لم يكن محمّد السعدي، حتّى العشرينيات من عمره، يعي بأن للمجتمع المدني والعمل النقابي آليات من شأن استثمارها أن يعمّ بالنفع على نطاق واسع من الناس الذين لا يجدون من يدافع عن مصالحهم.. وحين تأتت لمحمّد فرصة للهجرة، بقصد أوروبا عقب طول مقام وسط المغرب، لم يكن يخال بأن مشروعه الدراسيّ سيستمرّ حتّى النجاح المبتغَى، بينما الألق الحقيقي لن يرتبط بمستقبله إلاّ عبر بوابة العمل الاجتماعي والتركيز على قضايا المهاجرين.

شدّته أحلام الهجرة كما شدّه التخصّص، قبلها، إلى دروس التاريخ والجغرافيا.. فما كان منه إلاّ أن اختار اختراق الحدود الجغرافيّة بحثا عن كتابة تاريخه بشكل مغاير يزيح عنه صعوبات العيش ويمكّنه من تحقيق الرغبة في معرفة مجتمعات ساكنين ببلدان أخرى غير المغرب.

لم يألف عبد الحق أزموز التخطيط بدقّة لتفاصيل سير حياته ضمن الفضاءات التي تنقل وسطها حين تواجده بالمغرب، ضمن مرحلتَي الطفولة والشباب، لكنّه حرص على تنميَة قدراته تجاه تحديد المرامي واختيار الوسائل وبدائلها من أجل تدبير كل مرحلَة من حياته.

تعتبر فاطمة خاشي واحدة من مغربيات العالم التي كسرت الصورة النمطية التي اقترنت بالمهاجرين المغاربة الحاجين إلى إيطاليا بغرض مقاسمة بيئة العيش مع أصليي البلد والأجانب المستقرين به.. مستثمرة في ذلك قدراتها الذاتيَة، وتحفيزات محيطها، إلى جوار الإساءات التي طالتها لفظيا دون أن تتمكّن من نسيانها لحدود الحين.

هي شابّة بنت حياتها على "التجربة والخطأ".. مؤمنة بأن نهاية مرحلة لا يمكن أن يكون غير بداية لمراحل أخرى قادمة.. أو هكذا جعلتها تعتقد خبرتها التي راكمتها ما بين فاس والناظور وألميريا وبريتشيا، وعدد من فضاءات العيش التي تواجدت بها طيلة العقود الثلاثة المنصرمة.. إنها مريم الودغيري الإدريسي التي تستقر حاليا بالشمال الإيطاليّ ضمن عصارة تجربة هجرة لم تكن تحلم بها، أو قررتها، في وقت مبكّر من عمرها..

اختير سنة 2013 من بين أفضل عشرة مقاولين بهولندا، ويوجد اليوم على رأس شركة (إتيرنال سان) المتخصصة في تكنولوجيات محاكاة الطاقة الشمسية والمستقرة بمدينة ديلفت بالأراضي المنخفضة، التي أسسها منذ ثلاث سنوات فقط، تلك هي قصة نجاح الشاب المغربي شكري موساوي الذي خبر ميدان الطاقة المتجددة بل وساهم في إحداث ثورة في مجال محاكات الطاقة الشمسية وقياس فعالية الألواح وجودتها.

"وُلِد ليُلاَقي النجاح حيثما حلّ وارتحل".. أو هذا ما يدلّ عليه مساره حين التدقيق في محطّاته المتناثرة ما بين المغرب، وطنه الأمّ، وإيطَاليَا، مستقرّه الحالي، كما بدول الخليج والبلدان الأنكلُوسَاكسُونيّة التي يمتدّ إليها تعامله المهنيّ الحين في مجالات الهندَسة والاستثمار ومناقشات حوار الحضارات.

لوحاته أشبه بالمقطوعات الموسيقية، ونوتاته تحاكي الحروف والأشكال الهندسية التي تتدافع لكنها تحافظ على انسجامها، متناثرة هنا وهناك، تلك هي حروف مصطفى الزوفري، الفنان التشكيلي المغربي المقيم ببلجيكا التي ترفض الانصهار في ذلك القالب الذي صممه خطاط أصيل.

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+