08 أكتوبر - جنيف - السويسريون منقسمون بخصوص بناء الصوامع

الخميس, 08 أكتوير 2009

أثار الملصق الذي أنجزه حزب الاتحاد الديمقراطي للوسط "اليمين المحافظ" السويسري لدعم مبادرته الشعبية "ضد بناء الصوامع" في البلاد، والتي سيجري التصويت عليها في 29 نونبر القادم، جدالا واسعا داخل الأوساط السياسية والإعلامية في الديار السويسرية.

وكانت اللجنة الفدرالية السويسرية لمناهضة العنصرية، وهي الهيئة التي أحدثتها الحكومة لتفعيل مقتضيات المعاهدة الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري، قد أعربت عن تأييدها لمنع تعميم هذا الملصق في الأماكن العمومية. ويظهر الملصق سيدة محجبة أمام العلم السويسري المكسو بالصوامع.

وشددت اللجنة الفدرالية، من خلال موقفها من المدن السويسرية، على أن ملصقات أصحاب المبادرة المناهضة لبناء الصوامع، تجسد سيناريوها مأساويا يسئ للساكنة المسلمة المسالمة في سويسرا.

واعتبرت اللجنة أن من شأن ذلك تهديد الاندماج المجتمعي والأمن العام، واقترحت القيام بتقييم دقيق للمصالح بين حرية الرأي، والحماية من الميز العنصري ووقاية المجتمع السويسري من الأنشطة المولدة للحقد والكراهية.

إلا أن المدن السويسرية منقسمة بخصوص ملصق حزب الاتحاد الديمقراطي للوسط، ذلك أن سلطات بال ولوزان وإيفردان لي بان، قد منعت إلصاق هذا الملصق في الشوارع، معتبرة أنه ينم عن تصور عنصري خطير ومرفوض، فضلا عن كونه يتعمد خلطا غير مقبول بين أشخاص يعتنقون الدين الإسلامي وإرهابيين محتملين.

وفي المقابل سمحت جنيف بتعميم هذا الملصق فوق ترابها، لكنها أبدت استياءها لذلك.

وبعد ان اعتبرت الملصق مستفزا وصادما، أوضحت ساندرين ساليرنو المستشارة الإدارية، أن السلطة التنفيذية لجنيف لا ترغب في أن تجعل من أصحاب هذا الملصق ضحايا للديمقراطية.

وعلى نفس المنوال سارت مدينتا لوسيرن وزوريخ، فبالرغم من إدانتهما الصريحة لمضمون ومرامي الملصق المناهض لبناء الصوامع، حيث اعتبر تجريحا في حق الساكنة المسلمة المسالمة، فقد سمحتا بتعميم هذا الملصق بحجة "احترام حرية التعبير عن الرأي السياسي".

ويذكر أن المبادرة ضد بناء الصوامع أطلقتها سنة 2008 مجموعة مكونة من السياسيين من الاتحاد الديمقراطي للوسط والاتحاد الديمقراطي الفدرالي (حزب مسيحي محافظ) الذي يشن من جهته حملته الخاصة في هذا الصدد.

وقد اعتبر الاتحاد الديمقراطي للوسط أن الصوامع لاتكتسي طابعا دينيا، لكنها تحمل دلالة واضحة على مطلب سياسي ديني للسلطة يمس بالحقوق الأساسية.

أما الاتحاد الديمقراطي الفدرالي، فرغم تشبثه بحرية التدين في الديار السويسرية، فقد أوضح أن منع بناء الصوامع لا يعني منع ممارسة الدين الإسلامي، على اعتبار أن المنع يطال الصوامع فقط، التي تمثل معالم ترمز للغزو الإسلامي.

وحسب استطلاع للرأي فإن أغلبية السويسريين (3ر51 في المائة) يرفضون مبادرة الملصق إذا ما جرى التصويت يوم الأحد القادم. فقد أيد النص 9ر34 في حين أن 8ر13 من المستجوبين لم يحددوا موقفهم بعد. كما أن الرجال عارضوا النص أكثر من النساء.

ويذكر أيضا أن الحكومة والبرلمان بسويسرا قد دعيا إلى رفض المبادرة باسم المساواة في المعاملة وحرية التدين ومناهضة الميز العنصري.


و م ع

الصحافة والهجرة

Google+ Google+