مجلس الجالية المغربية بالخارج - مواضيع تم تصنيفها حسب التاريخ : الخميس, 18 أكتوير 2012

أطلقت اللجنة الأميركية العربية لمناهضة العنصرية في الولايات المتحدة حملة للضغط على شركة قطارات أنفاق العاصمة واشنطن من أجل حملها على توضيح موقفها من الإعلانات التي نشرتها منظمة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية"، والتي تحمل حسب اللجنة عبارات عنصرية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

وانضمت إلى هذه المبادرة 127 منظمة مسيحية ويهودية وإسلامية، إضافة إلى جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان وحرية الرأي، وذلك بهدف إقناع شركة مترو الأنفاق للنأي بنفسها عن هذا الإعلان المثير للجدل، الذي يصف المسلمين بالوحوش في حين يصنف إسرائيل على أنها "المتحضر الذي يجب مساندته".

ويقول القائمون على هذه الحملة إنهم يأملون في أن يسيروا على خطى الجمعيات الناشطة في كل من نيويورك وسان فرانسيسكو، اللتين نجح فيهما الناشطون في إرغام شركتي مترو الأنفاق في المدينتين على الاستجابة لمطالبهم.

وتقف منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" ضد نشر الإعلانات التي تدعو إلى الكراهية والعنصرية، وتقول سيسيلي سوراسكي العضو الناشط في المنظمة، إن انضمامها للمبادرة يهدف إلى قطع الطريق أمام "جماعة عنصرية تعتقد أن انتقاد الإسلام هو وسيلة لخدمة إسرائيل".

وتضيف سيسيلي في تصريحات لموقع "الحرة" أن منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" واجهت دوما مثل هذه التصرفات التي "تقوم على أساس العنصرية والكراهية للغير. نحن مجبرون على الوقوف دوما ضد أي نوع من الكراهية في كل مكان في الولايات المتحدة".

ومن جانبه يصر ديفيد وارن رئيس اللجنة الأميركية العربية المناهضة للعنصرية المشرفة على الحملة، على الذهاب بعيدا بهذه المبادرة إلى غاية إرغام شركة مترو واشنطن على توضيح موقفها من الإعلانات المثيرة للجدل، وإعلانها الصريح أنها لا توافق على ما جاء في هذه الإعلانات.

ويضيف وارن أن لجنته بعثت بالتنسيق مع المنظمات المسيحية واليهودية والمدافعة عن حرية الرأي وحقوق الإنسان رسالة إلى شركة مترو الأنفاق حملت ثلاثة مطالب رئيسية، تتمثل في توضيح موقفها الرافض لفحوى الإعلانات، وعقد اجتماعات دورية مع ممثلين عن الجالية العربية والمسلمة من أجل مناقشة تفاصيل القضية، إضافة إلى السماح لها بنشر إعلانات بجانب تلك المثيرة للجدل، لكن هذه المرة للدعوة إلى التسامح.

حملة مسيئة

ومن المنضمين إلى هذه المبادرة التحالف الفلسطيني المسيحي من أجل السلام في الشرق الأوسط، الذي أبدى بدوره رفضه لمثل هذه الإعلانات "المسيئة للجالية العربية والمسلمة".

ويأمل فيليب فرح، مؤسس التحالف أن يتمكن أصحاب المبادرة من دفع شركة مترو الأنفاق إلى الاستجابة لمطالبهم.

وكان قاضي محكمة اتحادية في واشنطن قد حكم لصالح منظمة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية"، وذلك من خلال إجبار إدارة مواصلات منطقة واشنطن، المسيرة لمترو الأنفاق على السماح بنشر الإعلانات المثيرة، بعد أن رفضت الإدارة في البداية نشر الإعلانات لخشيتها من وقوع أعمال عنف، على ضوء الضجة الأخيرة حول الفيلم المسيء للإسلام.

وطلب محامي الإدارة من هيئة المحكمة تأجيل الإعلان عن الحكم القاضي بالسماح بنشر الإعلانات، فيما وصفه بمنح "فترة تهدئة قبل وضع الإعلانات".

غير أن هذا الطلب أثار جدلا واسعا في صفوف العديد من القانونيين الذين أكدوا أن تأخير الإعلان عن الحكم يتناقض مع روح التعديل الأول في الدستور الأميركي الذي يضمن حرية الرأي، وحجتهم في ذلك أن القوانين الأميركية لا تتوفر على نصوص تقيد ما يمكن اعتباره "خطاب كراهية".

الإعلان لم يثر انتباه العديد من مستعملي الميترو

وعلى خلاف واشنطن صوتت هيئة النقل في نيويورك بالإجماع على تغيير معايير الإعلان في محطات مترو المدينة بعد أن اضطرت لنشر الإعلانات ذاتها بمقتضى حكم قضائي أيضا.

وأعلنت الهيئة أنها ستمنع في المستقبل أي إعلان "يمكن أن يحرض أو يثير العنف أو يخرق السلام، وبالتالي يؤذي أو يزعج أو يعرقل عمليات النقل الآمنة".

ورغم الانتقادات التي وجهتها المنظمات الحقوقية للإعلانات المثيرة، إلا أن باميلا غيلر التي تتولى منصب المديرة التنفيذية "للمبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية"، المسؤولة عن هذه الإعلانات، قالت "لا أتفق مع وصف هذه الإعلانات بالمناهضة للمسلمين".

وأضافت في حديث لموقع "الحرة" "هل تعتقد أن الحملة مناهضة للمسلمين لمجرد أنها تقف في وجه العنف الناجم عن الجهاد ضد المدنيين الأبرياء؟ ألا يجعلك هذا خائفا من الإسلام؟".

وخاطبت غيلر منظمي المبادرة المناهضة لإعلاناتها بالقول "هل اطلعتم على الدستور الأميركي؟ أنا لا أقبل وصف إعلاناتي بالكراهية والعنصرية لمجرد أنها تقف في وجه المجازر التي ترتكب باسم الجهاد"، على حد قولها.

أنا لا أقبل وصف إعلاناتي بالكراهية والعنصرية لمجرد أنها تقف في وجه المجازر التي ترتكب باسم الجهاد

وتعد باميلا غيلر مؤلفة وناشطة سياسية، عرفت بمواقفها المنتقدة للإسلام وانتشاره في الولايات المتحدة تحت شعار معارضة "أسلمة أميركا".

وخصصت غيلر المعروفة بمساندتها لإسرائيل نشاطها لمعارضة العديد من المشاريع الإسلامية مثل بناء المساجد، حيث كانت من الداعين إلى وقف بناء مركز إسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك.

وفي هذا الشأن تعتقد غيلر أن حملتها لن تؤثر سلبا على قضيتها الأساسية المتمثلة في الدفاع عن إسرائيل، قائلة إنه "لا يمكن أن تكون للحقيقة آثار سلبية".

حرية رأي أم عنصرية

ويعتقد أصحاب المبادرة المناهضة لهذا الإعلان أن تحركهم لا يهدف إلى وقف نشر الإعلانات، لكون العملية تمت بقرار قضائي، إضافة إلى أنها تدخل ضمن إطار حرية الرأي التي يضمنها الدستور الأميركي.

ويقول ديفيد وارن "نحن نؤيد حرية التعبير ولكن شريطة أن لا تحمل الكراهية والعنصرية ضد الآخرين. أتفهم تماما أن نشر الإعلانات يدخل في إطار حرية الرأي ولكنني أعارضها من حيث كونها ذات طابع عنصري".

ومن جانبها تعلق سيسيلي سوراسكي على هذا الموضوع بالقول "المشاركون في المبادرة كلهم يؤمنون بمبدأ حرية الرأي. ونحن نؤمن أيضا بحرية الإعلان في الأماكن العمومية، لكن ما يحدث هنا مختلف لأن دوافعه تحمل معاني العنصرية والكراهية".

وتضيف معلقة على المطالب التي بعثت بها المنظمات إلى شركة مترو الأنفاق "نطلب منهم منحنا أماكن للإعلان المجاني للرد على هذه الإعلانات المسيئة وهذا أيضا ضمان لحرة الرأي".

وأوضحت المتحدثة أن هذه المبادرة تعد فرصة لمسؤولي شركة مترو الأنفاق من أجل أن "يجتمعوا مع ممثلي الجاليات العربية والمسلمة بهدف خلق جو من النقاش حول المسائل المتعلقة بالحملات المتكررة ضد المسلمين".

ويوافقها ديفيد وارن هذا الطرح، حيث يشير إلى أن المسألة تحتاج إلى نقاش موسع "لأننا متأكدون أن هذه الحملة ضد الجالية العربية والمسلمة لن تكون الأخيرة".

متأكدون أن هذه الحملة ضد الجالية العربية والمسلمة لن تكون الأخيرة

أما فيليب فرح فيؤكد أن الهدف من الحملة التي يقودها رفقة منظمات مختلفة لا تهدف إلى حمل شركة المترو على وقف الإعلانات "لأن أي مطالبة بلجم حرية الرأي ستكون لها نتائج عكسية علينا".

ويبرر فرح ذلك بكون منظمته بادرت في السابق إلى وضع إعلانات في محطات المترو تدعو إلى وقف المساعدات الأميركية إلى إسرائيل، وإذا "ما طالبنا بنزع هذه الإعلانات المسيئة للعرب والمسلمين فإننا سنكون ضد المنطق وستكون النتائج سلبية علينا وعلى نشاطنا في المستقبل".

وترد غيلر على هذه الطرح بالتأكيد على أن "الدستور الأميركي يحمي حرية الرأي ولا يمنع الآراء التي تتحدث عن تفوق الإسلام ولا يصفها بالمنتجة للكراهية والعنصرية".

وأوضحت أن "هناك العديد من الناشطين من أجل الحرية والذين يحبون الشعب الأميركي يساندون حملة الإعلانات التي باشرناها ونضالنا من أجل حقوق الإنسان".

وأشارت غيلر إلى أن بداية حملة الإعلانات التي شرعت فيها ليس لها علاقة بفيلم "براءة المسلمين"، وقالت "حملتنا كانت متعلقة بقرار المحكمة. لقد استعنت في حملتي في نيويورك وواشنطن بالتعديل الأول للدستور الأميركي ونجحت في ذلك. وفي الواقع فإنني شرعت في التحضير لوضع هذه الإعلانات سنة 2011".

رسالة خاصة

وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها منظمات أميركية مسيحية وأخرى يهودية مساندتها للجالية المسلمة ضد حملات التشويه والإساءة التي تتعرض لها.

وتصر منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" على توجيه ما تصفه سيسيلي بالرسالة الخاصة إلى العالم، مفادها " الدفاع عن القضايا العادلة التي تخص أصدقاءنا المسلمين".

وتضيف سيسيلي قائلة "رسالتنا الخاصة هي أننا كلنا متساوون ويجب معاملة الجميع بالتساوي لأننا نملك جميعا القدر ذاته من الحرية".

وبرأي المتحدثة فإن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة لديها "تجارب سابقة بأن هناك نظرة سلبية تجاهنا بناء على معتقدنا الديني. لدينا اعتقاد أنه لابد من تغيير هذه النظرة".

وتصف سيسيلي الدفاع عن حقوق الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة بأنه "مسألة مبدأ وسنقف دوما إلى جانب المسلمين وضد الجرائم الناجمة عن الكراهية".

سنقف دوما إلى جانب المسلمين وضد الجرائم الناجمة عن الكراهية

تحركات في المستقبل

ويجمع أصحاب المبادرة على أن تحركاتهم لن تتوقف عند مراسلة هيئة مترو أنفاق واشنطن، وإنما ستستمر لمواجهة أي حملة جديدة. و يقول فيليب فرح "نتوقع أن يكون هناك رد إيجابي من رئيسة شركة المترو كاثرين هوجينز لأنها صديقة حميمة للجالية العربية".

وأضاف فرح أن شركة المترو نفسها "لا توافق على مثل هذه الإعلانات ولكنها اضطرت إلى نشرها تحت طائلة القانون الأميركي الذي يضمن حرية التعبير".

أما ديفيد وارن رئيس اللجنة الأميركية العربية المناهضة للعنصرية فيصر على الذهاب بعيدا في مسألة الدفاع عن حقوق الجالية العربية والمسلمة، وكذا وضع حد للعنصرية.

ويقول في هذا الشأن "نحن ننتظر إجابة من شركة المترو ولكننا لن نتوقف هنا. سنكون وراء كل حملات الكراهية والعنصرية لوقفها، لأننا متأكدون أن هذه لن تكون الأخيرة".

لكن في المقابل تشكك باميلا غيلر في أن تنجح هذه المبادرات في مسعاها للحصول على مساحات مجانية لنشر إعلانات مضادة لإعلاناتها، حيث أكدت أن "واشنطن لا يمكنها أن تنتصر لرأي سياسي على حساب آخر، وإذا منحتهم أماكن مجانا لنشر إعلاناتهم، فلا بد لها أن تمنح مجانا أماكن للجميع".

وتابعت قائلة "لا أعتقد أن أصحاب المبادرة المناهضة للإعلانات سينجحون في مسعاهم".

ومن جانبها تقول سيسيلي سوراسكي "لدي مخاوف من أن لا تكون هذه القضية الأخيرة. نحن لن نتوقف هنا وإنما سنظل ندعم كل الخطوات القانونية التي يقوم بها المسلمون سواء فيما يتعلق بحملات الكراهية أو في قضايا أخرى مثل بناء المساجد وغيرها".

ومضت تقول "سنقوم بمبادرات كلما رأينا المسلمين يتعرضون لحملات الكراهية والعنصرية".

حركة عادية

ويخشى مسؤولو شركة مترو واشنطن أن تتحول الإعلانات المثيرة للجدل إلى مصدر لردود فعل عنيفة، حيث قال مسؤول بالشركة في تصريحات إن مكتب التحقيقات الفدرالي باشر تحقيقات في تهديدات عنيفة ناجمة عن ردود فعل محتملة، مثلما حدث في إحدى محطات المترو في نيويورك.

وموازاة مع هذه المخاوف باشر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" بنشر إعلانات مضادة تدعو إلى التسامح.

وتكفي زيارة لبعض محطات المترو التي نشر فيها الإعلان المثير للجدل، للوقوف على الحركة العادية لمستخدمي هذه الوسيلة، حيث لم تثر انتباه العديد منهم.

ورغم أن زيارتنا كانت في وقت الذروة التي من المفترض أن تعرف حركة الزبائن نشاطا كثيفا، إلا أن لوحة الإعلانات المضيئة التي كتب عليها عبارة "في أي معركة بين الرجل المتحضر والهمجي.. إدعم الرجل المتحضر، إدعم إسرائيل واهزم الجهاد"، لم تلفت انتباه أحد.

إلا أن هذه الحركة العادية، لم تمنع شركة محطات مترو الأنفاق من تكثيف المراقبة الأمنية، حيث انتشرت عناصر الأمن في أماكن عديدة، خوفا من ردود فعل عدائية.

18-10-2012

المصدر/ قناة الحرة

 

قدم مجلس أوروبا ضمن أشغاله لدورته الرابعة قبل أسبوعين بستراسبورغ تقريره الشامل حول "التعايش بأوروبا"، وهو التقرير الذي اشتغل عليه لأزيد من سنتين فريق عمل يترأسه وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، وسعى من خلاله الخبراء إلى رصد التحديات التي يطرحها انتشار العنصرية وعدم التسامح بأوروبا... تفاصيل التقرير

18-10-2012

المصدر/ جريدة التجديد

تشهد تجارة "الشيشة" في بريطانيا انتعاشاً غير مسبوق، يعيده البعض الى ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، بينما يقول آخرون إنه يمثل ثقافة جديدة تتغلغل تدريجياً في المجتمع البريطاني، إلا أن النتيجة في كلتا الحالتين أن انتعاش مقاهي الشيشة يغري الكثير من المستثمرين العرب للدخول في هذا "البزنس".

ويقول العاملون في هذا القطاع إن المجتمع البريطاني لم يكن يعرف "الشيشة" أو "الأرجيلة" قبل 15 عاماً فقط من الآن، إلا أن العرب أدخلوها تدريجياً الى البلاد عبر مطاعمهم ومقاهيهم المنتشرة في طول المملكة المتحدة وعرضها.

وأظهر تقرير حديث صادر عن إحدى الجمعيات الناشطة بمجال مكافحة التدخين في بريطانيا ان واحداً من بين كل عشرة أشخاص في بريطانيا قام بتدخين الشيشة.

وأشار التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" الى أن المقاهي التي تقدم الشيشة في بريطانيا ارتفع عددها من 179 مقهى في العام 2007 الى 556 مقهى في العام الحالي 2012، مشيراً الى ارتفاع كبير في أعداد المتاجر التي تقدم هذا النوع من الدخان وارتفاع أيضاً في أعداد مستهلكيه.

وتمثل الشيشة دخلاً مالياً مهماً لكثير من المقاهي في بريطانيا نتيجة ارتفاع الطلب عليها وانخفاض تكلفتها الأصلية مع ارتفاع الربحية من تجارتها.

وقال سامي المصري، الذي يمتلك واحداً من أشهر مقاهي الشيشة في لندن، إن سعر بيع الشيشة كان لا يتجاوز الخمسة جنيهات استرلينية لدى ظهورها في لندن قبل نحو 16 عاماً، وكانت تتوفر فقط في شارع "اجور رود" الذي يمثل مركز العرب في العاصمة البريطانية، مشيراً الى أن هذا السعر ارتفع حالياً لتصبح الشيشة في أقل سعر لها عند 10 باوندات وترتفع بحسب نوعيتها لتصل الى 50 جنيهاً استرلينياً.

ويؤكد المصري لـ"العربية.نت" أن سوق الشيشة يشهد انتعاشاً كبيراً سواء في أوساط البريطانيين أو غيرهم من الجاليات الموجودة في بريطانيا، أو حتى من السياح، لكنه يفسر هذا الانتعاش بأنه عائد الى الرغبة في الجلوس بمقاهي تسهر ليلاً دون أن تقدم مشروبات كحولية، لأن من يرغب من البريطانيين بشرب الكحول يذهب الى "البوب" بينما تغلق المقاهي التقليدية أبوابها مبكراً في بريطانيا، لتبقى مقاهي الشيشة العربية.

وأضاف المصري أن الكثير من المستثمرين العرب اتجهوا الى إنشاء مقاه للشيشة في لندن وبعض المدن الأخرى بعد أن تحولت الى تجارة رائجة في البلاد، مشيراً الى أن الكثير من المستثمرين العرب جاءوا من خارج بريطانيا للعمل في هذا البزنس الذي حقق لهم الكثير من الأرباح خلال السنوات الأخيرة.

وتتركز مقاهي الشيشة في شارع "اجور رود" وسط لندن الذي يمثل مركز التجمع التقليدي للجالية العربية في بريطانيا، كما ينتشر في نفس الشارع العديد من المطاعم العربية التي تنتمي الى مختلف الدول والثقافات العربية.

وتعتبر لندن واحدة من الوجهات التي تقصدها رؤوس الأموال العربية من أجل الاستثمار والإقامة والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الحكومة البريطانية لأصحاب رؤوس الأموال.

18-10-2012

المصدر/ العربية نت

يشعر المهاجرون الأفارقة في المغرب أنهم ضحايا السكان المحليين، وفي المقابل يشعر المغاربة بالخوف أحيانا من القادمين الجدد. إن انعدام التفاهم بين الطرفين عميق، كما تبين للصحفية من إذاعة هولندا العالمية ياني سخيبر أثناء زيارة قامت بها إلى منطقة حرجية بالقرب من الحدود مع اسبانيا.

قد يأكلونكم

جلس على جانب الطريق من الفنيدق إلى قصر صغير في شمال المغرب ستة شبان وأيديهم ممدودة للتسول.

"انتبهوا، قد يأكلونكم أولئك السود" حذرنا بائع عصير مغربي في بلدة الفنيدق الحدودية الصغيرة. ماذا قد يفعلون؟ "نعم، حقا، بإمكانهم فعل أي شيء" أجاب الرجل.

سائقو سيارات الأجرة الذين ينتظرون الزبائن في الساحة هم أيضا غير متحمسين للذهاب إلى حيث أماكن تخييم الأفارقة في الغابة.

لا تذهبوا إلى ذلك المكان الخطر

"العرب يكرهون الأفارقة وهذا أمر قديم، يجري في عروقهم" يقول أبو بكر، وهو شاب من السنغال، يأمل بالتمكن من العبور إلى أوروبا. امضي قرابة العام في العاصمة المغربية الرباط قبل أن يأتي إلى هذا المخيم القريب من الحدود الاسبانية، وتجاربه هناك تركت لديه شعورا مريرا.

"تعرض أصدقاء لي لهجوم بالسكين، يستهدفنا قطاع الطرق لأننا لا نستطيع إبلاغ الشرطة عنهم، حتى ولو تعرضنا للسلب والأذى، لأنه سيتم القبض علينا لعدم حيازتنا لأوراق ثبوتية، لا حقوق للسود هنا".

الإخوة الأفارقة

المواقف العنصرية تتضح أيضا بطرق أخرى. سليمان من غينيا كوناكري غاضب من مناداة المغاربة له "بالإفريقي" بطريقة سلبية، "يجب أن ينظروا إلينا كأخوة أفارقة، الأمر مختلف إذا ناداك الأوروبي بالإفريقي، ولكن ليس عندما يفعل إفريقي ذلك". كما يشعر أبو بكر بالمهانة لأن المغاربة لا يصدقون أن أكثريتنا من المسلمين". ويروي كيف أن الناس تصاب بالدهشة عندما يرونه راكعا للصلاة. " لا يدركون أن الأسود يمكن أن يكون مسلما".

خبز وفاكهة

بعد حوالي ساعة، وقفت أكثر من خمس سيارات إلى جانب الطريق. ركض صبي إلى إحدى السيارات وتحدث مع شخص بداخلها. عاد وبيده كيس من البلاستيك وفيه خبز وفاكهة والقليل من المال. أخبرتنا شابة من منطقة قصر صغير أن والدتها تشتري الخبز وتجلبه إلى هنا. إنها لفتة إنسانية بالنسبة لها " لا شيء لديهم وعلينا مساعدتهم".

يحتفظ بائع الدواجن بأرجل الدجاج للأفارقة الذين يعيشون في الغابة، لأنهم يحبونهم والمغاربة لا يتذوقوها. يشعر البائع بالأسى نحوهم "ما يريدونه هو الذهاب إلى أوروبا، لا يملكون شيئا هنا".

الحياة في الغابة

يجاهد الافارقة في التعرف على طريقهم بين الأشجار وعبور المجاري الضيقة للوصول إلى ما يسمونه "الغيتو": مخيم صغير في الغابة على بعد نصف من الطريق العام ساعة سيرا على الأقدام. يقيم أبو بكر هناك مع نحو 20 شخصا معظمهم من السنغال وغينيا. يحوي الغيتو على خيمة بدائية وموقدة صغيرة وبعض الأواني والمقالي.

على بعد مئات الأمتار في أسفل الجبل هناك مخيمات مماثلة لأشخاص من جنسيات مختلفة. بعضهم ينتظر هناك منذ عدة أشهر في انتظار الفرصة للوصول إلى سبتة، الجيب الاسباني في المغرب. معظم الذين يعيشون في الغابة هنا قد حاولوا عبور الحدود أكثر من مرة.

إغلاق الحدود

مع تشديد الدول الأوروبية تدابير الحراسة على حدودها في السنوات الماضية، أصبح العديد من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى عالقين في المغرب. البعض يعمل كخدم أو كعمال يومية، وعدد قليل جدا منهم وجد عملا منتظما. السلطات تتعامل معهم بمزيج من الإهمال والقمع أحيانا على شكل غارات وترحيل.

"قبل سنوات كان على السكان أن يعتادوا على وجود المهاجرين، لكن الآن تحسنت العلاقات بينهم" يقول صاحب دكان في بلدة جبلية قريبة من الغابة. يدخل رجل طويل اسود إلى الدكان لشراء الأرز واللبن وبعض المأكولات. "السلطات تنصحني بعدم التعامل معهم ولكنني استقبل الجميع، لا فرق بيننا جميعا".

ليست من ثقافتهم

الاتصال بين المجموعتين يقتصر على إلقاء التحية والسلام. لا صاحب الدكان ولا بائع الدواجن يتكلم معهم بهدف كسب صديق إفريقي. كذلك الأمر بالنسبة للمهاجرين الذين لديهم معرفة محدودة عن الثقافة المغربية، والأمر مشابه بالنسبة للمغاربة "نحن نعمل لديهم فقط ، البعض يعاملك بالحسنة والبعض الآخر بشكل سيء، لكن الجميع يدفع القليل جدا ".

لاعبين سود في كرة القدم

لا يريد المهاجرون تصديق أنهم قد يواجهون عنصرية في أوروبا أكثر من المغرب. يعتقدون أنهم إذا تمكنوا من عبور الحدود "البيض والسود يعاملون بعضهم معاملة جيدة" يقول أبو بكر ويضيف "في هولندا هناك العديد من السود في المنتخب الوطني لكرة القدم. المغاربة يشعرون فقط بالغيرة".

"لم يعد يهمني ما إذا كانوا عنصريين أم لا، ما دام لديهم عمل لي" يقول جول من الكاميرون ويضيف ". لكن لا يوجد عمل في المغرب، لذلك احتاج للذهاب إلى أوروبا".

18-10-2012

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

في ظل الإجراءات المشددة التي تتخذها إسرائيل بحق المهاجرين الأفارقة والتضييق عليهم لطردهم من البلاد دون توفير حماية قانونية، أخذ هؤلاء المهاجرون في التفكير جديا في العودة إلى أوطانهم بعد أن باتوا يفرون من البلدات الإسرائيلية إلى البلدات الفلسطينية التي توفر لهم الأمن ومصادر الرزق.

فمن المقرر أن تبت المحكمة المركزية بالقدس بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بالالتماس الذي قدمته جمعيات حقوقية ضد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي الذي أعلن شروع وزارته بمطاردة المهاجرين الأفارقة من إقليم دارفور بالسودان وإريتريا وجنوب السودان المتواجدين بإسرائيل وسجنهم بمعسكرات تجميع خاصة أقيمت بالنقب تمهيدا لطردهم.

وأصدرت المحكمة أمرا احترازيا مؤقتا يحول دون الشروع بمطاردة اللاجئين الأفارقة وحظر سجنهم أو تجميعهم بالمعسكرات، ويبلغ تعدادهم نحو ثمانين ألفا انتقلوا مؤخرا بغالبيتهم الساحقة للسكن بالبلدات الفلسطينية بحثا عن الأمن والأمان عقب التضييق عليهم بالبلدات اليهودية وما رافقه من أعمال عنف وتحريض شكل خطرا على حياتهم.

واستعرض المحامي عوديد فيلر من جمعية "حقوق المواطن" بالالتماس مخطط وزارة الداخلية الإسرائيلية الذي ينذر "بكارثة إنسانية" في حال دخل حيز التنفيذ، خصوصا وأن ذلك يعني اعتقال آلاف المهاجرين الأفارقة من أفراد وعائلات وأطفال طالبي اللجوء وتجميعهم بمعسكرات بظروف مزرية لأجل غير مسمى، ليس هذا وحسب بل سيتم إلغاء جميع إقامات وتصاريح العمل إلى آلاف اللاجئين ممن يعملون بشكل منتظم لتوفير لقمة العيش لأولادهم وعائلاتهم.

وتمتنع وزارة الداخلية عن التداول بطلبات اللجوء للمهاجرين الأفارقة البالغ تعدادهم نحو 45 ألفا، وتتذرع بأنهم ليسوا لاجئين سياسيين بل هم مهاجرون أتوا طلبا للعمل وبالتالي لا يحق لهم تقديم طلبات اللجوء، حيث تعتبر إسرائيل من أقل الدول الأوروبية والغربية التي تصادق على طلبات اللجوء.

لاجئون أفارقة من السودان وإريتريا يتوجهون للعمل في البلدات الفلسطينية بحثا عن الأمن (الجزيرة نت)

لجوء وعودة

وتباينت المواقف بصفوف اللاجئين الأفارقة بخصوص طلب اللجوء السياسي بإسرائيل، حيث يرى اللاجئ الإريتري إبراهيم طارقي (18 عاما) الذي يقيم بإسرائيل منذ عام، أن الغالبية العظمى من اللاجئين من مسلمين ومسيحيين يريدون العودة لأوطانهم الأصلية بعد أن مكثوا للعمل في البلدات الفلسطينية وقاموا بادخار الأموال التي تكفيهم لضمان مستقبل عائلاتهم.

واستبعد إبراهيم -في حديثه للجزيرة نت- وجود نوايا حقيقة وصادقة لدى من يدعو ويطلب اللجوء بإسرائيل، معتبرا هذا المطلب ردا على الإجراءات التي شرعت إسرائيل بتنفيذها ضد المهاجرين الأفارقة وتقضي بطردهم دون توفير الحماية لهم.

وأوضح أن اللجوء إلى إسرائيل كان بهدف العمل وتوفير لقمة العيش في ظل انعدام فرص العمل بأفريقيا والحروب هناك، مؤكدا أن الإقامة بإسرائيل للاجئ أفريقي تحولت بهذه المرحلة إلى جحيم وتكاد تكون مستحيلة بظل تضييق الخناق وانعدام الأمن والاستقرار وهاجس الطرد والتشريد.

الأمن والأمان

أما اللاجئ عبد الرحمن خالد البالغ (22 عاما) وهو من إقليم دارفور بالسودان فقال إن المهاجرين الأفارقة من مسلمين ومسيحيين باتوا يبحثون عن الأمن والأمان بالبلدات العربية بالداخل الفلسطيني إلى جانب توفير فرص العمل والبيئة العربية والإسلامية، وذلك لتفادي التضييق الإسرائيلي وهربا من فخ المطاردة والسجن الذي يأتي كمقدمة للطرد والإبعاد دون توفير الحماية للاجئين مثلما تنص الأعراف والمواثيق الدولية.

وتحدث للجزيرة نت عن الأسباب التي دفعت بعشرات الآلاف من السودانيين والإرتيريين للقدوم إلى إسرائيل قائلا: "لم تكن هناك أي دولة عربية وإسلامية لديها النية لاستقبال النازحين من الحرب أو الباحثين عن فرصة عمل ولقمة العيش، لذا هربت كغيري من الشباب والعائلات من الحرب وكانت وجهتنا مصر لكن نظام (الرئيس المخلوع) حسني مبارك قام بقمعنا وطردنا لذا اضطررنا للقدوم إلى إسرائيل لكننا نعيش حاليا بين الفلسطينيين والجميع على قناعة بأنه عاجلا أم آجلا سيعودن لديارهم".

الغطاء القانوني

وكان الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) قد صادق على رزمة من القوانين التي تضيق الخناق على المهاجرين الأفارقة، أبرزها منع كل من لا يحمل الجنسية الإسرائيلية مقاضاتها، و"قانون المتسللين" الذي يجيز لسلطات القضاء اعتقال كل لاجئ أفريقي واحتجازه بالمعسكرات الخاصة التي أقيمت بالنقب لمدة ثلاث سنوات دون أي محاكمة.

ويحرك وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي مخططات للحد من ظاهرة لجوء الأفارقة، معتبرا وجودهم خطرا يتهدد الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، ودعا بتصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية الحكومة إلى القضاء على ظاهرة المتسللين غير الشرعيين والمهاجرين الأفارقة وتشجيعهم على مغادرة إسرائيل، رافضا منحهم حق اللجوء السياسي.

ولفت النظر إلى أن بناء السياج الأمني بطول 250 كيلومترا على طول الحدود مع سيناء حتى وقبل إنجازه ساهم بمنع تسلل المهاجرين الأفارقة، وبالتالي على إسرائيل الشروع تدريجيا بطرد عشرات آلاف المهاجرين، مؤكدا أنه في حال وفرت لوزارته كافة الوسائل والغطاء القانوني فسيتم طرد جميع اللاجئين خلال أقل من عام.

18-10-2012

المصدر/ الجزيرة نت

جددت الحكومة المغربية التأكيد على القوانين المعمول بها في مسألة تبني أو كفالة أطفال مغاربة، والتشديد على احترام هذه القوانين. وكانت 44 أسرة إسبانية قد ناشدت أخيرا السلطات المغربية تسهيل عملية تبني أطفال مغاربة، والتعجيل باستكمال المعاملات التي كانت هذه الأسر قد بدأتها في وقت سابق. وكانت الأسر الإسبانية الراغبة في التبني قد ادعت أخيرا أن مثل هذه المعاملات كانت تجري بسهولة أكبر في الماضي.

ويذكر أن معظم الأطفال الذين يجري تبنيهم مجهولو الأبوين، أو تتنازل عنهم أمهاتهم لتفادي مواجهة مشاكل مع أسرهن نظرا لأن الحمل حصل خارج الزواج.

مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، علق على الموضوع قائلا: «قانون التبني يفترض أن تكون الأسر الراغبة في تبني هؤلاء الأطفال مقيمة في المغرب، لكي يستطيع القاضي الذي يوافق على التبني متابعة وضعية الأطفال الذين يسمح بكفالتهم (تبنيهم)».

وتابع خلال لقاء صحافي: «وزارة العدل تحرص على تنفيذ مقتضيات القانون بطريقة توفر عملية متابعة أوضاع الأطفال الذين يتم التكفل بهم».

وكان مصطفى الرميد، وزير العدل المغربي، قد أصدر قرارا في وقت سابق، لوقف تبني الأجانب أطفال مغاربة، وعزا قراره إلى قلقه «من أن يكبر الأطفال المتبنين في الخارج من دون احترام لدين بلدهم الأم وتراثه وتقاليده». وبالفعل، أكدت وزارة العدل على شرط تعهد الأسر المتبنية باحتفاظ الطفل المتبنى بهويته المغربية ودينه الإسلامي، بجانب شرط المتبني في المغرب.

18-10-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

الفنانون الرواد وقد حفظنا أسماءهم، والجيل التالي من المبدعين وقد رأينا أعمالهم تطوف في العواصم.. فماذا عن الشباب والشابات؟ ماذا يرسمون وما وسائلهم التعبيرية التي يخاطبون بها الرائي وبأي عين ينظرون إلى العالم وكيف هي التجاذبات والتأثيرات بين أعمالهم وبين ما تطرحه الساحة العالمية للفنون التشكيلية المعاصرة؟

إنها الأسئلة التي يحاول، بهذا القدر أو ذاك من النجاح، أن يجيب عليه معرض يقام في معهد العالم العربي في باريس، منذ مطلع هذا الأسبوع ويستمر حتى 3 فبراير (شباط) من العام المقبل. وإذا كان القائمون على تنظيم المعرض قد وجدوا أنفسهم أمام صعوبة الإلمام بكافة جوانب التجربة الفنية العربية الحديثة فإنهم تمكنوا من أن يجمعوا أعمال 40 فنانا يصفهم دليل المعرض بأنهم من أهم المبدعين الشباب الذين ظهروا خلال ربع القرن الأخير، وقد خصصت مساحة 1200 متر مربع لعرض أعمالهم، مع إصدار مجلد مصور عنهم وعن إنجازهم. لماذا اختيار هذه الفترة الزمنية بالتحديد؟ لأن المعهد يحتفل، هذا العام، بالذكرى 25 لتأسيسه كصرح ثقافي عربي نشيط ومهم في عاصمة النور.

أوكل المعهد مفوضية المعرض إلى الناقد الفني المصري إيهاب اللبان. ويخبرنا الكراس الموزع على الصحافة أن الفن العربي المعاصر، الغني بالتأثيرات الآتية من آسيا وأفريقيا وأوروبا، يتميز بتنوع كبير للأساليب. فقد سافر عدد كبير من الفنانين للدراسة في البلدان الأوروبية وأميركا. وإذا كان بعضهم قد اختار أن يستقر في تلك البلاد فإن الغالبية عادت إلى أوطانها لمتابعة عملها الفني في المكان الأول والحاضنة الأم. من هنا نلاحظ أن كثيرا من الأعمال المعروضة هي لفنانين يقيمون ويعملون في فرنسا أو ألمانيا أو كندا أو الولايات المتحدة وغيرها من بلاد الله الواسعة. هل هو الافتقاد إلى الحرية ما يدفع المبدع الشاب إلى أن يهاجر أم هي الرغبة في البقاء على تماس مع المدارس والمعارض والتجارب الفنية المحتدمة والأسواق العالمية الجديدة؟

يحاول الفنانون الشباب، بعد ثورة المواصلات والتواصل الإلكتروني، أن ينفتحوا على عدد من الثقافات وأن يقدموا نوعا من «صهر» تلك المكونات لينسجوا رباطا فريدا بين الشرق والغرب، بكل ما يعج به هذا العالم من تغيرات عميقة. وإذا كان هذا المعرض يحرص على إبراز التغيرات التي طرأت على مدى العقدين أو الثلاثة الماضية فإنه، في الوقت نفسه، يسعى إلى توضيح الاتجاهات الرئيسية التي يعتمدها الفنانون العرب وكشف ينابيع إلهامهم التي تؤثر على فنهم وتطبعه بخصائصه المتميزة. كما يأمل القائمون على المعرض أن يقدموا نظرة شاملة، بقدر الإمكان، للتوجهات وطرق البحث والتجريب في الإبداع الفني العربي منذ 25 عاما، عبر أعمال 40 فنانا، وبوسائط متعددة: الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والإنشاءات، أو التجهيزات، والفيديو. وهم قد طلبوا من الفنانين تحضير أعمال خصيصا لهذه المناسبة.

خلال العقود الماضية من عمره، نظم معهد العالم العربي أكثر من 100 معرض فني. ويقول إيهاب اللبان، مفوض المعرض الحالي، إن هناك ملامح حضارية وسمات ثقافية كثيرة ومتباينة، يتكون عبر تحاورها شكل أي مجتمع. وعن طريق رصد هذه الصفات وملاحظتها يتوصل المشاهد إلى رسم صورة شارحة وإلى بناء مشهد شبه متكامل لشخصية المجتمع وطبائع أهله.

تلفت كثير من الأعمال النظر وتدعو إلى التأمل، لا سيما تلك التي أنجزتها فنانات من الأجيال الجديدة، مثيلات الليبية أروى أبو عون ولوحاتها ذات المتواليات التي تمثل نساء بأحجبة متعددة الألوان وهن في أوضاع الصلاة، أو الإماراتية إبتسام عبد العزيز وصورها التي تحمل عنوان «دماغي»، أو اللبنانية دوريس بيطار علمها الأميركي الذي جعلت منه طرحة حمراء لعروس بغدادية، أو السعودية ريم الفيصل ولوحاتها الفوتوغرافية المميزة، أو السورية ديانا الحديد ومنحوتتها «ضريح المجهولين»، أو التونسية نادية كعبي وتجهيزها المعنون «أميركان تونسيون» الذي يتألف من عشرات القوارير الصغيرة المصفوفة في مربعات خشبية وفي داخل كل منها حفنة من قبور جنود أميركيين فقدوا حياتهم على أرض تونس، أو الكويتية تمارا السامرائي وصورها الفوتوغرافية لنساء بالأبيض والأسود وكأنهن آتيات من منتصف القرن الماضي وراغبات في مغادرة الإطار والعيش في الحاضر.

ولا يملك المشاهد سوى أن يقف متأملا لوحة «لغة الصحراء» البديعة للفنان القطري أحمد يوسف، هذا على الرغم من أن هذا العمل الذي تدخل الرمال في تشكيل خطوطه العربية المموهة، قد عرض في زاوية غير مناسبة من الصالة. ومن الأعمال ذات الأصالة منحوتة الفنان المصري آرمين آغوب التي تشبه هرما دائريا قاتم اللون وعنوانها «صوان أسود». وهناك تلك الحجرة المكعبة التي تمتلئ جدرانها بـشعارات وكتابات و«كلام فارغ»، وهو عنوان العمل الذي يقترحه الفنان اللبناني أيمن بعلبكي. وطبعا فإن لوحة «كيف لا تبدو إرهابيا بعين السلطات في المطارات الأميركية» للفنان العراقي محمود العبيدي تدعو إلى التأمل، أيضا، وتعكس الهم السياسي والوجودي الراهن الذي يفرض نفسه على الفنانين الشباب. وإلى جانب هذا تعود أعمال المصري عادل السيوي لتحوز الاهتمام بتقنياتها التي تؤكد موهبته واشتغاله الفذ على الألوان.

إنها مجرد نماذج من أعمال كثيرة تستحق المشاهدة ويثير الكثير منها الإعجاب. وهي علامات منتقاة لما يمكن أن يتمخض عنه المشهد الفني العربي خلال العقود المقبلة.

18-10-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

«أبريل 2012»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      
Google+ Google+