"الأهرام" المصرية: أولياء مصر الصالحون مغاربة

الخميس, 27 غشت 2015

هذه المرة لا مديح للملك "محمد السادس" ولا هجاء لرئيس الحكومة "عبد الإله بن كيران" الذي يوصف غالبا في الإعلام المصري بـ " الإخواني" . هذه المرة أيضا لا أزمة في علاقات البلدين يتطلب الحال تجاوزها. هكذا من دون مناسبة سياسية نشرت اليوم صحيفة "الأهرام" المصرية تحقيقا بعنوان "أولياء مصر الصالحون مغاربة "، وإن وضعت في نهاية العبارة علامتي تعجب.

 التحقيق الذي شغل صفحة كاملة في أعرق وأقدم صحف القاهرة قاطبة تحدث عن انتشار الأولياء الصالحين الذين يجلهم المصريون خاصة من الأوساط الشعبية في مختلف ربوع  البلاد. ويبدأ التحقيق من جبل "حميثرة" " ميناء" "عيذاب" على البحر الأحمر الذي كان يتوقف به الحجيج القادمون من المغرب في طريقهم الى الربوع المقدسة عبر ميناء جدة منذ قرون وخلال عصور توالت فيها على مصر الدول الفاطمية والأيوبية والمملوكية.

 وقالت الصحيفة ان أهل الصوفية القادمون من مدن الأندلس والمغرب استقر العديد منهم في رحله العودة من الحج بربوع مصر وماتوا ودفنوا في ترابها. وتحولت قبورهم إلى مزارات يقصدها المصريون منذ مئات السنين. كما أضيف الى هذه المقابر مساجد تحولت إلى منارات للإيمان. وذكرت «الأهرام" من بينهم سيدي"أحمد البدوي" المولود بفاس، والذي استقر بطنطا وتوفي بها عام 675 هجرية. وسرعان ما تحول مقامه إلى مزار يحج إليه ملايين المصريين سنويا مع ذكري مولده. كما أصبح مسجده "الأحمدي" أهم جامع أو جامع الجوامع في دلتا مصر. وباسمه تأسس المعهد الأحمدي بطنطا. وهو من أكبر وأعرق معاهد الأزهر الشريف.

والى أقصي الشمال تزخر مدينة الإسكندرية ثاني المدن المصرية بأحياء عدة تحمل أسماء أولياء الله الصالحين من أهل المغرب. ومن بينها "الشاطبي " و "الطرطوشي " . لكن لاشيء في هذه المدينة ـ التي ظلت عاصمة لمصر لمئات السنين قبل القاهرة ـ يعدل في شهرته مقام ومسجد سيدي "أبو العباس المرس " المطل على البحر المتوسط. وهو من أئمة التصوف على الطريقة " الشاذلية". وتوفى في الإسكندرية عام 686 هجرية بعدما عاش بها لأكثر من أربعين عاما. ومازال الكثير من أهل المدينة يعتقدون بان " المرسي أبو العباس " يحفظ مدينتهم من كل سوء بكراماته. وعلما بان مقام ومسجد هذا الولي يقع في حي "بحري" الشعبي.

وتشير الصحيفة إلى انه حتى أقاصي الصعيد جنوب مصر تعمر المدن بالمغاربة أولياء الله الصالحين. وثمة هنا جغرافيا كاملة من مزارات الأضرحة والمساجد التي يتنقل بينها المصريون طلبا للشفاعة وفق رزنامة " أجندة" تواريخ سنوية توافق ميلاد كل منهم. في مدينة قنا يستظل الناس بذكرى سيدي "عبد الرحيم القناوي". وفي الأقصر يزاحم مقام ومسجد سيدي " أبو الحجاج الأقصري" شهرة معابد الفراعنة وآثارهم .ويوصف بأنه " الولي الزاهد شيخ الزمان".

 كاتب التحقيق "أبو العباس محمد" نقل عن الأديبة المصرية الراحل  عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" قولها: "التواصل الشعبي بين مصر والمغرب له جذوره العميقة ويرتبط بأولياء الله الصالحين المغاربة الذين انتشروا في كل أنحاء مصر وصارت منازلهم وزواياهم مقامات ومدراس شعبية عامرة بالمريدين".

هذا التحقيق الصحفي يأتي على خلاف ما تنشره وسائل الإعلام المصرية بين حين وآخر من مواد تسئ لصورة المغاربة، وخصوصا عندما تحمل صفحات الجريمة أخبارا عن فتيات مغربيات جئن الى مصر ليمتهن الدعارة والسحر والشعوذة. ولعل آخر هذه الأخبار ما نشرته صحيفة "الدستور" الأسبوع الماضي عن العثور على فتاة مغربية قالت انها "سيئة السمعة و تقوم بأعمال السحر" مقتولة في شقة تستأجرها بحي "مصر الجديدة" بالقاهرة.

عن موقع لكم

«أبريل 2022»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
Google+ Google+