الإسلاموفوبيا تتنامى بعد هجمات باريس وسط حذر مغاربة بريطانيا

الأربعاء, 25 نونبر 2015

لم تكن الأحداث الإرهابية التي عاشتها باريس، في الـ13 من نونبر الجاري، سببا في ارتفاع مظاهر الإسلاموفوبيا في فرنسا وحدها، بل يبدو أن الظاهرة التمييزيّة العدائية انتشرت في مختلف ربوع البلدان الأوروبية، ووصلت حتى بريطانيا التي كانت تعتبر، إلى حد قريب، بلدا للسلم والتعايش بين مختلف الديانات؛ وهو ما جعل الجالية المغربية بالمملكة المتحدة تعيش وسط حذر تام، وتوجس من أي اعتداء.

تضخّم الإسلاموفوبيا

كشفت منظمة "تيل ماما" البريطانية، التي تعلن عنايتها برصد الاعتداءات ضد المسلمين على أساس عقيدتهم، تسجيل 115 فعلا عنصريا ضد مسلمي فرنسا منذ هجمات باريس؛ وهو ما جعل الإسلاموفوبيا ترتفع بـ300 في المائة، وفق المؤسسة المذكورة.

وحسب معلومات المنظمة، التي نشرتها صحيفة "الإندبندنت"، فإن أكثر من تعرضوا للهجمات كن نساء وفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 14 و45 سنة، ترتدين الحجاب، فيما المعتدون هم ذكور بيض تتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 سنة.

وأشار المصدر نفسه إلى أن أكثر الاعتداءات التي تم الإبلاغ عنها تقع في أماكن عامة، وفي الحافلات والقطارات، مشيرا إلى أنه تم الاعتداء على 34 امرأة ترتدي الحجاب، و8 أطفال، إضافة إلى تلقي مجموعة من المسلمين سيلا من الشتائم، ونعتهم بأنهم "إرهابيون" أو "قتلة". كما أوضح التقرير أن معظم النساء كن يصمتن على هذه الشتائم؛ نظرا لعدم وجود من يدافع عنهن، إذ يفضل أغلب المواطنين الحياد السلبيّ.

مغربيات محجبات

الجالية المغربية في بريطانيا، مثلها مثل جل الجاليات المتحدرة من بلدان تدين غالبية شعوبها بالإسلام، أحست بنوع من التغيير في التعامل، وبعض الاضطراب بعد أحداث باريس الإرهابية، خاصة الفتيات المحجبات اللواتي يعد لباسهن رمزا لانتمائهن الديني.

وفي هذا الإطار قالت سارة عبد الجليل، شابة مغربية تعمل في لندن: "منذ قدومي إلى هنا لم أحس بعنصرية في التعامل، ولكن، بطريقة ضمنية، أحسن، من خلال نظرات الناس، بعتاب أو ريبة غير مصرح بهما، خاصة حينما يقترن المعطَى بالنظر إلى محجبة".

وأردفت سارة قائلة: "بعد ما تناهت إلى مسمعي حوادث الكراهية، وبعد تلقي إنذارات من أصدقاء مقيمين بالمملكة المتحدة قبلي، أصبحت حذرة جدا، فلا أتأخر وسط بعض المناطق المعروفة بكونها معقلا للمتطرفين، خاصة شمال لندن، وعندما أقصد القطار أو المترو أبتعد عن السكة، خاصة بعد ما حدث لسيدة محجبة تم دفعها من طرف متطرف إلى مسار العربات؛ وأحاول التردد على مناطق معروفة بتواجد جالية شمال إفريقيا والشرق الاوسط بكثرة".

وأكدت سارة أن هذا التغيير سببته أحداث باريس، قائلة: "بسبب ما حصل أجدني موضوعة، ضمنيا، في موقع الاتهام، وعلي أن أبذلي جهدا من أجل أن تثبتي العكس للآخرين هنا في بريطانيا".

وزادت الشابة المغربية أنها، لتجاوز الأمر، تحاول أن تثبت ببعض التصرفات أنها اندمجت في مجتمعها الجديد، وتقبل بقواعده، في محاولة للدفاع عن النفس، مضيفة: "أحاول أن أثبت أنني وافدة على هذا المجتمع وأقبل عقده الاجتماعي، وقواعد التعايش المشترك مع مختلف مكوناته".

أخبار "داعش"

في الحين الذي بدأ البعض يتلمس مظاهر الإسلاموفوبيا بعد أحداث باريس، يرى البعض الآخر أن الظاهرة بدأت معالمها تظهر منذ أن احتلت أخبار تنظيم ما بات يعرف بـ"داعش" نشرات الأخبار وأولى صفحات الجرائد الورقية بالمملكة.

وفي هذا الإطار، قال رامي الروداني، مغربي مقيم في بريطانيا منذ سنوات، "قد تكون هجمات باريس سببا في ارتفاع حوادث تعنيف المسلمين في بريطانيا، لكنه من المؤكد أنها تنامت قبل ذلك، وتحديدا منذ أن احتلت أخبار تنظيم الدولة الإسلامية نشرات الأخبار وصفحات الجرائد".

وأشار المتحدث إلى أن مقاطع "فيديو" انتشرت، قبل هجمات باريس وبعدها، تظهر تعنيف نساء محجبات، مردفا: "وصل الأمر في أحد الفيديوهات إلى تصوير رجل يرمي بامرأة محجبة في اتجاه قطار الأنفاق، ولحسن الحظ أنها اصطدمت بالباب ولم تصب بمكروه".

الروداني ذكر أيضا، بتصريحه، أن الشرطة البريطانية تتعامل بحزم مع تزايد مظاهر الإسلاموفوبيا، كما يتم نشر صور المعتدين للوصول إلى اعتقالهم؛ بل وتقرر أن يوضع تجريم قانوني للإسلاموفوبيا إسوة بما يتم في إطار ما يمكن تصنيفه معاداة للسامية.

عن موقع هسبريس

 

«مايو 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
Google+ Google+