضد الجيش البريطاني في الحرب الأهلية.

ورفض رئيس مركز الحوار العربي في واشنطن السيد صبحي غندور، في حديث لموقع "راديو سوا"، نظرية "الوعاء المذيب" التي يصف بها كثيرون المجتمع الأميركي، معتبرا أن الموضوع يتعلق بانسجام الهويات وليس بذوبانها.

وقسّم غندور المهاجرين العرب إلى ثلاثة أقسام: الأميركيون العرب وهم من هاجروا من بلدانهم العربية منذ زمن بعيد، والعرب الأميركيون، والقسم الأخير من المهاجرين الجدد الذين هاجروا في السنوات القليلة الماضية.

واعتبر غندور بأن الهوية العربية هي هوية ثقافية وليست هوية عنصرية، وبالتالي، فإنه من السهل عليها التفاعل مع الهويات الأخرى ولا تمثل نقيضا للهوية الوطنية أيا كانت تلك الهوية.

عن موقع الحرة

 

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+