أطفال وشباب يكتشفون غنى الشخصية المغربية بين أروقة معرض مغاربة مهاجرون ورحالة

الخميس, 12 مايو 2016

كعادته منذ افتتاحه يوم 20 أبريل 2016 استقبل معرض "مغاربة مهاجرون ورحالة" الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج في رحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، مرة أخرى أفواجا من تلاميذ المدارس الإبتدائية والإعدادية يوم 11 ماي في إطار الأنشطة التربوية التي تقام على هامش المعرض.

تربية الشباب على الاختلاف وقبول الآخر.

يقترح هذا المعرض إجراء سفر عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الهجرة والرحلة كتقليد قديم جعل من المجتمع المغربي مجتمع تنوع وملتقى للثقافات وفضاء حيويا منفتحا على العالم؛ ويفتح المجال للتعرف على المسارات الفريدة لمغاربة دبلوماسيين وأدباء ومستكشفين وعلماء دين ومبدعين، كما يبرز الروافد المتعددة التي أسهمت في إثراء الحضارة المغربية، وهو واقع ترجمته ديباجة دستور 2011 .

وفي هذا الإطار فإن فكرة جلب تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية المغربية تهدف إلى تسليط الضوء على تلاميذ المدارس المغربية القريبة أو البعيدة لتستفيد من الثراء المعرفي الذي يقدمه المعرض من خلال الإبحار في رحلة عبر التاريخ لاكتشاف أبناء المغرب المهاجرين منذ القدم والتعرف على إضافاتهم في مجالات متعددة أغنت قاموس الشخصيات المغربية، وكذلك لإدراك أهمية الهجرة في العالم ككل بمعناها الإيجابي.

وهو ما يؤكده، يوسف حجي، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، والذي يقوم بتنشيط هذا العمل التربوي لفائدة التلاميذ "هدف المعرض تربوي بالإساس لتعريف التلاميذ بأن الهجرة والاختلاف عموما هي من بين السمات الأساسية للهوية المغربية، وهو ما ندعمه بواسطة لعبة بيداغوجية حول الشخصيات التاريخية المغربية منذ جوبا الثاني، وفاطمة الفهرية مرورا بحسن الوزان والشريف الإدريسي وصولا إلى الهجرات العمالية الحديثة والأعلام المغربية في مجالات الفن والرياضة والثقافة في دول الهجرة".

منهجية تواصلية حديثة

بلغ عدد التلاميذ من مختلف المستويات الذين زاروا معرض "المغاربة مهاجرون ورحالة" في إطار الزيارات التي برمجها مجلس الجالية المغربية بالخارج حوالي 300 تلميذ يمثلون مؤسسات تعليمية وبشراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني في الرباط والدار البيضاء والكموني، حيث يتضمن البرنامج المخصص لكل مجموعة بالإضافة إلى جولة في أروقة المعرض، زيارة إلى ضريح محمد الخامس باعتباره ملكا عاش تجربة المنفى والغربة، وينتهي بزيارة لمدينة سلا المعروفة تاريخيا بمدينة القراصنة.

هناء، إكرام، عيسى، أيمن... وآخرون من التلاميذ المشاركين أدلوا بدورهم عن مدى استفادتهم من هذا اللقاء التفاعلي والتواصلي الذي أغنى رصيدهم المعرفي في مجال الهجرة وساعدهم بشكل كبير على تطوير قدراتهم التواصلية والتعرف على أشخاص جدد وأماكن لم يسبق لهم معرفتها.

"يمثل هذا اللقاء فرصة لتعرف تلاميذ المؤسسة على المهاجرين والرحالة المغاربة وتقريبهم من مجموعة من الشخصيات، كون التاريخ هو أساس معرفة هذا الجيل بوطنه باعتبارهم شباب المستقبل، كما عبرت عن فرحهم وحماسهم للمشاركة في مثل هذا اليوم"، تقول فاطمة العيادي، حارسة عامة بمؤسسة أحمد الراشدي بسيدي مومن بالدار البيضاء.

وبالإضافة إلى الجو تفاعلي والتشاركي الذي تتيحه زيارة هؤلاء التلاميذ للمعرض، والأفكار الجديدة التي يطلع عليها هؤلاء الشباب حول جوانب من تاريخ المغرب والقيم التي يكرسها السفر والهجرة، باعتماد منهجية تربوية وتواصلية حديثة تتماشى مع حاجيات هذا الجيل؛ يستمر معرض مغاربة مهاجرون ورحالة في الانفتاح على التلاميذ المغاربة من خلال صفحته على الفايسبوك التي تقدم بشكل مبسط أهم محاور وشخصيات المعرض.

سارة جبة*

صحافية متدربة

الصحافة والهجرة

Google+ Google+